بقلم د . رفعت سيد أحمد
بعد أيام من إعلان فوز الدكتور / محمد مرسى برئاسة مصر ، وبعد التهنئة الواجبة له ، وفقاً لقواعد الديمقراطية التى نؤمن بها ، حتى لو كانت بعض فصائل الإسلام المتشدد تعتبرها (وسيلة) للبقاء فى الحكم والخلود فى الكرسى ، نقول بعد التهنئة ، أن ثمة تحديات كبرى تواجه الوطن ، بعضها بات معلوماً من كثرة ما لاكته الألسن وبرامج التوك شو وفضائيات غسيل الأموال الخليجية الأمريكية ، لكن البعض الآخر لايزال مكتوماً ، أو هو لم يتم الإعلان عنه بصراحة واجبة ، دعونا اليوم نقترب منها ، دعونا ، ننصح د. محمد مرسى ، الذى نشرف بمعرفته الشخصية منذ سنوات دعم الانتفاضة الفلسطينية عندما كان صوته يجلل معنا فى المؤتمرات الداعمة للمقاومة فى فلسطين ولبنان وبخاصة فى الزقازيق موطنه وموطن أحمد عرابى وسليمان خاطر .
وليسمح لنا (الرئيس الجديد) ؛ أن نصيغ تلك التحديات على هيئة أسئلة ، نتمنى منه أن يضعها من بين ما يضع من ملفات على سطح مكتبه الرئاسى ، وألا يتجاهلها أو ينساها ، فلربما كانت مهمة ، ولربما ساهمت فى إطالة أمد جلوسه على (الكرسى) لفترة ثانية مقبلة إن هو واجهها بشجاعة ووجد لها حلاً ولربما – لا قدر الله – تكون سبباً فى خروجه من هذا المنصب فى أقصر وقت ممكن وهو ما لا نتمناه :
التحدى الأول : متى يأمر الرئيس (مرسى) جماعة الإخوان بأن تنضوى تحت شرعية الدولة، وتحديداً فى إطار وزارة الشئون الاجتماعية باعتبارها ، جمعية أهلية ضمن آلاف الجمعيات ؟ متى ينتهى هذا الوضع الاستثنائى والشاذ وغير القانونى للجماعة فى وطن يتحدث فيه الإخوان عن سيادة القانون وإعلاء قيم الشفافية ؟ هل لابد وأن ينتظر الرئيس (مرسى) لحين يحرجه القضاء بأحكام يتم بها حل جماعة الإخوان وتسريح أعضائها وغلق مقراتها فى المقطم والمحافظات ؟ أما أنه وبذكاء الرئيس الجديد المفترض سوف يبادر بالطلب من قادة جماعته ألا يحرجونه أكثر مما هو محرج ، وأن يتكيفوا قانونياً مع وضعية الجمعيات ووزارة الشئون الاجتماعية لتصبح جماعة فى وطن ، وليس وطن تبتلعه جماعة كما يشيع خصومها وهى إشاعة إن صحت سوف تؤدى فى أقل من عام واحد بالجماعة وبإبنها الرئيس الجديد ؟ خاصة وأن هذا الشعب صار أكثر وعياً وثورية ولا يسهل التذاكى عليه ؟ ونفس الأمر يقال عن 7 هيئات تسمى نفسها بـ(السلفية) وهى بلا ترخيص قانونى وتعمل خارج نطاق الشرعية رغم أن لها أحزاباً معروفة ومن بينها (الجماعة الإسلامية) و(الهيئة السلفية) وما يسمى (بهيئة الإصلاح) وهى أسماء لا علاقة لها بالمضمون ، وهى تعمل بلا ترخيص رسمى فمتى يواجهها ؟!.
التحدى الثانى : ماذا أنت فاعل فى ملف كامب ديفيد واتفاقية السلام ، وهل تصلح الوعود والكلام الدبلوماسى لمواجهة تحدى خطير مثل هذا مثل كلامك الدبلوماسى فى أول خطاب لك؟ وهل ستعيد إنتاج نظام حسنى مبارك فى هذا الملف ، من حيث الاحترام المطلق للاتفاقية بكل شروطها المذلة والتى من أبرزها حصار الشعب الفلسطينى والإغلاق المستمر لمعبر رفح رغم أن مصر ليست طرفاً فى اتفاقية المعابر؟ وما هى طبيعة العلاقة التى ستربط مصر فى عهدك بحركات المقاومة فى فلسطين ولبنان وهل ستقتصر العلاقة فقط على حركة حماس ؟ وما هى أشكالها هل ستكون علاقة دعم موسع أم تدجين وحصار ثم تحويلها إلى حركة مقاومة سلمية غير مسلحة ؟ وهل لأمريكا واتصالاتكم السابقة بها دور فى هذا أم هو من (اختراعات) الإخوان الجديدة للتكيف مع الشرق الأوسط الجديد الذى سيكون بلحية خارجية وبقلب أمريكا وإسرائيلى أسوأ من أيام حسنى مبارك ؟! .
التحدى الثالث : أين أنتم مما يسمى بثورات الربيع العربى والتى ثبت يقيناً أن ليس كلها ثورات حقيقية بل بعضها فقط ، والبعض الآخر ثورات للـ C.I.A ولحلف الناتو ؟ وأن بعضها كان ولايزال يستهدف قلب العروبة ، مصر ، من خلال خلق الفوضى حولها وفى محيطها السياسى العربى الداعم للمقاومة ؟ وغداً فى داخلها ؟ أين أنتم من هذا الربيع ؟ وأين أنتم منه إذا ما انتقل إلى من يدعمون دعمه بالمال والسلاح اليوم لأهداف فى نفس يعقوب ، طبعاً (يعقوب الأمريكى والإسرائيلى) أين أنتم منه إذا ما انتقل إلى بلاد الخليج ؟ هل ستقفون مع الثورات هناك أم أن الفم سيمتلأ ساعتها بالماء ، بعد أن امتلأ فم بعض جماعات الإسلام والسياسة فى بلادنا بالنفط خلال الشهور الماضية فصمتت على إهانة المصريين والعرب وعن مقدمات الربيع الثائر فى تلك البلاد صمتاً غير جميل وغير كريم ؟ .
التحدى الرابع : ما هى بصراحة حقيقة الصفقة أو الاتفاقية التى تمت بين جماعة الإخوان ، وبين المجلس العسكرى لكى تأتى أنت رئيساً بدون مشكلات كما رأينا هل توجد هذه الصفقة أم لا ؟ وما هى حدودها وأبعادها وأسرارها ؟ وهل ستنعكس على علاقتكم بالقوى الثورية والوطنية الأخرى مستقبلاً إيجاباً أم سلباً ؟ وأين الجيش ومؤسسات الدولة الوطنية من مشروعكم للتغيير هل ستحافظون عليه وعليهم أم أن هناك مخططات أخرى . تلك بعض أسئلة نتمنى من الرئيس مرسى الإجابة عليها قبل فوات الأوان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق