رئيس وحدة بحوث الرأي العام:
- كارت شفيق تم حرقه والسناريو البديل بعد فوز مرسي الطعن ببطلان الانتخابات.
- انحياز المجلس العسكري ولجنته الانتخابيه ضد مرسي أصبح قرآن أو انجيل يُتلى.
- قهرونا بترك الخيار الثوري وانقلبوا على الخيار السلمي لأنه جاء بما لايشتهون.
- الطريق الثالث لجورج اسحق تأخر وكان الأجدر توجيهه للأقباط في الجولة الأولى.
- تغيير النتيجة ضرباً مباشراً في زمة القضاء المصري وضغطاً على لجنة الانتخابات.
- شبهة التنسيق مع الأمريكان تلاحق النظام المصري وليس الإخوان وقوى الثورة.
- الحياد لا يكون بين فريق يستقوي بعسكره ولجنته وملياراته مع إرادة شعبية وثورية.
- كتاب وباحثون خلعوا عباءتهم الصعيدية ولبسوا طرحة الثورة المضادة
- من المسلمات المصرية انتماء أساتذة التزوير ورؤوس النفاق والتضليل إلى حملة شفيق.
أوضح الدكتور/ صابر حارص أستاذ الإعلام ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج أن قراءة المشهد السياسي الآن من واقع فحص الطعون وعدم الإعلان عن أية انتصارات تغير من نتيجة فوز مرسي تؤكد قطعاً بأن كارت شفيق لدى المجلس العسكري قد تم حرقه بغير رجعة، وأن الكارت الوحيد المُتبقي هو الطعن على فوز مرسي لدى المحكمة الدستورية خلال ستين يوماً من جانب حملة شفيق أو المجلس العسكري أو أي طرف له مصلحة، وأن هذا السيناريو ربما يُعطي الفرصة للمجلس العسكري في التفاوض مع القوى الثورية والإخوان في تأمين استحقاقاته ومكتسباته طوال ستين عاما ويتسق أيضاً مع خلفية وجود أغلبية أخرى كانت ترفض كلا المرشحين، خاصة وأن هذا السيناريو يأتي بعد التمهيد له من جانب المجلس القومي لحقوق الانسان الذي ظهرت نتائج تقريره عن الانتخابات قبيل إعلان النتيجة بيوم واحد فقط وتصف مناخ جولة الإعادة من جانب الطرفين بالاحتقان وتجاوز سقف الإنفاق الانتخابي وتدخل أئمة المساجد في الدعاية وشكاوى لم يتحقق فيها بمنع الأقباط من الوصول الى المقار الانتخابية.
واكد حارص أن الطعن على الانتخابات ضرباً مباشراً في زمة القضاء المصري الذي كان صارماً في مواجهة أي محاولات أو تجاوزات من جانب حملة مرسى وأنصاره بشكل خاص، كما أن احترام القضاة في اللجان الفرعية والعامة الذين احتاطوا لسلامة الانتخابات والفرز وتفريغ البطاقات وتحرير المحاضر بحضور مندوبين من المرشحين وحقوق الانسان ووسائل الإعلام لا يمكن أن يتبعه أي تعديل في نتيجة الانتخابات إلاّ إذا تعرضت اللجنة العامة لضغوط سياسية.
وأشار حارص إلى عدم وجود حياد حقيقي في وسائل الإعلام وبين رموز القوى السياسية، وأن الذين يدّعون الحياد ويبتعدون عن كلا المُرشحين أو القوى المتصارعة إنما يضربون بذلك الإرادة الشعبية والثورة المصرية وميدانها بالتحرير بسلاح أخطر بكثير من أسلحة الثورة المضادة، ودلّلّ حارص على ذلك بقوله أن الحياد لا يكون أبداً بين ظالم مُستبد يستقوي بسلطته ومجلسه العسكري ولجنته الانتخابية وأجهزة أمنه الأربعة وإعلامه الهابط وملياراته التي لا تُعد ولا تُحصى وفلوله المنتشرين كالوباء في القرى والنجوع، وبين ضعيف أعزل لا يملك إلاّ أغلبية شعبه التي جاءت بها صناديق الاقتراع، كما أن الحياد لا يكون بين مُعتدي على حقوق الشعب وبرلمانه ودستوره وإرادته في الصناديق، وبين مظلوم ومقهور وشهيد لقي ربه منذ عام ونصف وشاهد على الذل والإذلال طوال المرحلة الانتقالية.
وأضاف حارص أن الذين يزعمون أنهم محايدون هم فالأصل شياطين خُرَّص، وصُم بُكم عُميُ لا يرجعون، ويضمرون في داخلهم الشر للثورة وقواها وأهدافها، ويؤجلون فرحتهم بعودة الفساد والطغيان الذي حافظ على مصالحهم ونجوميتهم التي ذهبت مع رياح الثورة، ويسعون في الوقت نفسه إلى أن يظلوا في مربع الحياد والاستقلالية إذا نجحت الثورة ومرشحها.
وحذر حارص الشعب المصري من الاستماع إلى شخصيات كثيرة فضحتها الثورة المصرية الثانية، ومن أدوارها المشبوهة في خداع الثورة وميادينها بالمحافظات تحت شعار الحفاظ على مصر والجيش المصري، وما اتسمت به هذه الشخصيات من التحول والتلون في المواقف والأساليب من الحياد الظاهري الى التحيز الهادىء أو الفاقع أمثال مصطفي بكري وضياء رشوان وسامح عاشور الذين خلعوا عباءتهم الصعيدية ولبسوا طرحة الثورة المضادة وغيرهم من الوجه البحري أمثال أسامة الغزالي حرب وعماد الدين اديب وياسر رزق ومحمد حامد ولميس الحديدي وغيرهم الذين يروجون الآن لإشاعات التدخل الأمريكي لصالح مرسي ويحاولون بذلك خداع الميدان والرأي العام وتحويل اتجاهاته إلى موضوعات حساسة بهدف تخفيف الضغط الشعبي على العسكري ولجنته الانتخابية، واكد حارص أن تصريحات الأمريكان هي مجرد تساؤلات وإبداء القلق على مصر كدولة محورية تؤثر على ما حولها وعلى مصالح العالم كله، ومع ذلك تم مواجتها من حزب الحرية والعدالة بأن المشهد المصري شأن داخلي غير قابل للتدخل من أي قوى خارجية.
وأوضح حارص أن الميدان في التحرير والاسكندرية قام بالرد على المُغالطين الذين يروجون لصدام الشعب مع الجيش دون تفرقة بين الجيش والمجلس العسكري كسلطة سياسية تدير شئون البلاد، وأطلق الثوار شعار (الجيش المصرى بتاعنا والمجلس مش تبعنا)، وأوضح حارص أيضاً أن الإخوان والمعارضة الوطنية لم تكن علاقتها بالأمريكان يوماً ما علاقة طبيعية نظراً لدعم الأمريكان للاستبداد والفساد المصري ونظام مبارك، وأن الذي تعرفه الناس جميعاً في القرى والنجوع هو العلاقة الآثمة التي تربط النظام المصري بالبيت الأبيض ومخابراته وإمارته المُدلَّلة في إسرائيل، وأن أي محاولات من جانب بكري والغزالي حرب لإقناع الرأي العام بغير ذلك مصيرها الفشل وتصب في النهاية في مربع التاريخ الأسود لهذه الشخصيات التي تخشى الآن من فضائحها المسكوت عنها نتيجة لعبها أدواراً مزدوجة أثناء الثورة وقبلها.
وقال حارص أنه ليس صحيحاً أن استباق إعلان النتائج أدى إلى انقسام وصراع في الوطن، لأن استباق النتائج تم سابقاً في الجولة الأولى ونتائج الانتخابات البرلمانية أيضاً ولم يحدث أي اعتراض من لجنة الانتخابات أو المجلس العسكري أو الإعلام أو الُمرشحين والقوى المُتنافسة، وأن ما يجري ليس صراعاً بين قوى الشعب ولكنه تعبير عن قطاعات جماهيرية كبيرة بالرفض لقرارات العسكري غير الدستورية وتوقيتها المشبوه بحل البرلمان والاعلان الدستوري المُكمل وشُبهة التلاعب في نتيجة الانتخابات لصالح مرشج معين.
وأكد حارص أن هذه القرارات المشبوهة هي التي يمكن أن تقود البلاد إلى فتنة وصراع قد يدخل مصر –لاقدر الله- في سيناريو القذافي أو الاسد أو مبارك مرة أخرى، وأن العسكري ولجنته الانتخابية هما وحدهما اللذان بيدهما إخماد هذه الفتنة بإعادة النظر في هذه القرارات وعدم التلاعب في نتائج الانتخابات، خاصة وأن العالم كله والمصريين جميعاً بلا استثناء يوقنون بأن أساتذة التزوير وأرباب التزييف ورؤوس النفاق والتضليل ينتمون إلى حملة شفيق، وأن تاريخ مصر الانتخابي كله منذ السادات وحتى مبارك قائم على التزوير الفج والمخطط والمُستعين بلجنة السياسات ووزارة الداخلية وأمن الدولة والبلطجية وسلاح العمائم الصعيدية التي وظّفت أبنائها وبنت بيوتها وفتحت مخابزها من ممارسة هذا التزوير، وأن الإخوان والمعارضة المصرية لم يعرفوا التزوير ولم يجربوه ولم يمتلكوا أسلحته ولم يستطيعوا تنفيذه خاصة في ظل تضامن قوى الثورة المضادة مع شفيق سواء كانوا قضاةً مُشرفين على اللجان أو عسكر وشرطة يتواجدون خارج اللجان أومندوبين من الفلول داخل هذه اللجان، ولم يشاهد الشعب المصري نجاحاً برلمانياً لمعارض أو إسلامي إلاّ بالإرادة الشعبية سواء قبل الثورة أو بعدها.
وأكد حارص أن السبب الحقيقي في تأجيل فوز مرسي لا يعود إلى فحص الطعون والشك في سلامة الانتخابات لأن اللجنة العليا تثق تماماً في نزاهة قضاتها من جانب وعدم رغبة معظمهم في مجىء مرسي، كما تثق اللجنة أيضاً أن أي تلاعب في الصناديق أو اللجان أثناء الانتخابات لصالح مرسي كان سيتحول إلى فضيحة، وأن السبب الحقيقي في تأخير النتيجة هو دراسة السيناريوهات البديلة في ظل رئاسة مرسي.
وأعرب حارص عن يقينه برغبة العسكري ولجنته الانتخابية في عدم مجئ مرسي، وأن هذه الرغبة تُؤثر بشكل أو بآخر في عملية فحص الطعون، وأن نجاح مرسي لا يعني إلاّ إنعدام كل الثغرات والمنافذ القانونية والإدارية التي يمكن أن تنفذ منها اللجنة بإلغاء الانتخابات أو فوز شفيق، لأن ثقة الغالبية من المصريين بانحياز المجلس العسكري ولجنته الانتخابية ضد مرسي أصبح قرآناً أو انجيلاً يُتلى.
وناشد حارص جموع الشعب المصري أن تتبنى موقفاً سريعاً لنصرة الثورة وأهدافها والعودة إلى الشرعية وأصولها واحترام الدستور الذي لا ينص على تفويض رئيس الجمهورية بحل البرلمان ولا السطو على السلطة التشريعية وإعلان دستوري مُكمل دون العودة للشعب مصدر السلطات، وأضاف حارص أن الظرف الآن ليس مناسباً للنعي والعزاء والركون إلى الكنبة لأن العالم كله تيقن أن مشكلة مصر في حكامها منذ عبدالناصر وحتى المجلس العسكري، وأن هذا اليقين أعاد للأذهان إحياء فكرة الجهاد التي أودت بحياة الرئيس السادات، بل وعاد الناس يتحدثون في التماس العذر للجماعة الاسلامية والجهاد حينما لجأوا الى قتال النظام الفاسد المُستبد، وأن هذه ليست دعوة للجهاد المسلح المشروع في مواجهة الأجنبي فقط، ولكنها تحذير من مناخ مواتي لترويج مثل هذه الأفكار.
وأشار حارص إلى ما يجيش بنفوس الجماهير من إحساس بالقهر نتيجة إجبارهم على ترك الخيار الثوري طيلة عام ونصف وانصياعهم الى الخيار السلمي الشرعي الذي أعطى فرصة للفلول والثورة المضادة بإذلال مصر وخوضها انتخابات الرئاسة أكثر من الفرص التي اعطاها للثورة المصرية البيضاء ومُرشحينها، وأن الخيار السلمي والشرعي حينما جاء بما لا يشتهون أرادوا الانقلاب على الثورة والصندوق معاً.
وأضاف حارص أن التحرير الآن يمثل كافة طوائف الشعب المصري، ويستقبل مصريين بشكل مُستمر ومُتزايد من كافة المحافظات والقرى والنجوع والأحياء الشعبية عبر القطارات أو الميكربوصات الخاصة، وأن الجميع مُصرون هذه المرة على نجاح الثورة الثانية واستيعاب الدرس السابق الذي وثق فيه الثوار بالمجلس العسكري وأمنوهم على ثورتهم، وأن محاولات الفلول بتحريك مسيرات تأييداً للعسكري في مدينة نصر أو صراخهم الإعلامي بترك الميدان أو الدعوة لطريق ثالث بعيداً عن عسكرة الدولة أو هيمنة التيار الديني هي كلها محاولات فاشلة تستهدف عرقلة المرشح المدني والثوري الفائز عبر صناديق الانتخاب، وأن الميدان استوعب هذه المحاولات المُضلِّلة بعد أن تأكد من الذين خططوا وسعوا وتآمروا على اسقاط الثورة الاولى، خاصة وأن فكرة الطريق الثالث تأتي من جورج اسحق الذي لم يطل على أقباطه طوال الانتخابات وينصحهم بتحويل أصواتهم من شفيق إلى حمدين صباحي لانقاذ الثورة من الجولة الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق