الفريق السيسي يتبنى ما يسميه التحصين من أجل أن يبقى هو على رأس هذه المؤسسة أو على رأس مصر أو يجمع بين الإثنين إلى أن يموت. فهذه التسريبات في حوار واحد تحدث فيه عن تحصينه هو شخصيا ويربط ذلك بتحصين الجيش..
نحن أمام شخص يخلط العام بالخاص من أجل شهوة الحكم ويبدو أنه لا يرى من يقف أمام تعطشه ليكون فرعونا جديدا في زمن انتهت فيه الفراعين.
كلام الفريق السيسي في التسريب الجديد اليوم فحواه أن الانقلاب ليس استجابة لما أطلقوا عليه ثورة 30 يونيو وإنما لتعديل الدستور لفرض مواد جديدة تحصن القوات المسلحة وهو على رأسها وتخرجها عن وصاية أي حكم منتخب.
وتعليقا على هذا الكلام يجب تقرير الآتي:
1-الانقلاب لم يحصن القوات المسلحة ولم يحميها وإنما كشفها وسحبها إلى الشوارع والميادين وجعلها في بيئة خطرة.
2-الانقلاب لم يفرض واقعا جديدا لمصلحة الجيش وإنما جعله بلا ظهر في مواجهة مع قطاعات واسعة من شعبه ( الأغلبية).
3-الانقلاب أشعل فتنة بالانحياز لأقليات معادية للهوية الاسلامية وبدا من خلال الممارسات والاجراءات والاشارات وكأنه ضد الدين الاسلامي باسم مكافحة الارهاب وهذا انتحار، فلا توجد عقيدة عسكرية في أي دولة في العالم تحارب دينها.
4- لا نعرف تحصين الجيش والاستقلال عن السلطة التي ينتخبها الشعب من أجل ماذا؟ فهل الجيش الآن مستقلا بعد الارتماء في أحضان الأمريكان والاسرائيليين؟ يخوض حربا في الوادي ضد ما يسميه العنف والارهاب المحتمل لمصلحة أمريكا وتورط في حرب ضد أهالي سيناء لاسترضاء اسرائيل؟
5-هل من أجل التحصين والاستقلال يتم تبديد هيبة الجيش وفقد احترامه والوقوف ضد ارادة شعبه وفقدان الظهير الشعبي على النحو الذي هو حادث الآن حيث الهتاف بسقوط العسكر؟
6-هل تحصين الجيش يتم بطرق مدانة وغير نبيلة، بسفك دماء الشعب وتفجير المنازل وحرق البيوت واعتقال النساء والأطفال، وإهدار آدمية المصريين في الشوارع وفي أقسام الشرطة والمعتقلات؟
7- هل شرف العسكرية المصرية التي نعتز بها تقبل أن يكون الجيش هو من يدفع المصريين للحرب الأهلية؟
8- قد يتمكن الانقلاب من تحصين الجيش في الدستور - اذا تم تمريره- ولكن حتى يتحقق ذلك سيكون الجيش قد خسر مالا يمكن تعويضه.
9-للأسف هذا الانقلاب ليس لصالح الجيش وليس لصالح مصر وأعاد بلدنا إلى الوراء عقودا من الزمن، فهل تحرق مصر من أجل اختراع مشكلة اسمها تحصين الجيش؟
10-لقد ثبت أن حسابات قادة الانقلاب كانت خاطئة وتورطوا في تعقيد المشهد المصري وليس الحل، وليس عيبا أن يراجعوا مواقفهم لانقاذ مصر إن كانوا حقا يحبونها. أليس هناك من يريد أن يحنو علي الشعب المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق