مواقف واقلام بعض كتاب الحكومة والصحف التى يعملون بها لم يتغير فى عدم تحمل اى صحفى معارض او كاتب صاحب رأى مخالف رغم كشف ثورة يناير لفضائحهم ، وان القمع اهم اسباب اشعال الثورة ، وللاسف عادت الامور الى الأ أكثرعجبا ، اذ انضمت صحف حزبية للنظام رغم مفترض انها تقدم رؤية مختلفة لافادة الوطن ، وتحقق مكسبا لها وللديمروقراطية بامكانية تبادل الحكم ، هذا وقد تحول أيضا كثير ممن كانوا معارضون بمجرد الوعد بعضوية برلمان او حقيقة وزارية .. ولعل هذا يؤكد غباء مبارك ورموز نظامه انهم لم يفطنوا الى وجود فئة غير الذين حصلوا على المنحة " ان اخذوا منها رضوا " وكان يمكن ضمان ولاؤهم لتصبح المعارضة نشاز
ورغم عدم وجود اليوم اقلام معارضة حقيقية او مختلفة فى الرأى الا نادرا ،.. - وبالطبع ليس المقصود هنا المعارضة لمجرد المعارضة – ولكننا نشير الى مقالات أصبح رؤساء النحرير رقباء عليها ويقومون بالتدخل فيها - ومنها ما عرضنا له من قبل مقال للزميل احمد طه النقر بالاخبار ومقالات للزميل كارم يحى بالاهرام ، وابعاد المصرى اليوم والشروق وغيرهما لصحفيين ومنع كتاب بأعينهم من الكتابة - رغم هذا كله فان معاول تسفيه الاقلام المختلفة فى الرأى وتهديدها بالقصف لا يتوقف ، واكثرها ما يتعرض له الكاتب الكبير فهمى هويدى
وأخر ما تعرض له الاستاذ هويدى كان هجوما قاسيا من" اليوم السابع " بوضع السم فى العسل ، الا ان لون وطعم السم كان واضحا للعيان ، ومنظر الطهاه ظاهر رؤى العين وهم ليسوا صحفيين فقط ! ، اذا استغلت الصحيفة موقف لمنعه من السفر ، وتظاهروا بالليبرالية والدفاع عن الديموقراطية ، فاذا بهم يمزقون كل فضيلة له الا انهم يتسترون بانهم رغم هذا يدافعون عن حقه فى السفر !
اما مجلة الاذاعة والتليفزيون فقد خصصت " مسلسل " - مازال مستمرا - من المقالات للصحفى ايمن الحكيم كلها تهاجم هويدى بضراوة دون ذكر اى فضل او مكانه له ، بل ووصفه بأوصاف وضيعه مثل محامى الشيطان ، ومزور للحقيقة ومزيف للتاريخ .. كما اشاد المذكور بالكاتب الصحفى جمال الغيطانى بدعوى انه اكتشف دوره الخطير مبكرا ، كما سفه ما يكتبه – اى هويدى – بدعوى انه اخذ جزء ممن كتبه القرضاوى ونسبه لنفسه ثم القى بالاتهام على عدم تنبه سكرتير التحرير حيث حذف سهوا اشارته للمصدر
ولاننى أرى أن من واجبى الدفاع عن الاستاذ هويدى ، فهو كاتب ومفكر عف اللسان ، ويبتعد عن الاسفاف ، وأسلوبه سهل ومتميز يجذب القارىء ويجعله أقرب للحوار معه دون ملل ، كما ان أبسط حقوقه الكتابة والرأى سواء كنت مختلفا معه او متفقا عليه او على بعضه ، والا كنت " ضيق الآفق " لا استحق القلم والخلاف فى الرأى ، كما اننى ارى اننى مدينا للرجل بقراءتى لعشرات الكتب التى قدمها للمكتبة المصرية والعربية ولم ار تزويرا للحقيقة او تزييفا للتاريخ حتى لو كنت لا انتمى للاخوان ، بل اعارضهم تماما فى كثير من الادبيات التى تميزهم ، وأولها السمع والطاعة العمياء وكثير من الاستعلاء ، واستنكر موقفهم العدائى الدائم لكل مواقف عبد الناصر رغم ان كثير من المواقف والانجازات لا يختلف عليها – فى تقديرنا - اى وطنى عاقل مثل تأميم القناة وبناء السد والثورة الصناعية ومناصرة الفقراء ومعاداة الامريكان واسرائيل ، وانه كبشر له انجازات واخفاقات ، ولكننا اصبحنا ما بين من يمجدونه حتى التأليه – استغفر الله – وما بين التسفيه حتى التحقير ، وكلاهما اساء للحق والحقيقه
ونفس الآمر فى تسفيه كثير من الاخوان لنصر اكتوبر، وهو ما ذكره كثيرين منهم واخرهم متحدث فى مؤتمر عقد بتركيا للدفاع عن حماس ، و اذا كانت اسرائيل نفسها اعترفت بالهزيمة ، واعتبرته يوم خزلان وحتى اليوم تعترف بذلك ، وانه لولا بكاء جولدا مائير لامريكا لتدخلها لضاعت اسرائيل الى الآبد .. ولدى قادتهم اعترافات ببطولات الجيش المصرى التى ابهرتهم ومنها اعترافات عساف ياجورى الذى تم اسره ، فهل الاخوان أولى من الاسرائليين فى انكار هزيمتهم وانتصار مصر ؟
اما عن اتهام هويدى بانه اخوانى فمن الواضح وجلى انه يدافع بقوة عن حق الاخوان ، ولكننى اعتقد انه لا ينتمى اليهم مباشرة مثله مثل المفكر الكبير محمد عمارة والدكتور كمال ابو المجد والمستشار طارق البشرى ، وبالطبع موقف كل هؤلاء وامثالهم ليس خوفا من الآمن أو غيره ، بل ارى ان هذا يعزو الى اهم اخطاء الاخوان وفشلهم بانهم قوة طاردة وليست جاذبه ، ولذا فضل هؤلاء الابتعاد عن الجماعة والتنظيم حتى لو دافعوا عنهم
أما عن الاستشهاد بالكاتب الصحفى جمال الغيطانى فكم كنت ارجو من الكاتب ان يسأل نفسه او يرجع للارشيف ، وقد اصبح الانترنت " كاشفا لكل الآمور ، وليقرأ تسعة مقالات – عرضنا لها فى تقرير للاداء النقابى – كلها تمتدح بصورة عجيبة لسوزان ومبارك
أما عما سماه فضيحة نسب ما نشره القرضاوى لنفسه والقاء الاتهام على سهو سكرتير التحرير ، فأيهما احرى بالدفاع عن هذه السرقة المزعومة .. اليس القرضاوى الذى نقل فقرات من كتابه ، وسكرتير التحرير الذى قيل انه غفل عن الاشارة للمصدر .. وكلاهما لم يعترض وهما احياء يرزقون حتى اليوم ؟
اما عن التنوير وتزوير الحقيقة وتزييف التاريخ فأشير الى نموذج واحد لما كتبه هويدى ، وهو انتقاده بشده لتجاهل جابر عصفور – وقت وزارته للثقافة – وكذلك من معه من المسئولين عن معرض الكتاب الاخير ، اذا اعلنوا ان عنوانه " التنوير والخطاب الدينى " واشادوا بالامام محمد عبده ، وفى الوقت نفسه تجاهلوا اية دعوة للكاتب الكبير محمد عماره رغم انه اكثر واهم من كتب وأعد دراسات وابحاث عن الشيخ محمد عبده .. فما رأى من يتحدثون عن التنوير وبالآدق يتاجرون به كما يتاجرون بالليبرالية ؟
اننى اذكر للصحفى اسامه سرايا قوله - وقت ان كان رئيسا لتحرير الاهرام- ان الاهرام يزيد من طباعة العدد الذى يكتب فيه فهمى هويدى نحو 40 ألف نسخه .. واعتقد ان سرايا – وكذلك الشروق الآن – لم ينشروا لهويدى حبا او ترويجا للاخوان ، وان هذه القفزات فى التوزيع بسبب هويدى ليست لان قراءه فقط من الاخوان ، بل من كافة الاتجاهات حتى الذين يختلفون معه تماما فى الرأى ،ولكنهم لديهم قلوب صافية تترفع عن الصغائر و الاحقاد ، وعقول متفتحه تتسع للرأى الآخر ، ووعى يجعلهم يعرفون مهام الآمن وحدودها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق