إن الفضائيات هى مصيدة الأحرار وضياع الثورة
قد يظن البعض إن الحوار المفتوح على الساحات الإعلامية لا يعدو كونه حرب كلامية إرتجالية أو بلا طائل أو هى إنفعالات عاطفية لفريقين متخاصمين و منقطعة عن تدابير ومخططات مدروسة ومُعد لها مسبقاً وهذا غير صحيح أو كما هو حال الأنظمة العربية المفضوحة مع خصومهم الإسرائيلين حيث لا تحسن تلك الدبلوماسيات العربية أن تعبر عن ما هو متاح ومباح أو ما هو يقال أو ما لا يفترض قوله ولا سيما في فضاء الحروب المفتوحة ولذا أحذر أنصار الشرعية واعضاء التحالفات التى هى في مواجهة مع حكومة الإنقلاب المخترقة و التى هى تنفذ الأجندة الصهيونية بكل دقة للقضاء على الإسلام في المنطقة العربية وإننى أقصد الأمة العربية ولسانها ودينها الإسلامى الذى هو مشروعنا الحضارى و بدونه نصبح أمة بلا وجدان وهذا ما تتبناه السلة الواعية من أبناء الأمة العربية والإسلامية حيث هو الضمانة الوحيدة للحفاظ على المكتسبات التاريخية للحضارة الإسلامية والتى هى أخذة في الإنقراض ومن ثم سيترتب عليه إختفاء الإسلام من المنطقة العربية كرسالة سماوية وسنُفرد لهذا الموضوع حلقة خاصة وأما ما أود أن أركز علية في مقالى هذا هو لعبة الإستدراج على موائد الفضائيات التى هى عبارة عن حقل للتجارب أو معمل إختبارات وقد لا نحسب مخاطرها و التى يعنى بها الأعداء لدراسة سيكلوجية الخصوم السياسيين الذين هم الثوار و مراقبة مدى قدرتهم العملية والتكتيكية في كسب الجولات المستقبلية وهذا ما حدث بالضبط بعد إندلاع ثورات الربيع العربي حيث تم إستقطاب الثوار على الموائد المفتوحة وهم أنفسهم ممن اعطوا الزرائع لخصومهم من عصابة الدولة العميقة وأعوانهم من اللوبيات الدولية و الذين أرتبطت مصالحهم مع الأنظمة الفاسدة والشمولية في المنطقة العربية و كانوا هم أنفسهم أى الثوار الثغرات التى أتاحت للخصوم فرصة الإنقضاض على الثورات الشعبية الطامحة في التغير للحصول على حقوقها المسلوبة وهنا أريد أن أشير إلى أشياء هامة ومنها كثرة التصريحات أو الوعود أو الوعيد أو ما هم قادمين على فعله وكل هذا يضر ضرر بالغ لتحقيق الأهداف وفي نفس الوقت نجد عدم توحد الوجهة السياسية للمتحدثين بإسم الشرعية أو أنصارهم المدافعين عن عودة الشرعية حيث غياب الرؤية المستقبلية في التعامل مع الأوضاع المحلية والدولية مما يضعف الحالة الثورية ويترك ردود أفعال سلبية على الساحة ويزيدها تخبط وكل هذا راجع لقلة اللقاءات التى يجب وينبغى أن يتدارس فيها اصحاب الشرعية قراراتهم وأن يتفقون على ثوابت لا تجاوزها أحداً منهم و بينما على الجهة الأخرى نجد الخصوم يطلون برؤسهم عبر وسائل الإعلام وهم يحملون أفكار ورسالات سامة وهدامة تم برمجتها في إطار الدعاية المدروسة لتشويه خصومهم من أصحاب الشرعية وما أدعو إليه أن يكون في الأسابيع القادمة هو أن يبتعد الثوار ومفكرى الثورة وكذلك نشطاء الثورات العربية عن التهافت أو الإستجابة و الإستدراج إلى موائد الإعلام العربية والعالمية ، فإنه في حقيقة الأمر لا توجد وسائل إعلام في المنطقة العربية صديقة مئة في المئة لثورات الربيع العربي لأن أغلبها تلك الفضائيات حصلت على تصريحات البث من الأنظمة العميقة التى لا ترغب في التغير الحقيقي وإن كانت بدرجات متفاوتة لأن أغلب تلك الأنظمة مرتبطة بشكل أو أخر مع المنظومة العالمية التى تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية و التى بالتالى تدعم الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولهذا أتقدم بالنصح أن يعمل الثوار وأنصارهم في سرية بقدر الإمكان وإن يكثروا من اللقاءات المغلقة للتباحث وتداول المعلومات وإن غياب الثوار وقياداتهم لفترة وإن تكن وجيزة عن وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات سيقذف الرعب في خصومهم من الإنقلابيين وأعوانهم وعلينا أن نتدارس الرسائل التى نود توجيهها للمجتمع المحلى والدولى وعلينا أن نبحث عن الطرق المثلى لإيصال رسالتنا للثوار في ساحات المواجهة مع الأجهزة القمعية وعلينا أن نعلى مفهوم السلمية في مواجهة عنف الأنظمة القمعية والغير شرعية التى أغتصبت السلطة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق