توقع موقع «هافينجتون بوست» الإخبارى الأمريكى، أن تندلع ثورة جديدة على الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى ونظامه الحالى، لأنه بعد مرور 3 سنوات على ثورة 25 يناير، لم تحقق الثورة أيا من أهدافها فى ظل النظام الحالى.
وقال الموقع الأمريكى فى تقرير للكاتب الشهير «ديفيد هيرست» بعنوان: (دولة الثورة فى مصر بعد 3 سنوات) The State of Egypt"s Revolution, Three Years Later نشره الاثنين 21 يناير الجارى، إنه «ليس مستبعدا أن تقوم ثورة جديدة تخلع السيسى وحكومته، ليظهر جيل من الشباب يشتهى الإصلاح الدستورى وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وفقا للمعايير الدولية»، ملمحا لتزوير استفتاء الدستور الأخير.
وأضاف: «متوقع أيضا، أن يستبدل هؤلاء الشباب بالسلطة التنفيذية مجلسا لقيادة الثورة، يتمثل فيه جميع الأحزاب الثورية والليبرالية وكذلك الإسلاميون، على أن يتم توقيع العدالة السريعة فى المحاكم الثورية».
ونقل الموقع عن أحد الشباب قوله إنه «ما هو الهدف من تغيير الوجوه، بينما يظل هيكل حكم البلد كما هو دون تغيير»، وأصاف: «فكيف يمكن أن يكون هناك سيادة قانون، عند القضاة الذى عينهم مبارك، ليلفقوا الاتهامات لنا»!
وانتقد شاب آخر يدعى «حامد» قائلا: «الوضع الاستثنائى للجيش فى مصر، مشبها ميزانيته بالصندوق الأسود، الذى يكون مغلقا أمام أى شخص خارج الجيش، بما فى ذلك الرئيس المنتخب»، وقال إن «السيسى نفسه اعترض على اقتراح يقضى بمناقشة ميزانية الجيش بالتفصيل فى مجلس الأمن القومى، دون إبداء أسباب واضحة»، مشيرا إلى أن «الجيش يسيطر على 62 شركة، وجميعها من كبرى الشركات فى مجال البناء، والعقارات».
وقال «هيرست» إن «الولايات المتحدة أثبتت لمصر أنها حليف متقلب، فالتزام واشنطن بالانتخابات الديمقراطية كان ضعيفا للغاية»، وأضاف: «كانت الإدارة الأمريكية، تناور للتخلص من مرسى، وراء الكواليس».
وذكر التقرير أن «استئناف البيت الأبيض جميع برامج المساعدات الأمريكية لمصر فى أعقاب إطلاق النار على المتظاهرين، خطوة خاطئة جدا، لأنه يعنى أن أية حكومة ستأتى بعد سقوط السيسى، ستتعمد إظهار استقلالها عن واشنطن».
ويشير الموقع إلى ازدياد تفاقم الأزمات فى مصر فى ظل النظام الحالى، مشيرة إلى «خطورة ما يحدث فى سيناء عن أى وقت مضى، وأيضا ما يحدث على الحدود مع غزة».
وذكر أنه «حدث تحول كبير فى جماعة الإخوان المسلمين، بعد وضع نحو 13 ألفا من أعضائها فى السجون المصرية، وبعضهم يواجه عقوبة الإعدام، مع مصادرة ممتلكاتهم، وحظر الجماعة»، وذلك بتسليم الراية إلى الجيل الصاعد، وهو جيل أكثر راديكالية عازم على استكمال ما بدأه فى ميدان التحرير منذ 3 سنوات، ولو كان ذلك على حساب حياتهم».
وأكد أن الجيل الجديد من شباب الإخوان الذى يقود الثورة حاليا يعتبر نظام الفريق السيسى التابع لنظام مبارك الذى تم خلعه، ولذلك يعتزمون تصعيد النضال ضده مع حلول الذكرى الثالثة للثورة حتى القضاء على هذا النظام العسكرى، ونقل عن أحد هؤلاء الشباب الإخوان قوله: «نفهم أن التحرير الآن هو رمز، ولكن نحن ذاهبون للاحتفال سواء فى التحرير أو رابعة، لا تنزعج أنها ستكون ثورة كبيرة وأنا أعدكم»، مشيرا إلى أن مزاج التمرد على الشارع المصرى آخذ فى الازدياد.
ويقول إن هناك بوادر تصالح بين كل القوى الثورية وجسر الهوة بينها، مشيرا إلى بيانات الاعتذار التى صدرت من أكثر من حركة، وبيان أحمد ماهر من داخل سجنه بأن الجميع أخطأ وأسفه أنه دعم انقلاب السيسى.
وينقل التقرير عن أحد الشباب الإسلامى قوله: «مصر أكبر من كل واحد منا.. لا أحد سيكون قادرا على قيادة البلاد وحده، ونحن نعتقد أن هناك أرضية مشتركة كافية بيننا وبين الأحزاب الثورية العلمانية لإنهاء هذا الصراع، ومن المؤكد أنه عندما تختلط دماء فى الشوارع أنك لا تميز بين دماء الليبرالى والإسلامى».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق