التاريخ تصنعه المدن، وليس الأشخاص. والزمن بهذا المعنى فعلا ثوريا. ولحظة إستعادة العراق، بل والوطن العربي للمجد ستكون حسب توقيت الأنبار.
وبقدر ما يعتبر تأسيس المجلس العسكري لثوار العراق خطوة بالاتجاه الصحيح، لكنه خطوة أيضا في طريق تصعيد المواجهة ضد الإمبريالية الامريكية وإيران وأدواتهما من حكومة نوري مالكي والميلشيات الشيعية. وهو ما يجب خوضه بحكمة وانضباط.
لكن يجب أن لا ننسى أن مواجهة عسكرية وحدها لن تكون كافية، ويجب الأنتقال للمواجهة الشعبية خصوصا في بغداد وصلاح الدين والموصل والـتأميم وديالى والانبار للاستيلاء الشعبي على المواقع والمقرات الحكومية والعسكرية.
والتعويل على محافظات الجنوب غير واقعي، ليس فقط بسبب ما تعانيه هذه المحافظات من إرهاب ميلشياوي وإيراني، بل أيضا لعدم تحرر عقول البعض هناك من المرجعية الشيعية المتواطئة مع واشنطن وطهران على تدمير وتحطيم العراق.
ينطلق نوري مالكي الذي نصبته واشنطن بالتوافق مع طهران على رأس الحكم في العراق من إعتبار إن الحرب ضد الشعب مهمة مقدسة.
وهو أمر يريد أن يقول به للشيعة ان حربكم ضد العرب السنة هي المقدسة مستعيدا فتوى أطلقت في زمن الدولة الفاطمية مفادها " الحرب ضد السنة أو جب من الحرب ضد الكفار" . وما تحتاجه الثورة أن يكون خطابها عراقيا وهو كذلك دون الوقوع في فخ ما يريده نوري مالكي من جر العراق لإقتتال طائفي متوقعا أن يكون زعيما بدعم إيراني وأمريكي لطائفته.
إستراتجية واشنطن منذ عام 1989هو شطب دور العرب وهذا لا يأتي إلا من خلال دعم النفوذ الإيراني في المنطقة وتدمير العراق أول خطوات هذه الإستراتجية. ولهذا نجد الموقف الأردني الذي هو خاضع بالفطرة لواشنطن مؤيدا لجريمة نوري مالكي في حربه على الشعب فضلا عن موقف أيران وسوريا والكويت ودول خليجية لا تستطيع مغادرة كونها تابعا لواشنطن.
الإستراتجية الأمريكية تريد عراقا إيرانيا مجاورا لسوريا ليكون بداية لشطب دول الخليج العربي والعقبة الوحيدة هنا هم العرب السنة في المحافظات الثورية في الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى وبغداد والتأميم.
إن نقل المعركة من عسكرية إلى معركة عسكرية وشعبية سيسحب من النظام الطائفي البساط إعلاميا وسياسيا. ويجب عدم التهاون مع دور الإعلام إذ يشكل ضاغط كبير على حكومات ومنظمات تصدق بالالة الاعلامية الامريكية.
هناك محطات فضائية عراقية داعمة للثورة، ولكن الإداء الإعلامي لها لا يتناسب مع الهدف الكبير المتعلق بإستعادة العراق من الطغمة الحكومية وإيران وواشنطن.
إن الخبرات الإعلامية العراقية ممتازة وبقت دوما تحافظ على مستوى ثقافي، لكنها لم تنقل هذه الخبرات لإداء في القنوات الدعامة للثورة.
ليس المطلوب استقبال الاتصالات وتحويل المادة التلفزيوينة لتعليقات من هنا او هناك. بل المطلوب ان يساهم الشعب في هذه الثورة. او ان يظهر مقدم البرنامج للتعليق بلهجة محلية لا يعرفها الا العراقيين. المطلوب نزول الكاميرا للشارع وصناعة رأي داعم للثورة.
هناك الخطاب الإعلامي الموجه لمن هم في داخل العراق، ومن هم خارج العراق ومن هم غير عراقيين.
وتأسيس خطابا إعلاميا موجها لكل هؤلاء هو ما يجب أن تقوم به الخبرة الإعلامية المتأسسة على دراسة علمية للإعلام.
ومخاطبة غير العرب يجب ان يتم من خلال محطات لها مثل الدور سواء كانت عربية أو غير عربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق