من يقف خلف ما جرى في مصر
الجارديان بقلم نعوم تشومسكى
9 سبتمبر 2013
لقد تطرقت الى الشأن المصري في كثير من مقالاتى ولكنى لم أعطى لهذا الامر حقه ولذلك تعالوا نناقش الشأن المصري عن كثب وننظر اليه من زاوية مختلفة ...
وبعيد عن كل قيادات المجلس العسكرى الذين غرقو اليوم في وحل الانقلاب وتلطخت أياديهم بدماء مدنيين عزل في أكثر من مجزره ..تعالو نسأل سؤالا مشروعا .. من الذي دبر الأنقلاب العسكري ومن الذي أراد له أن يرتدى ثوب الثوره ..والاجابه على هذ السؤال لاتأتى إلا بسؤال أخر ..من المستفيد الاكبر من الانقلاب العسكري ..جنرالات مبارك هم أنفسهم من إنقلب على النظام الوليد وهم من أخرجو مبارك لانهم لم يتفقو مع الاخوان على صيغة للتفاهم فالاخوان أرادو أن تكون المميزات والهيبة للجيش المصري وأراد الجنرالات الهيبه للمجلس العسكري والفرق واضح ..والجيش يملك مملكة إقتصاديه كانت تحتمى في الرئاسه التى حجبتها عن أعين الجميع لعقود متتاليه وخسارة العسكر لمؤسسة الرئاسه سيجعل الباب أمام الاخوان مفتوحا لرؤية كنز إقتصادى لو أنتزع تدريجيا من الجيش سيساعد الاخوان على الاقل في تنفيذ مشروعهم الاقتصادى دون التعرض لازمات يعانى منها المصريين ..فكرة الانقلاب العسكرى مطروحة على مائدة العسكر من قبل ان يلقي عمر سليمان خطاب تخلي مبارك عن السلطه .. ولكن هل سنسير في التنفيذ ام ننتظر ونرى ..وللاسف الشديد لم ينتظر العسكر كثيرا وما تركو السلطه إلا لينتزعوها مرة أخرى ..ودعنا من مسلسل الازمات المفتعله التى لايوجد اى شك في انها مفتعله واشتركت فيها منظمات ولوبي مبارك وخليجيون و و و
في البحث عن الدور الامريكى نجد ان هذا الانقلاب لم يكن ليحدث دون موافقة البيت الابيض لان الخلافات بين مرسي واوباما اثبتت لاميركا ان مصر لم تعد منطقة نفوذ امريكى او على الاقل كما كانت فقد كان مبارك يتبع اسلوب السياسه الناعمه مع الغرب وتعودو منه على تلبية اى مطلب بمن فيها التى تضر بالامن القومى المصري ..
أما مرسي والذي لا ينتمى للمؤسسه العسكريه فلم يوافق على الجملة التى عرضت عليه ليقولها اثناء المؤتمر الذي كان سيعقد بينه وبين اوباما اثناء زيارته لامريكا وهى (وستعمل مصر وامريكا على إيجاد حلول لكى ينعم الشعبين الفلسطينى والاسرائيلى بالامن الدائم والسلام الشامل ) والهدف من الجمله هو الضغط على مرسي فقط لذكر كلمة إسرائيل والتلفظ بها ولو مرة واحده تكن إعترافا منه بدولة إسرائيل وهو الذي ذكرهم بالقردة والخنازير في عهد مبارك ..
وهنا توترت العلاقات في السر وبدأ كل طرف البحث عن حلول ...
إتجه مرسي الى الصين وروسيا والهند وباكستان والبرازيل والمانيا وفرنسا وبريطانيا بل وإيران وبدأت الاتفاقيات العسكريه مع الهند والاتفاقيات النوويه مع روسيا والصناعيه مع البرازيل والصين والزراعيه مع السودان وتقديم عروض زراعيه اخري لكثير من دول الافارقه وادركت اميركا ان سبل الضغط على مصر ستتلاشى تدريجيا ان لم يزاح الاخوان عن الحكم دون سقوط الدوله واتخذت هذا الطريق ..
ويكفي ان يقول وزير خارجية امريكا لنظيره الخليجى ان الاخوان خطر عليكم كعائله مالكه ليعلن الخليج عدائه لمصر سرا وعلنا ... وهذ ايضا ما حدث ..والجنرالات في كل الاحوال كانو لا يفضلون السير في ركاب الاخوان و نفهم من كل هذا ان اطراف عده اجتمعت نواياها وتوحدت اهدافها حول ضرورة ازاحة الاخوان ... ونفهم ايضا ان الجميع يبحثون عن مصالحهم لا عن مصلحة مصر ...أما الاخوان فسابقو الزمن من اجل فرض امر واقع لايمكن الانقلاب في ظله ولكن سبقتهم ادوات الشر ..وفي النهايه
لم يخسر الاخوان ومن معهم كل شئ ولم يكسب الانقلابيون بعد اى شئ .. هذا هو الواقع لازال الاسلاميون قادرون على الحشد باعداد كبيره وفي اماكن تغطى مصر والعالم يرى ما يحدث لا ما يفرضه الانقلابيون على مؤيديهم كامر واقع ... امسكت امريكا العصا من المنتصف ولا زالت
والسؤال الاخير هل من الممكن أن يعود مرسي ؟؟
لن يصمد الانقلاب امام عزلة دوليه ولا امام ازمة اقتصاديه ولو بالف كذبة اعلاميه .. والمهم هنا .. هل سيصمد الاسلاميون على حشودهم ومطالبهم .. هنا فقط يمكن ان نقول ان عودة مرسي ليست امرا مستبعدا ولكن ذلك لن يحدث بدون صفقه ولا اقول مبادرة فخلف كل مبادرة صفقه ونتمنى ذلك فمزيد من الدماء سيذيد الوضع تعقيدا لا محال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق