عادت مصر بعد عام من الحرية تدار بالمنهج الفرعوني القديم "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ"، منهج أخرج من أمعائه من على شاكلة المطربة "بوسي"، التي قالت أن الله لو رأي الجنرال عبد الفتاح السيسي لقال له "وإنك لعلى خلق عظيم" بدلاً من قولها لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم..!
ولم تكتفي المذكورة بخنق جيدها بحبل من مسد، بل زادت جهنم حطباً وتلاعبت بالقران وتجرأت بشكل مفزع وقالت "إلى جميع مؤيدي الإخوان ربنا نفسه قايل إن مرسى مش راجع للحكم مره ثانيه. فبلاش تعيشوا في الأحلام. بسم الله الرحمن الرحيم قل إن اجتمعت الإنس والجن على أن يرجعوا محمد مرسى للحكم لا يستطيعون".
وانتهى بها جموح عربدتها بالقول "لو الإله اللي بعبده بيجى بالانتخابات كنت جبت السيسى"، تلك عينة من النخبة الفنية التي تتكون الآن وتصنع سواتر يتترس خلفها الانقلاب، وحتى لا يتسرع احدهم ويصف جرأتها على الله ورسوله بأنها حالة فردية، فقد سبقها المطرب علي الحجار بأغنية وجهها إلى أنصار الشرعية أقر فيها بتعدد الآلهة "إحنا شعب وأنتوا شعب..لينا رب وليكوا رب"..!
وعلى منوال ما سبق يأتي في نفس التصنيف نخب سياسية تقوم بصياغة دستور انقلابي، ونخب اقتصادية تدير عجلة الاقتصاد المتهاوي ونخب اجتماعية تتحكم بالعلاقات المجتمعية التي تمزقت، ونخب إعلامية تفرض هيمنتها المناوئة للدين، ولسان حالهم جميعاً: "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" (غافر: من الآية29).
هذه النخب بمثابة نواة الباطل ومنها تتفرع جذوره وتنمو أوراقه السوداء وسيقانه القاتلة، وتاريخ هذه النخب يعيد نفسه منذ هبوط آدم عليه السلام إلى الأرض، ومسمياتهم تتعدد ..الكبراء، السادة، المترفون، الملأ، أو قل المثقفون، الإعلاميون، وغيرهم، ومسلكهم في مساندة الباطل واحد، وما أشبه تاريخ نخب الليلة بنخب سدوم الغابرة.
ففي الحالتين لا تريد النخب الانقلابية أن تحكم بنور الله، وكما قيل هنا "مصر علمانية بالفطرة" قيل ما شابه ذلك في "سدوم" أكبر قرى قوم نبي الله لوط في الأردن، ووجه التطابق والتشابه بين النخب التي عاشت تحارب الدين والشرع أيام نبي الله لوط يبدو جليا بوضوح في تصريحات وأفعال النخب اليسارية والعلمانية والليبرالية، التي تهيمن على المشهد الانقلابي في مصر.
من بين هؤلاء المخرج "العلماني" خالد يوسف عضو لجنة الـ 50 المنوط بها شطب أول دستور "إسلامي" صوت عليه الشعب، وصياغة دستور يطالب فيه بتقنين بيوت الدعارة وممارسة البغاء، وصولاً إلى المهمة الرئيسية للجنة وهى طمس هوية مصر الإسلامية من الألف إلى الياء.
ووصلت حالة السعار العلماني درجة الفجور إلى الحد أن يستهزأ خالد يوسف من غزوات رسول الله صلي الله عليه وسلم, ويتهم صحابته بأنهم انهزموا بسبب طمعهم في الغنايم علي حد وصفه, وقال نصا علي قناة النهار "الإخوان اتهزموا زي ما تهزم المسلمين في غزوة أحد لما راحوا يلموا الغنايم".!
هؤلاء هم نخب الانقلاب التي تسير على خطى نخبة سدوم التي كان لها ذات الفكر والفلسفة الدنيوية الحيوانية، فرسمت لمجتمعها طريق الرقي والتقدم الحضاري كما تزعم، والحقيقة أن هذه النخب على اختلاف مسمياتها من زمن إلى آخر لا تحب الطهر السياسي؛ فأقصت شرع الله وحرمت الشعوب من عدالة الإسلام تحت ستار اللعبة الديمقراطية.
وبلغ التجديد والإبداع بهم أن سبقوا البشرية كلها إلى حياة البهائم التي لا حدود لها ولا قيود، فكان الرجال منهم يفعلون الفاحشة بالرجال، وكانت لهم بيوت دعارة كالتي يطالب بها المخرج خالد يوسف، ولم يسمحوا لأحد أن ينتقد ما هم عليه ومن يفعل فمصيره الشيطنة في الإعلام أو الطرد من القرية التنويرية التقدمية الحداثية..!
فجيشوا كل طاقاتهم السياسية، والاقتصادية، والإعلامية ضد نبيهم، وأخذت النخبة تحشد الرأي العام للخروج بموقف موحد من دعوة لوط عليه السلام ومن معه من المؤمنين، الذين أصبحوا – بزعم إعلامهم- خطراً على مجتمعهم الحر وثقافتهم المنفتحة ووحدتهم الوطنية كما صرحت المطربة "بوسي".
فكتبوا على كل حجر في جدار وعلى كل جذع شجرة عبارة " سدوم تحارب الإرهاب"، ونجحوا في كسب أصوات المنتفعين ومعهم السذج والمغفلين، وتعالت صيحات الملأ: "أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ"، لماذا؟ وما هو الذنب؟ وما هي الجريمة؟ قالوا: "إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"، فكانت العاقبة والنصر للوطٍ عليه السلام ومن آمن معه حيث أنجاهم الله، وأما المكذبون فكانوا من الغابرين.
ويبقى سؤال يترنحُ بين أصابع التاريخ هل كان في إعلام سدوم من هم بشراسة لميس وآل أديب وخيري والإبراشي وأبو حمالات، وهل وجدت نخبة سدوم مساندة فعالة من أشخاص محسوبين على نبي الله لوط، كما تجد نخبتهم الآن موقفاً مسانداً من حزب النور؟!، سؤال ربما يجيب عنه قاع البحر الميت حيث غرقت سدوم..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق