12 سبتمبر 2013

شريف زايد يكتب : ماذا بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية؟!

خبر وتعليق
الخبر:
قال اللواء توحيد توفيق، قائد المنطقة المركزية العسكرية، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة"، أن السلطات تقوم بتقييم التحديات قبل تقليص مدة حظر التجوال، وأوضح أن محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وما حدث اليوم الجمعة من اشتباكات بين المواطنين، من شأنه تأخير قرار إلغاء حظر التجوال. {اليوم السابع- الجمعة، 6/9/2013}
التعليق:
1- قبل أيام قليلة من حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم، خرج علينا الرئيس المعين عدلي منصور ليؤكد أنه لا مانع من تمديد حالة الطواريء إذا جد جديد، وها هو الجديد قد جد. فمحاولة الاغتيال تلك تشكل مبررا معقولا لتمديد حالة الطواريء التي تساعد الانقلابيين في الإمساك بزمام الأمور وفرض إرادتهم على البلد، خصوصا وأن السلطة الحالية تنفذ مسألة حظر التجوال بحرفية عالية والتزام تام لم نره عندما تم فرض حظر تجوال في مدن القناة من قبل الرئيس المعزول محمد مرسي بعد أحداث محاكمات بورسعيد.
2- برغم أننا لا نستبعد أن يقوم بمحاولة الاغتيال هذه جهات مناهضة للسلطة القائمة في البلاد، وأفراد ناقمين على وزير الداخلية، يد البطش التي يضرب بها الانقلابيون معارضي انقلابهم الدموي هذا، إلا أن هناك دلالات تشير بأصبع الاتهام للنظام نفسه وأجهزة مخابراته، منها ما أشرنا إليه في البداية، فدائما السؤال الأهم والأبرز في مثل هذه الحالات هو: من المستفيد؟
3- عملية إخراج محاولة الاغتيال هذه تمت بشكل يؤكد ما أشرنا إليه من أنها ستكون مبررا لتمديد حالة الطواريء لتسهيل البطش بكل من يعارض الانقلاب، فالتضارب واضح في بيان كيفية حدوثها من قبل وزارة الداخلية نفسها، فتارة يقولون أنها تمت عبر إطلاق نار على موكب الوزير، وتارة حسب مراسل التلفزيون الرسمي أنها تمت باستخدام قنابل يدوية، وأخيرا يقولون إنها سيارة مفخخة.
ومن الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها وزارة الداخلية وضع صورة لطفل فلسطيني أصيب في أحداث الانتفاضة الفلسطينية عام 2001م على أنه الطفل الذي أصيب في الحادث وتم بتر ساقه. ناهيك عن المقابلة التليفزيونية السريعة لوزير الداخلية مع مذيع البيجامة، والتي كان يتكلم فيها بكل أريحية وثبات لا تعبر عن حالة رجل نجا منذ قليل من محاولة اغتيال.
4- وفي تعليق لوزير الداخلية على الحادث قال: "إنه ليس سوى بداية لموجة جديدة من الإرهاب"، إذًا، فالظرف الراهن يحتاج لموجة جديدة من الإرهاب تبرر القتل والملاحقة والاعتقال لكل من تسول له نفسه مجرد وصف ما حدث بأنه انقلاب. وبالتالي نحن نتساءل ماذا بعد محاولة الاغتيال هذه؟ وما هي الموجة الجديدة من الإرهاب التي يبشر بها السيد الوزير؟
نحن لا نشير بأصبع الاتهام لأحد، ولن ننتظر التحقيقات التي ستكون نتيجتها معروفة، ولكننا نريد لهذه الأمة أن تتناول ما يجري حولها من أحداث بشيء من التفكير الواعي العميق، وألا تنساق وراء ما يردده الإعلام الخبيث الذي يوجه الناس إلى ما تريد السلطة الحاكمة أن يتوجهوا إليه.

ليست هناك تعليقات: