مع التأكيد أن الدم المصرى كله حرام وأن كافة الشهداء " شهداء الشعب والجيش والشرطة " أحياء عند ربهم يرزقون . وأن من قتلهم جميعاً هو الانقلاب العسكرى الدموى ومن وراءه الانقلابيين والإرهاب الذى استدعاه الانقلاب . لابد من كشف الحقائق من أجل الحقيقة . وعلما ً أننى كنت من أول المعزين لروح الشهيد اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة , بصرف النظر عن إن كان قتله جاء عن خطأ أو عن عمد وبصرف النظر عن تأييدى للشرعية ورفضى للانقلاب . لكن ملابسات قتل الشهيد اللواء تحتم علينا محاولة كشف الحقيقة خاصةً مع التشكيك فى قتله من قبل مسلحين على حسب رواية وزارة الداخلية والإعلام الذى روج لها .
ففى البداية تحدث تامر مجدى مراسل قناة المحور على الهواء مباشر خلال ترجل بعض الصحفيين والمصورين بطريقة طبيعية جدا دون سماع دوى إطلاق الرصاص - وذلك بترتيب أحداث فيديو المحور - قائلاً " فوق المدرسة اهوه فوق المدرسة " وهو ما استدعى رد الجنود بإطلاق الرصاص من فوق المدرعة باتجاه الجانب الأيسر تتبعه مقولة ثانية لتامر " باشا سياتك فين الطلقة الطلقة فين يا فندم " ثم هرول تامر على اللواء المصاب قائلاً يا جماعة الظابط بيموت ناقلاً اللواء مع أخرين إلى المدرعة و قائلاً : فوق المدرسة يا فندم عند ميدل است أنا شايفهم " وظهر تامر يحمل مسدس لم يستعمله قال أنه مسدس صوت للدفاع عن النفس !
وفى اتصال هاتفى بالزميل تامر مجدى الصحفى ومراسل المحور والذى كان بطل الواقعة . قال أن الرصاص جاء من خلف سيارة التصوير أى الجانب الأيسر للواء الشهيد وهو نفس الجانب الذى وجه الجنود الرصاص له وأن المدرسة التى اطلق منها مسلحين تبعد عن مكان الحادث بحوالى 10 إلى 30 متر وهو ما يقترب من الرواية الثانية للمتحدث الرسمى للطب الشرعى التى قال فيها أن الرصاص اطلق من مسافة 10- 20 متر والمتناقضة لروايته الأولى على قناة cpc مؤكداً أن الرصاصة أطلقت من قريب وتتجاوز 45 سم . ونفى تامر أنه يستطيع تحديد عدد أدوار المدرسة رافضاً تحليل لماذا لم يقتل أو يقبض على المسلح أو الإرهابى الذى قتل الضابط مبررا ذلك بأنها تعليمات وزارة الداخلية التى تحقق فى الواقعة . ومن هنا تأتى الملاحظات التى تتسائل من قتل اللواء نبيل فراج سواء قتل خطأ أو عمد وهل جاء من قوات الأمن التى تواجدت فى محيط الواقعة وحول اللواء أم من مسلحين وإرهابيين كما قيل ؟! وبمتابعة وتحليل الواقعة وجدت الحقائق التالية :
أولاً بمتابعة الصوروالفيديوهات يتضح أن اللواء الشهيد ضرب بالرصاصة من الجانب الأيمن وسقط على الأرض على وجهه وهو الجانب المعاكس للجانب الأيسر الذى وجه الجنود الرصاص عليه ., وعندما قام تامر والشرطيين بعدله على ظهره ظهرت الإصابة بالجانب الأيمن والتى لا يمكن أن تحدث من الجانب الأيسر الذى به المدرسة التى قيل أن المسلح يعتليها .
ثانياً يتضح من فيديو قناة المحور أن اللواء أصيب بالرصاصة وسقط منه الرشاش ومشى خطوتين للأمام ثم سقط على الأرض . تبع ذلك هرولة العسكرى الذى يرتدى " شبشب "وإمساكه بالرشاش دون أن يطلق الرصاص لعدم ظهور أى مسلحين من الأساس .
ثالثاً اطلاق الجنود للرصاص لأقل من دقيقة فقط جاء استدعاء لكلمات تامر مجدى ونصها " فوق المدرسة اهوه فوق المدرسة " دون إطلاق رصاص من الأساس وتجول بعض الصحفيين والمصورين بطبيعتهم . ثم توقف الجنود عن استمرار إطلاق الرصاص فى لحظات ودون أن تتوجه القوات لمكان المدرسة . مما يؤكد عدم وجود مسلحين من الاساس فوق المدرسة أو أن الموجودين أعلاها هم قوات شرطة وجيش للتأمين وهو ما يحدث فى هذه الحملات بطبيعة التأمين .
رابعاً ترك سيارة تصوير المحور مكان الحادث فور وقوعه وتجولها لعدة كيلو مترات تاركه مراسلها تامر وحده فى ظل هذه الظروف الخطرة عليه . فى حين كان عليها تصوير الاشتباكات فى حالة استمرارها كسبق إعلامى وبقى تامر يراسل القناة وحده بالمحمول مما يؤكد أيضا عدم وجود مسلحين ولا اشتباكات .
خامساً فيديو اليوم السابع يوضح نقل الشهيد اللواء إلى المدرعة ثم إلى سيارة الإسعاف وسيرها إلى الطريق دون سماع دوى اطلاق نار أو اشتباكات على عكس المفروض أن يحدث فى حالة صحة وجود مسلحين والاشتباك معهم .
سادساً التصريح الأول للدكتور هشام عبد الحميد المتحدث الرسمى للطب الشرعى المسجل على قناة cpc الذى أكد فيه أن الرصاصة 9 مم أطلقت من مسافة قريبة تتجاوز ثلاث أضعاف ماسورة القاذف 45 سم والمتناقضة مع روايته الثانية بعد ساعات فى جميع القنوات وغيرها إلى مسافة 10 إلى 20 متر فى إشارة لإبعاد الأنظار عن قوات الأمن الملتفة حول اللواء الشهيد كما فسر فى حينه
سابعاً تقرير الطب الشرعى يؤكد أن الرصاصة أصابت اللواء أعلى الصدر وأسفل الإبط الأيمن واتجهت فى الصدر وهتكت الرئتين و القلب دخول وخروج , وهى المسافة الصغيرة جدا بين واقى الرصاص وأسفل الابط والتى تحتاج إلى قناص ماهر جدا ومسافة قريبة لإصابته بهذه الدقه ., وهو ما يؤكد أن الرصاصة أطلقت أفقياً وسارت فى خط مستقيم مما يؤكد أن مطلقها كان يقف بموازاة اللواء وليس فوق المدرسة . فإذا صحت رواية المسلح فوق المدرسة كان يفترض أن يكون مسار الرصاصة من أعلى لأسفل 45 درجة أى تدخل من أعلى الجانب الأيمن " مكان الإصابة " وتخرج من أسفل يسار البطن وليس فى اتجاه مستقيم كما حدث .
ثامناً بفرض أن هناك مسلح ارهابى فوق المدرسة يفترض أن يكون علوها حوالى 12 متر فى المتوسط وأنها تبعد عن مكان الواقعة بحوالى 20 إلى 30 متر بحسب شاهد الواقعة تامر مجدى وفى تصريح صحفى لموقع الوطن قال 50 متر أى أن المسافة الإجمالية تزيد عن متوسط 40 متر وهو ما يتنافى مع الروايتين الأولى والثانية للمتحدث الرسمى للطب الشرعى
تاسعاً عدم القبض على المسلح المفترض وجوده فوق المدرسة أو قتله أو حتى إصابته بالرغم أن المكان كان فى قبضة الأمن وأقرب إلى ثكنة عسكرية تحوم فوقه الطائرات
عاشرا وليس أخرا بيان وزارة الداخلية الذى قال أنه بعد اقل من 24 ساعة تم تحديد هوية المتهمين بإطلاق الرصاص وقتل شهيد الشرطة اللواء نبيل فراج وسيتم القبض عليهم . ومرت 24 ساعة ومازلنا ننتظر القبض على القاتل الحقيقى المتوقع أن يكون كالعادة بعد 3 يوليو قيادة من جماعة الإخوان المسلمين ورافضى الانقلاب العسكرى وهل يكون هو نفسه قاتل اللواء محمود البطران ؟؟؟ !!!
*منسق الائتلاف العام لثورة 25 يناير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق