صدر حكم بالمؤبد فى 2/ 6/ 2012 على كل من "الطاغية مبارك" ووزير داخليته الجلاد حبيب العادلى، والبراءة بحق متعهدى الفساد جمال وعلاء مبارك، وبراءة السفاحين أدوات القتل وماكينة الطحن مساعدى وزير الداخلية الستة، ولا تعليق، فالحكم عنوان الحقيقة. الحقيقة هنا فى نظر المجلس العسكرى لما حدث يوم 25 يناير 2011 بأنه "مشاجرة"، قُتل فيها نفر، وتستحق الإحالة إلى محكمة الجنايات وليست ثورة سقط فيها شهداء تستوجب محكمة ثورة. الحكم فى الجنايات بالإدانة يحتاج إلى أدلة قطعية الثبوت قطعية الدلالة، وفى غياب الأدلة يفسر الشك لصالح المتهم حتى لايظلم برئ. وهكذا كان الحكم كاشفا لحقيقة مرة مفادها أن الثورة مشاجرة.
أرادها المجلس العسكرى مشاجرة وليست ثورة، ورأى الشهداء قتلى يستحقون الدية لتهدئة النفوس ولايحتاجون لنصب تذكارى يخلد نضالهم الثورى، ففى منتصف ليل 25 فبراير 2011 قامت الشرطة العسكرية بقيادة اللواء حمدى بدين بضرب الثوار وطردهم من ميدان التحرير وهدم النصب التذكارى الرمزى للشهداء فى نفس الميدان، كنت وكثيرون معى شاهدون على تلك الحادثة التى أعقبها بيان اعتذار يوم 26 فبراير 2011 من المجلس العسكرى يقول فيه "رصيدنا لديكم يسمح..". منذ ذلك اليوم وضح توجه المجلس العسكرى، بأنه مجلس لحماية مبارك المخلوع والسطو على الثورة وضربها للقضاء عليها بطرق منهجية، يبحث عن شركاء يستخدمهم كغطاء، وكان له ما أراد، ومازال القضاء على الثورة مستمرا.. ومازالت الثورة تقاوم. مجلس مبارك العسكرى حول الشهداء إلى ضحايا مشاجرة، حول الثوار الحاملين شعلة الثورة إلى محاكم عسكرية وكأنهم إرهابيون وخارجون على القانون يعملون على زعزعة أمن الوطن وعدم استقراره تماما كالجماعات الإرهابية التى حوكمت بمحاكم عسكرية. عسكر مبارك يبحثون عن أدلة تدين الشهداء وتحولهم إلى بلطجية قتلوا على أعتاب أقسام الشرطة وهم يحاولون اقتحامها.. يحولون القتلة إلى أبطال والشهداء إلى مجرمين.. يا سبحان الله. من ترعرع فى نظام مبارك وتمرغ فى الكامب "ديفيد"، وذاق حلاوة الدولار الأمريكى، وتماهى مع العدو الصهيونى، يمكن أن يصنع أى شيئ.
جماعة المشير طنظاوى يرون الشهداء قتلى والثوار إرهابيون، و الثورة مشاجرة بدأت منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 فى الميادين العامة بمصر ودارت رحاها فى أماكن عديدة آخرها العباسية، ومازالت مستمرة حتى الآن. إنها أطول مشاجرة فى التاريخ. الطريف أنها مشاجرة من طرف واحد، فيها قتلى ولم يستدل على القاتل. وبالبحث والتحرى أفادت "أ ق ص" (وكالة أنباء الأقمار الصناعية) أن القتلة هم عفريت من الجن يسكنون المريخ، ويمارسون القتل بالريموت كنترول. حقا إنها مشاجرة من طرف واحد، مشاجرة بين الإنس وشياطين الجن. لا عجب فالأحكام عادلة وتتناسب مع مشاجرة تغيب عنها أدلة ثبوت القتل، والفرق بين المشاجرة والثورة كبير، فالثورة أعظم دليل إدانة ضد النظام المخلوع وعقوبته العادلة هى الإعدام شنقا فى الميادين العامة، لكن أنت تريد وأنا أريد، والله من فوقنا رقيب، ومجلس مبارك يصنع مايريد. والسؤال: هل ماحدث يوم 25 يناير 2011 مشاجرة أم ثورة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق