بعد ساعات من فرز نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية وقف الفريق أحمد شفيق ليعلن أنه «سيعيد الثورة إلى الشباب بعد أن سرقها الإخوان منهم»، لكن مرت الأيام لنجد عبدالرحيم الغول يتصدر مشهد مناصرته ويقول للناس: «أنا أبوالفلول ومعركتنا من أجل نجاح شفيق هى قضية حياة أو موت». دعك من كلمة «فلول» التى تم التوسع فى استخدامها على مدار الشهور الفائتة، فالفاهمون والفاعلون فى الحياة السياسية عقب الثورة فرقوا بين قيادات الحزب الوطنى الديمقراطى المنحل الواجب عزلهم ومحاسبتهم، وبين بقية أعضائه المغلوبين على أمرهم، والذين وجد بعضهم أن حمل «بطاقة عضوية» هذا الحزب الفاسد المستبد يمكن أن يساعدهم أو يقربهم من الحصول على جزء من حقوقهم المهضومة، وبعضهم كان يجد بعض القيادات المحلية قد ضمتهم إلى الحزب دون استئذانهم، وكانوا يخشون الاعتراض، فيصمتون فى ضجر مكتوم.
لكننا نسمع أن حملة شفيق يهندس إعلامها رئيس تحرير سابق طويل اللسان كان مكروها وممقوتاً، وساهم قلمه وكلامه عبر الفضائيات فى تعميق الاحتقان من نظام مبارك، ونعرف أيضاً أن بعض أعضاء أمانة السياسات الذين تحلقوا حول جمال مبارك باحثين عن المنافع على حساب الشعب الذى تم إفقاره وقهره، يديرون حملة الفريق، وتصل إلينا أخبار متلاحقة عن أن رموز النظام السابقين ينتظرون بفارغ الصبر يوم إعلان فوز شفيق بالرئاسة كى يخرجوا ألسنتهم للشعب وثورته، ويعودوا واثقى الخطى ليطلبوا مواقعهم التى سقطت عنهم، ويحوزوا منافعهم التى راحت منهم، ويرى الناس كل شىء أمامهم فيقولون بملء أفواههم: «نظام مبارك من دونه هو فقط».
هل هذا فى نظر الفريق ما يؤدى إلى الاستقرار الذى يعد به الناس، ويعيد الأمن فى «اللازمن» كما قال؟ وهل ذلك هو الترجمة العملية لوعوده للثوار، ومن بينهم شباب «6 أبريل»، بأن مهمته هو حماية الثورة والاستجابة لمطالبها وإعلاء مبادئها؟ أم إن المهمة الخفية التى لا يعلن شفيق عنها تحايلاً وتورية وتقية أو استغفالاً للشعب هى ليست فقط الحفاظ على ما تبقى من نظام مبارك بل استعادته كاملاً، ووصل ما انقطع منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن؟ وهل هذا ما أراده المجلس الأعلى للقوات المسلحة طيلة الشهور الفائتة التى صدع فيها رءوسنا بأنه شريك فى الثورة وحاميها، وأنه يدير «المرحلة الانتقالية» بغية الاستجابة لمطالب الشعب الذى ثار؟ وهل ضحى الشهداء بأرواحهم، وبعض الثوار بنور عيونهم حتى نجد «الغول» فى نهاية الطريق؟ على الفريق شفيق أن يجيب الشعب كله عن هذه الأسئلة قبل أن يدعوه إلى انتخابه فى جولة الإعادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق