06 مايو 2012

آل سعود الأعظم بقلم نوار نجم



وأنا شاغلة نفسى بالاحتلال الأمريكى لمصر، أجرن الاحتلال طلع سعودى. وقال الجنزورى لملك السعودية الذى يحتجز أكثر من 1500 مصرى مظلوم فى القبو: سورررريييييى. حيث إن الملك قال للبعثة الدبلوماسية: تعالى بيت أبوك… تاكلى لقمة وترمى عشرة. لم نطلب من السلطات السعودية أى اعتذار عن الإهانة المتواصلة للمواطنين المصريين، ولم نمس شعب الجزيرة العربية بأى سوء، بل وكتبنا وما كتبنا على جدران السفارة السعودية، ويا خسارة ما كتبنا لإنهم دهنوه، إلا أننا لم نكتب عبارة عنصرية واحدة، إذ إن نظام آل سعود يحتجز من شعب الجزيرة ما يزيد على الثلاثين ألف معتقل برىء، وهو النظام الذى دأب على إهانة المصريين وبذل الجهد والمال لإحباط الثورة المصرية، والانحياز غير المشروط للطاغية مبارك ضد إرادة الشعب المصرى، وأخيرا احتجاز محام مصرى، عرف بنشاطه الحقوقى المعارض لمبارك، وتشويه سمعته، فى داخل مصر وخارجها، لمجرد أنه فتح ملف الأسرى المصريين فى المملكة. ومع ذلك.. لم نطلب أى اعتذار، الاعتذار ما بيأكلش عيش.. إحنا عايزين عيالنا. خذوا المجلس العسكرى وهاتوا عيالنا المحبوسين.. خذوا كمال الجنزورى وهاتوا عيالنا المحبوسين، خذوا مجلس الشعب وهاتوا عيالنا المحبوسين. أقولكم.. خذوا مبارك اللى انتو متشحتفين عليه ده وهاتوا عيالنا المحبوسين.. عدانا العيب؟
فتعامل النظام السعودى مع المسألة بشكل شخصى، واستعظم أن يتظاهر هؤلاء «الخدامين» أمام سفارة «أسيادهم»، ومارسوا كل التهديدات المادية والسياسية، لا لأن أحمد الجيزاوى فى حد ذاته يعنى لهم الكثير، وإنما لأن أحمد الجيزاوى أصبح رمزا لمطالبة المصريين بحقهم فى الكرامة، وكرامة إيه دى اللى عايزها المصريين؟ لا بد من كسر أنوفهم. وطبعا ربنا بالينا بشوية متسولين، لا يعنيهم سوى المليارات التى تأتيهم من السعودية، فقالوا إن علاقة مصر بالسعودية.. لا مؤاغزة.. حميمة حتى لو اعتقلت السعودية عشرة آلاف مصرى! راك تبعزق من شعب أمك. النظام السعودى نظام فاشى، ديكتاتورى، مريض فى فاشيته، ينتهك حقوق الإنسان والعدالة من باب الهواية والاستمتاع، لا تشعر الأسرة الحاكمة بالقوة إلا بإذلال الضعيف.. وكل واحد وأصله بقى. لذلك، فقد تظاهر العديد من المواطنين أمام السفارة السعودية فى شتى أنحاء العالم، لأن انتهاك هذا النظام للإنسانية عادة ما يطرطش على سكان الكوكب أجمعين، إلا أن النظام السعودى لا يجرؤ مثلا على سحب السفير من لندن، أو من واشنطن، أو من الصين، أو حتى من إيران اللى بتطرقع لهم فى الطالعة والنازلة لما خلت قفاهم عرض كده.. فقط المصريون هم من يعاملون بهذه العنجهية والتكبر والجليطة، وماكانش ناقص غير يسيبوا لنا تسجيل صوتى: ما بقاش إلا انتو كمان يا جرابيع. نحن لسنا جرابيع والله، ولم نكن فى يوم من الأيام جرابيع، وإن كنا صبرنا على المتسول الذى أذل نفسه ووطنه من أجل المال والكرسى ثلاثين عاما، فها نحن قد خلعناه.. هو اللى كان جربوع مش احنا، وصمتنا عليه لم يكن جربعة منا.. سمها أصل، خيبة، يأس.. لكن جربعة؟ نووووو نو نو نو… كررنا أن مشكلتنا مع النظام السعودى، لا مع الشعب، وإن كنت لا أرى مجالا لهذا التبرير، فالشعب لم يحتجز الجيزاوى ولا الـ1500 سجين مصرى حتى نضطر إلى هذا التوضيح، ومن يقبل بظلم حاكمه لأبرياء ويدافع عن هذا الحاكم الظالم فهو محسوب عليه، سعوديا كان أم مصريا أم هنديا، وينسحب عليه كل الأوصاف التى وصفنا بها النظام السعودى والتى لا أتراجع عن كلمة منها، بل وأزيد، ومن يرى أن كرامته من كرامة حاكم ظالم، ظلم 30 ألفا من بنى وطنه قبل أن يظلم الآلاف من المصريين واليمنيين والهنود والبنغال.. إلخ، فلتكن إذًا كرامته من كرامة حاكم ظالم، والحاكم الظالم ليس له سوى القبقاب يتنسل على دماغه ودماغ اللى يتشدد له، خلعنا حاكمنا، حنعمل حساب لأى حاكم بلد تانية؟ أما كروديات صحيح. متى كان التظاهر أمام السفارة إهانة للشعب؟ متى غضب المصريون من التظاهر أمام سفاراتهم وقذفها بالحجارة واقتحامها فى أثناء حرب غزة؟ متى غضب السوريون من التظاهر أمام سفاراتهم ضد بشار؟ متى غضب الأمريكيون من التظاهر أمام سفاراتهم إبان غزو العراق؟ بل متى غضب الإسرائيليون من اقتحام سفارتهم فى القاهرة والإلقاء بورق التواليت من النوافذ؟ دول كانوا لازقة بغراء، مهما نبهدل فيهم مش عايزين يمشوا. طيب متى يعتذر النظام السعودى عن تحقيرنا وسحب بعثته الدبلوماسية والاستهانة بالعلاقة مع مصر، وهو ما لم تفعله إسرائيل ذاتها؟ وبالمناسبة.. ابقوا خدوا الجنزورى قعدوه جنب بن على.. خليه ينفعكم.
آل سعود الأعظم2 

يحتجز جلالته أكثر من 1500 مصرى دون تحقيق، ثم احتجز محامى المحتجزين، واختفى الجيزاوى لمدة أسبوع كامل حتى تظاهرنا أمام السفارة السعودية، نعلن عداءنا للنظام السعودى، بينما يصر الإعلام السعودى على أننا نعادى الشعب، حتى شتتونا عن قضية السجناء الأساسية، وطفقنا نشرح فى بديهيات أننا لا نعادى شعبا، وأن الأنبياء كلهم رعاة غنم، وأننا ما كنا لنسىء إلى نبينا، وليس على الأرض شعب يحب النبى محمدا -صلى الله عليه وسلم- كما يحبه المصريون… يوه.. إحنا فى إيه ولّا فى إيه؟ عيالنا محبوسين. ثم النبى مش سعودى.
اتصلت بمحامى الجيزاوى فى مصر، الأستاذ أحمد مفرح، الذى أخبرنى بأنه تقدم بطلب لمطار القاهرة ليحصل على مذكرة ببيان عدد الحقائب التى سافر بها الجيزاوى، ووزنها، وما إذا كانت تحتوى على ممنوعات، إلا أن المطار، الذى كان قد أصدر بيانا بأن الجيزاوى قد خرج من مصر بحقيبتين، وأنهما لم تحتويا على أى ممنوعات، رفض أن يعطى مفرح البيان المذكور، فذهب المحامى لتحرير محضر فى قسم النزهة الذى رفض استقبال المحضر بدعوى أن القسم جهة خصومة، ونصحه بالتوجه إلى النيابة. وبما أن القانون السعودى لا يسمح لأى محام غير سعودى بالترافع عن المتهم مهما كانت جنسيته، فقد طلب مفرح من المحامى السعودى باسم عالِم الترافع عن الجيزاوى. أخبرنى مفرح وشاهندة زوجة الجيزاوى أن عالِم لم يتمكن من حضور التحقيق مع الجيزاوى، وأنه قابله بحضور عناصر من الأمن السعودى. قال عالِم على حسابه على «تويتر» وعلى قناة «إم بى سى» إنه قابل الجيزاوى، وقال له كلمة سر أوصاه بها مفرح، وإن الجيزاوى «تحدث إلىّ بأريحية» واعترف أمامه بحيازة أربع حقائب، تحتوى اثنتان منها على عبوات زاناكس، وأنه لم يكن يعلم بتجريم جلب الزاناكس إلى المملكة، ولم يكن يعلم ما فى الحقيبتين، وحين اكتشف بهما الزاناكس عاد إلى الجمارك لإخطارهم. وختم السيد عالِم حديثه بقوله: ساءنى ما بدر منه واعتذرت عن القضية!
يقول السفير السعودى بمصر، اللى لمّ هدومه ومشى، إن المطار اكتشف وجود الزاناكس فى الحقائب عبر الكاميرات قبل أن يتسلمها الجيزاوى، ويقول بيان الداخلية السعودية إن أحمد هرّب عبوات الزاناكس فى علب حليب بودرة، وعرضت صور أحمد وأمامه علب الحليب السائل جهينة، كما أن اعترافاته التى قالها لباسم عالِم تقول إنه عاد إلى الجمارك لإخبارهم بما تحتويه الحقائب! وأكد عالم أن الجيزاوى تحدث بـ«أريحية» وقال إنه لم تُمارس عليه أى ضغوط ولم يتعرض للتعذيب، وذلك بعد كلمة السر «خالتى بتسلم عليكى»، طب «أريحية» يعنى كرم، كرم فى السجن إزاى يعنى؟ بعت جاب كيلو كباب؟ ثم ما الذى يجعل الجيزاوى يعترف دون ضغوط؟ أنا لا أنفى التهمة عن الجيزاوى.. أبسلوتلى.. بس أى أخ مهرب يحضرنا والنبى: إنت حضرتك مهرب.. اتعكشت فى المطار.. الشنط دى بتاعتك ياض؟ الإجابة الطبيعية: ولا عمرى شفتها يا باشا. صح؟ خصوصا أن الجيزاوى محام مصرى، وحيث إنى رد سجون ومحاكم وتحقيقات، فأنا أحفظ عن ظهر قلب وصايا كل المحامين: ما تقوليش غير ماعرفش، ماحصلش، ماكنتش موجودة. طبعا ماباسمعش الكلام وباخش أَخُرّ بكل حاجة، بس مش موضوعنا. حتى وإن كان الجيزاوى مهرِّبا، فلن يعترف بملكية هذه الحقائب اللهم إلا إذا كان فى أمريكا حيث الاعتراف بالجريمة يخفف الحكم، بينما يُعتبَر فى مصر سيد الأدلة، أما فى السعودية فإن الاعتراف يدفع بالمحامى إلى أن يتوتر على الموكل ويقرر ما يترافعش عنه… أصل «ساءنى ما بدر منه»! نهار أسود.. بدر منه إيه؟ قلع ملط ولّا إيه؟ هناك مبرر آخر لاعتراف الجيزاوى بالتهريب دون أى ضغوط أو تعذيب، مثلا إيمانه الشديد بأن اللى بيكدب بيروح النار، أو زهق من الثورة وعايز يخلص من حياته.
هذا وقد وتفرع الناس ما بين اعتذارات عن امرأة مجهولة سبّت السعودية فى أحد الفيديوهات، وما بين تشكك أصاب البعض لما قاله عالِم! «أصله راجل محترم».. عرفتو منين؟ «هبة رؤوف بتتابعه على «تويتر» و«نجاد البرعى بيقول عليه راجل كويس». طيب، راجل كويس، لكننى سألته إن كان تمكن من الانفراد بالجيزاوى فلم يجبنى، وحين سألته لماذا اعتذر عن القضية، رد بأن السبب هو اعتراف الجيزاوى، و«أنا مش متعوّد أترافع عن معترفين… صح.. المحامى عادة بيترافع عن الأبرياء اللى قاعدين فى البيت.
قام الجيزاوى بتوكيل المحامى سليمان الحنينى، حيث إن السفير السعودى المقموص أكد أنه سيحاكَم محاكمة عادلة… زى ما كلنا شايفين كده.

ليست هناك تعليقات: