26 مايو 2012

ربيع عربي أم رياح مدمره تعصف بالعالم العربي



بقلم/ منال محمد الكندي

ويح العروبة كان الكون مسرحها .... فأصبحت تتوارى في زواياه.

أنى أتجهت إلى الإسلام في بلد...... تجده كالطير مقصوصا جناحاه  

محمود غنيم

 التاريخ يعيد نفسه دائما خاصة في مسألة الضعف العربي، في زمن تحكمه قوى الشر والإعلام المتصيهن، والأموال العربية العميلة.

 في زمن هتلر أطلق وزير أعلامه جلوبز حيث قال حينها( عليك أن تكذب، ثم عليك أن تكذب ، ثم عليك أن تكذب، بهذا الاصرار، حتى يصدقك الناس)، واليوم نجد هذه المقولة ماثلة في مدى كذب القنوات العربية المتصيهنة وقوى الشر ومن وراءه الشباب العربي المتخرج من الجامعات الأمريكيه والمعاهد الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني الممول من الغرب تحت مسمى نشر الحريات وحقوق الإنسان، والأنظمة الورقية، والأحزاب الكرتونية، لتوهم الشعوب العربية بأن ما يجري من دمار وإنقسامات في العالم العربي هو ربيع ثورات أنفجرت في وجه الأنظمة الورقية العميلة.

يعلم كل إنسان طبيعي أن فصل الربيع، فصل تزهر فيه الأزهار، وتثمر الأشجار ليعم الخير على الأرض، ويصبح الجو صافيا صحو.

ولكن ربيع الثورات العربية كانت ثماره دماء، وقتل، وبطالة، وتشريد ونزوح، وانفجارات، وارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء، وإغراق البلاد في فوضى ما بعدها بعدها فوضى، وتعسر الحياة بكل أشكالها و شهرة الروبيضه، وهم ما ظنوا بأنفسهم بأنهم اصحاب نضال، جنت عليهم شهره وفضحت عمالتهم وخياناتهم للأمة الإسلامية العربية وأحزاب تجري لأمريكا لتطمنئها على برامجها وحرصها الشديد على أمان إسرائيل بالدرجه الأولى والاتفاقيات.!!!!!!!!!

ونتيجة لأغراض وأهداف أمريكيه، أوروبية، صهيونية ومن وراءه الشعوب التي لم تعد مجرد أفراد من العملاء بل صارت قنوات وفضائيات عربيه، وبأموال عربية، ومنظمات مجتمع مدنية، وأحزاب معارضة، تقود الضلال وتكذب وتكذب وبكل اصرار حتى صدقوا كذبهم وصدق العالم في كل مكان بأن هذا الدمار هو ربيع.،وغطوا الشمس بمنخل.

هو ربيع ولكن ليس للعالم العربي، هو ربيع لأعداء الأمة وقوى الشر، فهذا الربيع، أيد قرار تقسيم السودان، وتسليم ليبيا هدية مهدأة للشركات عابره القارات وللمحتل، تحت اسم تسلم المعارضة  لحكم البلاد كما الحال في العراق، وإغراقها في إنقسامات وتفجيرات، ونهب لثرواتها وانتشار الإرهاب.

الإرهاب الذي دعت أمريكا بصوت بوش القضاء عليه ومعركته كانت في أرض العالم العربي، ولكن ما نراه هو ازدياد الإرهاب قوة وانفجارا، وزياده استباحة القوات الأمريكية للأراضي العربية والأجواء العربية والثروات العربية ، تحت هذا الشعار.

اي ربيع وسوريا تشتعل نار ودمارا، والفتنة الطائفية تمتد خيوطها للبنان لتحرقها، والمعارضه تريد أن تطبق ما قامت به المعارضه العراقية والليبية، وإدخال البلاد في دمار وفساد وإنقسام، ونزوح وتشريد وحالا أسوأ من الحال الذي هو عليه.

أي ربيع هذا والشباب والشعوب والأحزاب تخرج أفواجا تدق سفارات أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة ، وتسليم الشرعية الدستورية والبلاد لتقع تحت إشراف  أممي دولي، والسفير الأمريكي يحكم بلاد الثورات ويدير الصراع، الذي هو صناعتهم، وتدبيرهم ليكون الاحتلال مباشر وغير مباشر ويتم النهب بطريقة أكثر رقيا، وتحت مسميات نشر الديمقراطيات والحريات وحقوق الإنسان، على غرار كرومر، والديمقراطيه التي نشرتها في العراق والتي تعاني أمراضها السرطانية لليوم. ولكن هذه المرة أمريكا أكثر ذكاءا، فكان دخولها ونشرها للديمقراطيه ببلاد الثورات أكثر نظافه، ليست يديها ملطخه بالدماء، اللهم في ليبيا، والطائرات بدون طيار في اليمن لمحاربه القاعده حسب زعمها. بعكس الخسائر الذي تكبدته في العراق وافغانستان، وإن كان نهبها للثروات عوضت فيه الخساره المادية، ولكن يديها مازالت ملطخه بدماء الأبرياء والدمار الذي نشرته بفعل حرياتها.

أي ثوره هذه وبقاء الحال أسوأ مما عليه سابقا، واستنساخ جديد لأنظمة عميلة ، وتسليم البلاد للمرتزقه الجدد.

أي ثورات هذه جعلت من مفتي الأزهر والحبيب الجفري يزوران القدس بحراسه إسرائيليه، والإدعاءات الكاذبة بأنهم تحت حراسة عربيه، كيف والقدس محتلة من إسرائيل وتذيق أصحابها العذاب والويلات والحصار، ولا يستطيع أحدا تحريك ساكن سوى تمثيليات عبر شاشات الفضائيات، بحرق العلم الإسرائيلي، والاستنكار والصراخ، والعويل، وجعجعه لا يرى بعدها طحينا، سوى أنها تسوق لإسرائيل أحقية في أن تغتصب أكثر، وتقتل أكثر وتعتبر نفسها ضحية.

أي ثوره هذه ومن أشعلها كان يتبنى الكذب، والشعارات الفضفاضه، والشتم واللعن، والإرتزاق والقتل، وحسبي أنهم لم يفرقوا كثيرا لا شكلا ولا مضمونا عن تلك الأنظمة التي قامت الثورات لإزالتها، ولكن كان إزالتها خدمة لإعداء الأمة العربية.

كل يوم يثبت العربي بكل أطيافه وفئاته بأنه مازال يتبنى ثقافة العبيد، ولا يستطيع أن يحارب إلا اخوه، ولا تظهر مرجلته إلا بقتل أخوه، وبمساعده العدو ورضاء له فقط.

هل هي علامات الساعة التي أخبرنا عنها عليه الصلاه والسلام، في كثرة الفتن، فعن أبو هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى عليه وسلم( يقبض العلم، ويظهر الجهل، والفتن، ويكثر الهرج، قيل يا رسول الله: ما الهرج؟ فقال: (هكذا بيده) فحرفها، كأنه يريد القتل. رواه البخاري (85) واللفظ له ومسلم بمعناه (157).

أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم“ من خرج من الطاعة و فارق الجماعة , فمات مات ميتة جاهلية و من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة , فقتل , فقتلته جاهلية و من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها و لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده , فليس مني و لست منه “ .

ثورات الربيع العربي جعلت من الدين مجرد وظيفه، تم توظيفه لخدمه أغراض سياسيه وتجارية، تخدم أعداء الأمة الإسلامية، وتبيح الدم العربي المسلم، وقتله بأيدي عربيه ، وأيدي كافرة، عفوا أقصد حلف الناتو والقوات الأمريكيه لتحرير الشعوب العربية من أنظمتها الديكتايورية، وسؤالي متى سيهب حلف الناتو والقوات الأمريكيه بدعوه وأموال عربية، لتحرير الشعب الفلسطيني من المغتصب الإسرائيلي الذي يعتبرنا أغيار وأعداء، في الوقت يتم مطالبتنا أعتباره خصم، أو شريك على طاوله الحوار، ونستجديه السلام، رغم قتله ومحاصرته للشعب الفلسطيني، والأنكى من ذلك يتم مكأفاته من مؤسسه التعليم والتربيه اليوينسيف بترسية عطاءات على شركات إسرائيلية لمشاريع ستنفذ في محافظات غزه التي هي نفسها إسرائيل دمرتها، ولا ليس بعيد و بحكم وقرار الأمم المتحده وماما أمريكا، سيتم إعطاء عطاءات لإسرائيل لتنفيذ مشاريع تنموية في بلاد الثورات، خاصة هناك دعوه بأحقية اليهودي أن يحكم بلاد عربيه ينتمي لها بانتخابات نزيهه كالعاده وبرقابه أمريكيه، أوروبيه، كما نادت بذلك صاحبه جائزه نوبل للسلام.

ألم يقرأ العالم العربي تاريخهم، ألم يقروا لمحمد أسد( ليوبولد فايس) سابقا، كاتب وصحفي وناقد اجتماعي، ومصلح ، ومترجم، ودبلوماسي، ومراسل صحفي، ورحاله مسلم (يهودي سابقا). خاصة أن العرب لا تستطيع أن تسمع أو تقرأ إلا من كان صاحب بشره بيضاء، أو من بلاد أوروبا، وكأن رسول الأمة عليه الصلاه والسلام لم يأتي لهم بأعظم الرسالات والنظام والدستور والحياة.

يقول محمد أسد مستغربا من حال المسلمين فدفعه للهجوم عليهم، بعد أن ضيعوا تلك الشعلة التي أضاءت ماضي المسلمين، مخاطبا حاكم منطقة (هزاراجات)، في أفغانستان:

(كيف حدث أنكم أيها المسلمون قد فقدتم ثقتكم بأنفسكم، تلك الثقة التي مكنتكم في الماضي من نشر دينكم، في أقل من مئه عام، من جزيره العرب حتى الأطلسي غربا وإلى أعماق الصين شرقا، وإنكم تسلمون أنفسكم مثل هذه السهولة ومثل هذا الضعف إلى أفكار الغرب وعاداته؟ لماذا لا تستطيعون، وأنتم الذين أنار أجدادكم العالم، بالعلم والفن في وقت كانت أوروبا فيه غارقة في البربرية والجهل، أن تستجمعوا شجاعتكم للعودة إلى دينكم التقدمي المنير، كيف حدث أن أتاتورك ذلك الذي ينكر على الإسلام قيمه، قد أصبح في نظركم أنتم المسلمين رمز "الانبعاث" الإسلامي، قل لي كيف حدث أن دين نبيكم، وكل ما فيه من البساطه والوضوح، قد دفن تحت أنقاض من تأملات متحذلقيكم، و مماحكاتهم العقيمة؟ كيف حدث أن أمراءكم وكبار إقطاعيكم يمرحون في الرخاء والنعيم، بينما يعيش الكثيرون من أخوانهم المسلمين في فقر وقذارة يفوقان الوصف مع أن نبيكم لقنكم، أنه " لا يؤمن أحدكم إذا بات شبعان وجاره جائع" ).

محمد أسد الذي ايقن بأن الأوروبي ـ سواء كان ديمقراطيا أو شيوعيا أو عاملا يدويا أو رجل فكر ـ كان يعرف دينا إيجابيا واحدا:عباده التقدم المادي، الاعتقاد بأنه لا يمكن أن يكون في الحياه أيما هدف سوى جعل تلك الحياة نفسها أكثر سهولة ويسرا،  أو كما كانوا يقولون في ذلك الحين، " مستقلة عن الطبيعة". وكانت معابد ذلك الدين المصانع الجبارة ودور العرض السينمائية ، والمختبرات الكيمائية، وقاعات الرقص، والمشاريع المائيه والكهربائيه، وكان كهانها الصرافين والمهندسين والسياسيين ونجوم السينما، والإحصائيين وزعماء الصناعة، والطيارين، ومفوضي الشعب، وكانت الخيبة الروحية متجلية في الفقدان الشامل للاتفاق على معنى الخير والشر، وفي إخضاع الأحداث الاحتماعية، والاقتصادية جميعا إلى قاعدة" المصلحة: حتى تلك المرأة الداعرة الراغبة في أي إنسانن وفي أي وقت، كلما دعيت إلى الاستسلام..

في الوقت التي صار العرب والمسلمون ينادون بالرقص، ويقيمون مسابقات، وتتعرى النساء مع الثورات لتتثبت وجودها، ويكتمل مشاهد الثورات، بأجازه قرار زواج المثيليين الذي أقرها أوباما، في أمريكا، ليكون الرجل الأسود ومن أب مسلم، أقر هذا القانون ليرضي رجل الكابوي مُستعبده، والذي يراه بأنه مجرد أسود ليس له دين، ورغم أن بعض الولايات والكنائس متحفظه، لكن أوباما لا حرج عليه.

وغدا حسب اتفاقيات حقوق الإنسان، سيتم مطالبه العالم العربي بإقرار هذا الزواج، من ضمن نشر الحريات والديمقراطيات، فعلى العالم العربي المسلم أن يبدا استعداده بالتغيير، خاصة بأن العالم العربي دائما متشوق للتغيير الذي لا يعرف منه سوى أنه تقليد للغرب وفرض المحتل عليه، أو بطلب رسمي من العالم العربي بهذا التغيير.

الثورات الحقيقيه تكون بالعوده إلى الإسلام والذي يراه محمد أسد، بأنه ذلك الذي حمل المسلمين الأولين إلى أعالي الذروات الثقافيه بتوجيه طاقتهم نحو التفكير الواعي كوسيلة، وحيده لفهم طبيعة خلق الله، وبالتالي لفهم إرادته. وليس بدق أبواب حلف الناتو ، والأمم المتحده وسفاره أمريكا، والخوف من ايقاف تمويلاتهم، التي هي من ثروات المسلمين، التي نهبوها عبر البنك الدولي وصندوق النقد، وشركات عابره القارات.وإستجداء السلام من الأعداء والمغتصبين، ومساعدتهم في استباحة أراضي العالم العربي.

في مصر التغيير والثوره، قاموا الثوره من أجل إسقاط النظام، ليسعى بعد ذلك البعض والكثير منهم في انتخاب عمرو موسى، وأحمد شفيق عملاء مع مرتبه الشرف والإمتياز، وامتداد لنظام مبارك واستنساخ منه. والناس تقول نار شفيق ولا جنه أي من المنتخبين الجدد. مادام الأمر كذلك لماذا لما كل هذه الجعجعه؟؟!!

يحضرني في الختام قصة تنطبق على الشعوب العربيه، خاصه في الانتخابات النزيهه، ( شخص لقى الفانوس السحري ، فطلع له العفريت، سأله ماذا تريد؟ فأجاب الشخص، أريد أن أكون غني، فرد عليه العفريت، ولكن ستظل 30 سنة فقير، فأجاب الشخص وبعدين، فأجاب العفريت ستتعود على هذا الحال).

ليست هناك تعليقات: