بقلم دكتورمجدى حجازى*
فقال إن مشكلتنا فى التعامل مع القضايا الهامة فى حياتنا أننا نستخدم الجغرافيا فى السياسة ونعطى للاتجاهات الجغرافية عناوين ثابتة فى حياتناَ فنقول على سبيل المثال مشاكل الجنوب أو تنمية الشمال حتى فى تقسيماتنا الإدارية .
تعودنا أن نسميها هى الأخرى بتسميات جغرافية فنقول شركـــــــة أتوبيس شرق الدلتا أو قطاع جنوب القاهرة وهكذا..............
وطرح ضيفى سؤلاَ:- أليس فى ذلك تنمية لإدراك التمييز و الانفصال ونخشى أن ينمو هذا الشعورليصبح أكثر خطورةفنصحو ذات يوم على من يقول دولة الشمال أو دولة الجنوب وهنا إنتهى حديث ضيفى وكان يجب أن أعطيه جوابا شافياَ فى مسألة شائكة كهذه0
فقلت له سيدى الزائر:-إن إستخدام الجغرافيا فى السياسة أمر طبيعى فالجغرافيا هى السياسة و السياسة هى الجغرافيا ولترجع إذا شئت إلى كتاب (شخصية مصر) لعالم الجغرافيا و المفكر السياسى الدكتور/جمال حمدان حيث يتجلى هذا المعنى بوضوح فى هذا الكتاب الرائع فقد ربط فى كتابه بين الموقع و الموضع وربط بين جغرافية مصر وموقعها وما حدث من غزوات وحروب طاحنة وكيف أن النيل بموقعه و موضعه كان سبباَ فى تشكيل البنية الاقتصادية و السياسية و النفسية لمصر و للمواطن فى مصر0
وكيف أن هذا الموقع للنيل كان نقطة هامة جداَ فى تأسيس كل شىء فى حياتنا0
إذا ربط السياسة بالجغرافيا هو بديهية لا تحتمل التأويل0
أما ونحن نضع عناوين جغرافية لمقالاتنا توحى للانفصال و التميز هو شكل من أشكال تنمية فكرة المنافسة بين الريف و الحضر وبين الشمال و الجنوب0
أو أنه تحديد مكانى لتأصيل فكرة النظام وتيسير الأعمال للمواطن ليس إلا......
و أخيرا إقتنع ضيفى ولكن ترك بداخلى مشاعر مختلطة بين الخوف و الرجاء وبين أن نكون أولا نكون خاصة أن مصر تعيش الآن نقطة غليان فى مسيرتها نحو المستقبل وتصنع تاريخها من جديد ونحن على أعتاب قصر رئاسى لاندرى من سيفتح بابه؟
*وكيل وزارة الصحة بأسوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق