الشعب السوري لا يريد ربيعا أطلسياً ..
تفتيت سوريا يعني حدوث فراغ استراتيجي في المشرق ...
ألمح تأثيرالقاعدة في سوريا ..
وشركة ( بلاك ووتر ) الدموية و6000 من تابيعها يعملون داخل وخارج سوريا ...
أسمع مرات وزير خارجية السعودية يتكلم وأغمض عيناي، فيخيل إلىَّ أن الصوت ليس لـ«سيدٍ محافظ» من السعودية، ولكنه لرمز الثورة العالمية «أرنستو چيفارا»!
وفى مقابلة أجرتها صحيفة الاهرام
هل أنت راض عن الموقف المصرى فى التعامل مع أزمة النظام فى دمشق؟
الأستاذ: الحقيقة أننى لا أتصور أن يكون موقف مصر تجاه «سوريا» منساقا وراء مواقف آخرين، فالعلاقة بين «مصر» و«سوريا» لها خصوصية من نوع ما على طول التاريخ.
ولا أتصور أن مصر يمكن لها أن تقطع اتصالاتها أو علاقاتها السياسية أو التجارية والثقافية مع سوريا مهما كان أو يكن، لأن «سوريا» هى «سوريا»، بصرف النظر عن طبائع النظام الحاكم فى «دمشق».
وأعرف طبيعة النظام الحاكم فى «سوريا» الآن، ولست يقينا من المعجبين به والمتحمسين لبقائه، لأنى أعرف أنه نظام ظالم مستبد ومحكوم عليه تاريخيا.
لكن هناك أغلبية واسعة فى الداخل السورى لها تصوراتها ولها رؤاها ولها مطالبها، وأول المطالب أنها لا تريد أن يحدث فى «سوريا» مثلما حدث فى «ليبيا»، ثم إنها لا تريد ربيعا من صنع حلف الأطلسي، وفى الوقت نفسه وببساطة أعرف ما يكفى عن معارضين فى الخارج وصلاتهم، وعن حملة محمومة تُشَنْ بالمبالغة، وبالتأكيد فإن لها أصلا، لكن عملية المبالغة والتهويل أكبر من الحقائق، وذلك يمكن أن يدفع هذا البلد إلى ورطة حقيقية، بصرف النظر عن شرور النظام.
وأنا واحد من الذين يخشون حدوث فراغ إستراتيچى كامل فى المشرق، يمتد من شرق «العراق» إلى شاطئ المتوسط.
كذلك فأنا واحد من الذين يلمحون تأثير وجود تنظيم القاعدة فى «سوريا»، ولست أعرف منطق الذين سهلوا للقاعدة أن تنفذ إلى «سوريا» لكى تنسف وتقتل!
أعرف أيضا أن شركة «بلاك ووتر» - الشهيرة بتاريخها الخفى والدامى - لبيع خدمات السلاح موجودة - وإن باسم جديد - حول «سوريا» وفى داخلها أيضا، وأن هناك قرابة ستة آلاف فرد يتبعون لها يوجدون على الساحة فى الداخل والخارج.
أعرف أيضا أن بعض الأطراف حتى فى حلف الأطلسى بما فيه «تركيا» التى تضم بين مواطنيها أكثر من خمسة عشر مليون علوي، ومثلهم من الأكراد، أصبح لها موقف مختلف ولو جزئيا عن موقف أطراف عربية، والغريب أن أطرافا فى حلف الأطلنطى ذاته فى دهشة أن بعض نظما عربية محافظة تحولت فجأة إلى قيادات ثورية تقدمية تدعو إلى الثورة المسلحة، ثم إن الحملة على «سوريا» مُضافا إليها الحملة على «إيران» توشك أن تحول الصراع الرئيسى فى الشرق الأوسط من صراع عربى إسرائيلي، إلى صراع سنى شيعى - فتنة أخرى فى دار الإسلام نفسه وفى قلبه - وتلك خطيئة كبرى!
وأسمع مرات وزير خارجية السعودية يتكلم وأغمض عيناي، فيخيل إلىَّ أن الصوت ليس لـ«سيدٍ محافظ» من السعودية، ولكنه لرمز الثورة العالمية «أرنستو چيفارا»!
والحقيقة أنه فى شأن «سوريا» أو غيرها من البلدان العربية، فإن العرب جميعا، وقبل اتخاذ أى موقف، عليهم أن يسألوا أنفسهم عدة أسئلة: ماذا يجرى بدقة؟! - أى مصالح شعب هذا البلد وأمانه فى ظروف الواقع؟! - ما هى القوى المتصارعة فيه وأصحابها؟! - ما هى المصلحة للدولة المعنية على المدى البعيد؟! - ثم يكون لمن يشاء أن يقرر.
وفيما يتعلق بـ«سوريا» ولست أريد أن أطيل فيه، فلعلى أضيف أن صوتا من الماضى لايزال فى سمعي، وهو صوت «جمال عبدالناصر» يوم الانفصال سبتمبر 1961، وهو يواجه انقلابا فى «دمشق» على الجمهورية العربية المتحدة، التى كانت تضم «سوريا» و«مصر»، وصوت «جمال عبدالناصر» يقول بنزاهة وأمانة وتجرد:
«ليس مهما أن تبقى سوريا فى الجمهورية العربية المتحدة، ولكن المهم أن تبقى سوريا».
والآن هناك من يتدخل فى الشأن السوري، بما يهدد بقاء «سوريا»، وهذا جزء من ملف خطير - بالغ الخطورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق