مصر تدخل النفق المظلم
د.يحيى القزاز
ماذكره الإعلام عن قرار اللجنة العليا لانتخابات رئاسة الجمهورية المصرية بعودة أحمد شفيق إلى حلبة انتخابات الرئاسة بعد أن حذفته بناء على قانون مباشرة الحقوق السياسية المعروف بــــ"عزل الفلول"، وقامت نفس اللجنة الموقرة بإعادة قانون مباشر الحقوق السياسية إلى المحكمة الدستورية العليا. نفس قانون مباشرة الحقوق السياسية الذى وافق عليه مجلس الشعب وأرسله إلى المشير طنطاوى رئيس المجلس العسكرى الحاكم للتصديق عليه، وبدلا من التصديق عليه أرسله للمحكمة الدستورية العليا، وأفادت المحكمة الدستورية العليا بأنه غير مختصة لأنها تمارس رقابة لاحقة وليست سابقة، وأعادته للمجلس العسكرى، ثم قام المشير طنطاوى بعد ذلك بالتصديق على القانون ونشره مباشرة فى ملحق الجريدة الرسمية، الأمر الذى حدا باللجنة العليا لانتخابات الرئاسة بحذف أحمد شفيق من خوض انتخاب الرئاسة.
وبعد كل هذا تقبل اللجنة العليا للانتخابات تظلم أحمد شفيق (أحد فلول الحزب الوثنى المنحل) وتعيده لخوض انتخابات الرئاسة ثم تحيل قانون العزل السياسى مرة أخرى إلى المحكمة الدستورية العليا. لو كان هناك عاقل فليخبرنى ما الذى يحدث؟ أليست هذه إجراءات تصيب الحكيم كامل العقل بلوثة جنان غير مسبوقة؟! هل يمكن أن يفهمنى أحد ما الذى يحدث؟ وهل ماتفعله لجنة الانتخابات يدخل فى باب الفعل العقلى الراقى الذى يستعصى فهمه على أمثالى البسطاء أم أنها لجنة فاقدة العقل مسيرة كالدواب وليست مخيرة كالبنى آدمين؟! أرجوكم لم يبق لى أمل فى الحياة سوى أن أفهم مالذى يفعله المجلس العسكرى ولجانه الانتخابية المدسترة (أى المحصنة بالدستور).
مصر تدخل الآن وبجدارة فى نفق متعرج مظلم على أيدى لجنة مسيرة فاقدة العقل والضمير، ومانراه بداية لفوضى سياسية عارمة، مصحوبة بمصادمات أو صفقات فى أغلب الأحيان. نحن فى حالة فعل استحمارى غبى وليس فعل انسانى عاقل. الاتحاد هو الأمل والميدان هو الحل.
ومن يحسن الظن بالمجلس العسكرى ولجانه فهو إما آثم متواطئ أو غبى معتوه.
الحادية عشرة من مساء الأربعاء 25/4/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق