بيروت -ا ش ا
أكدت صحيفة السفير اللبنانية ان العرب هم العالم الوحيد الذي يتدخل الأجنبي في شرعية حكوماتهم ويدلي بدلوه في أحزابهم ورموزهم ويرعى ويحضن ويدجن ويفاوض ويساوم حركات سياسية تدّعي القداسة الدينية.. نحن وحدنا من لا يقايضنا الغرب إلا على أمننا.
ونحن من يشغلنا الغرب ونشغله باستخفاف بقضايا تجاوزتها كل شعوب الأرض، ونقبل أن ينزع من أولوياتنا التحدي الصهيوني عمومًا والتجاهل المتمادي لقضية شعب فلسطين.
وأشارت فى افتتاحيتها الى أنه منذ عقدين أو ثلاثة نحن كعرب جدول أعمال الأمم المتحدة شبه الوحيد. ونحن هدف القرارات التي بدأت بحروب العراق حتى حرب لبنان. وتساءلت هل تكون سوريا خاتمة الأحزان أم خاتمة عهود الاستقلال الذي لم نستحقه بعد؟!
ولفتت الى أن الأزمة السورية انعطفت في طريق التسوية حيث استنفد الطرفان المتصارعان قدرتهما على الإلغاء. وكان يمكن معرفة ذلك قبل هذا الاختبار الدموي الرهيب. لكن الأهم الآن استخلاص العبر والدروس حتى لا تكون النتائج الحالية سببا لتجارب أخرى. وأكدت أنه لا يوجد منتصر، وحجم الخسائر الوطنية يفوق كل تقدير. تخلع المجتمع السوري وفقد الكثير من عناصر قوته ومناعته.
وانفتحت سوريا على تأثيرات الخارج كما لم يحصل في أي زمن سابق. لم تسقط الدولة لكن اختراقها حصل تحت سلطة قرارات مجلس الأمن والمراقبة والمحاسبة. وأوضحت أن المركزية السياسية للنظام انكسرت وضعفت شوكته وانشلّت بعض أدواته وحصلت المعارضة على اعتراف بوجودها وشرعيتها برغم كل تشوّهاتها. قد يكون كل هذا بداية مسار للنهوض بسوريا في مشروع سياسي جديد وقد يكون بداية مسار التفكّك. وعلى السوريين الذين تحوّلوا إلى كتل وجماعات خارج العقد الأمني الإكراهي أن يواجهوا هذه المعطيات وأن ينطلقوا منها في الاتجاه الصحيح.
كانت "المصالحة" مطلبًا قديمًا وصارت اليوم فريضة وطنية. ضحايا العنف المتبادل، أشكال العنف البشعة، التأثيرات على التعايش والتواصل والتعاون، تفترض المصارحة والمصالحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق