د.يحيى القزاز
أعرف ودونتها منذ زمن أن أول من غدر بالثورة وخانها هو المجلس العسكرى وصحبه الإخوان والتابعين للإخوان ممن يزعمون بأن مرجعيتهم إسلامية. وأعرف أن مايحكم الجماعات هى مصالحهم الشخصية وليس المصالح الوطنية. تماهوا مع المجلس العسكرى الخائن منذ اندلاع الثورة، وقبلوا بانتخابات برلمانية تسبق وضع دستور يحدد ملامح الدولة ويكون المرجعية والفصل عند اختلاف السلطات بعضها مع بعض، باركوا هتك عرض العسكرى لبناتنا بدءا من كشف العذرية مرورا بسحلهن فى الشوارع حتى تعريتهن على مرآى من العالم، وباركوا وزارة الجنزورى عند مجيئها، واتهموا الشباب الرافض لتشكيل وزارة الجنزورى بأنهم يريدون تعطيل المسيرة الديمقراطية، واتهموهم وهم يستشهدون دفاعا عن الثورة ورفضا لوزارة الجنزورى بالبلطجة وبكل االصفات التى لاتليق أن تخرج من كاقر ديوث فمابالك لوكان مسلم ملتزم بالدفاع عن الحق وعن العرض. دارت الأيام بأسرع مما نتخيل ودب خلاف مزعوم بدأ بسحب ثقة أغلبية البرلمان من الجماعات من حكومة الجنزورى متعللين بأن هذه الحكومة حكومة تعطيل أعمال ونهب.. يا سبحان الله بعد فوات الأيام اكتشفوا مااستنكروه من قبل ودفع الشباب حياته ثمنا له.
جاءوا للبرلمان مفاخرين بأغلبية ونسوا أن القلة الثورية هى التى فجرت الثورة التى جاءت بهم. واصدرت جماعة الإنكشارية الصهيونية الحاكمة التى لاتعرف شرف العسكرية القانون رقم 4 قبل انعقاد البرلمان بأيام وينص على التصالح مع رموز الفساد من النظام المخلوع، ولم يتقدم نواب الأغلبية من الجماعات (الإخوان ومن على شاكلتهم) بطلب إحاطة أو مناقشة لهذا القانون الذى يدعو للتصالح مع الخونة، ولم يتقدموا بقانون للعزل السياسى، وعندما تقدم للترشح الجنرال عمر سليمان العميل الصهيونى خائن مصر والعروبة والمدية التى يمسكها الصهاينة ويذبحون بها أشقاءنا فى فلسطين المحتلة وبالذات المحاصرين فى غزة، ساعتها تذكروا هذا القانون. وهنا أريد أن أسجل أننى مع ترشح المهندس خيرت الشاطر، وأعتبر أن إقصاءه جريمة فى حق الوطن وفى حق من يحاول ذلك، وانه سجن ظلما وهو لايحتاج إلى رد اعتبار للعمل السياسى، قد تكون الجماعة بحاجة لرد اعتبارها من ذاتها للعمل الدعوى الدينى، فالسياسى الكذب والصفقات والمناورات مباح له، لكن لرجل الدين صدق ومصداقية. وعلى الجماعة أن تعترف أنها جماعة دعو سياسية حتى لايلومها أحد عندما تكذب أو تعد ولاتفى، أما إن كانت تدعى أنها جماعة دينية دعوية فلاينبغى لها ان تكذب، والمؤمن يصنع كل شيئ إلا الكذب. رجل الدين والداعية الإسلامى لايسعى لسلطة ولا سلطان، ويكتفى بالدعوة الخالصة لوجه الله وأن يكون قدوة يشار إليه بالبنان.
أذكر كل هذا ردا على مكالمة صديقى التى يلومنى فيها على التوحد مع الإخوان فى قانونهم المقصود به عمر سليمان، ويحذرنى بأن الاستبداد الدينى أسوأ من الاستبداد العسكرى، وأن العميل هو من يقدر عبى تحجيمهم، أكتب ليعرف أننى أعرفهم ولم أنسى مواقفهم وتوحدهم مع السلطة الحاكمة منذ بدأت الجماعة نشأتها، وصراعها على السلطة، وعند هزيمتهم يمثلون دور الضحية لكسب مزيد من التعاطف الشعبى، وشرحت له أن الاستبداد السياسى المصحوب بالقوة العسكرية أسوأ استبداد تشهده البشرية، وأن الاستبداد الدينى غالبا مايكون لمصالح شخصية لاعلاقة لها بالدين. من يرد السياسة فعليه بآلياتها ومن يرد الدعوة لله فللدعو طريقها.
أعرف كل هذا، ولكن مهما تكن أخطاؤهم فعندما يعودون لصوابهم وينضمون لصفوفنا فى الشارع المصرى، فهم منا ونحن معهم بلاجدال، وأسوأ سوآتهم أشرف مليون مرة من أفضل حسنات خونة الوطن لو كان لهم حسنات. الاستبداد الدينى مرده الجهل والفقر، والاستبداد العسكرى مرده حب السلطة والانتقام من الخصوم والتنكيل بهم. نعم خانت الجماعات الثورة وانقلبوا عليها، وتسارعوا على برلمان منزوع الصلاحية أشبه بدوواين القبائل يجتمع فيه الناس فى الملمات والأفراح.. حسنا فلنمنحهم فرصة ربما يفيقون ويتطهرون، ويسلكون سلوك رفاق درب عرفوا الحق فاتبعوه وفارقوهم غير نادمين. إنهم جماعة بديع وليسوا جماعة المسلمين، فالمسلم الملتزم لايكذب مهما حدث ويعترف بالخطأ ولايكابر.
إننى أدعو كل شباب الثورة لنبذ كل ما أسسته الجماعة من نفور وسد كا خلفته من فجوات، ولايجب أن يقولوا لن ينضموا إليهم ولاشأن لهم ا بمعركة السلطة، فالمستفيد من هذا الكلام هم أعداء الوطن وخونته. هذه ثورتنا وتلك معركتنا، والميادين مياديننا لم نتركها أبدا، فهم الذين تركوها، وعادوا إليها إعترافا بحق نسوه وفضل انكروه، ولكى يتطهروا عليهم بأن يعترفوا بخطئهم، ويعتذروا عنه ليس للثوار المرابضين فى الميدان، ولكن لأرواح الشهداء التى مازالت تحلق فى سماء الميادين مطالبة باستكمال الثورة وجروح المصابين التى لم تلتئم، وأطرافهم المفقودة وأعصابهم التى تريد أن تستريح. أهلا بإخواننا المصريين، ولافضل لأحد عليهم ولاتعال من أحد على أحد. كل اختار طريقه غير نادم، من اختار التضحية والبدء يالدستور خسر حياته والدستور لكنه كسب نفسه وترك طريقا منيرا ومستقيما، ومن اختار السلطة والجاه خاب وخسر وندم وعاد للصواب.
كلنا محتاجون بعضنا لبعض، والأحمق من يغتر بقوته وممتلكاته، فالحق أحق بأن يتبع، والشعب أقوى من القنابل النووية، وكلنا مسلمون، وكفانا متاجرة بالدين. المجد للشهداء والنداء باستكمال الثورة.
عودتكم تزيدنا قوة، والخلاف فى الرأى لايفسد للود قضية بشرط أن يكون خلافا سياسيا وليس متاجرة بالدين. لا وقت لتصفية الحسابات بيننا، فالخطر القادم داهم وأعظم من أى تصور وأقوى من أى احتمال، ولامكان للخونة من أمثال عمر سليمان وشفيق وجماعة الإنكشارية الصهيونية بزعامة طنطاوى ونهاية بالسمج قائد العسس هاتك عرض الفتيات.
الأربعاء 11/4/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق