د . محمد صالح المسفر
2012-04-02
تحالفنا مع امريكا في اضعاف العراق منذ عام 1990 والى ان تم احتلاله عام 2003 وقدمنا الكثير جدا وتبلغ خسائرنا ما يقدر بستين مليار دولار الى جانب تدمير العراق واخراجة الى بحر التجزئة والتفتيت واللامعقول، وخسرنا هيبتنا في ارجاء العالم العربي واخيرا فرضت ايران هيمنتها ونفوذها على العراق كله بمعونة امريكية ونحن من المتفرجين رغم خسائرنا ولا اريد ان استشهد باقوال وزراء خارجيات دول مجلس التعاون في هذا الشأن.
تحالف بعضنا ولو بالصمت في دول مجلس التعاون مع امريكا في حصار السودان والمساعدة بطرق غير مباشرة لتجزئته الامر الذي ادى الى انفصال جنوب السودان عن شماله واقام جنوب السودان علاقات 'استراتيجية' مع اسرائيل بمباركة من حليفنا الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية وخسر العرب والسودان والخاسر الاكبر في هذا المقام مصر 'هبة النيل !! '
لم نعتبر من التاريخ فها نحن اليوم في 'منتدى استراتيجي جديد' مع امريكا من هو المستهدف بهذا التحالف الاستراتيجي؟
ايران لا اظن ذلك ولا اظن اسرائيل، الهند لا اظن ذلك ايضا، كلنا نعلم العلاقات الوثيقة والتعاون الاستراتيجي بين الهند النووية وامريكا، ونعلم التحالف الاستراتيجي بين اسرائيل النووية وامريكا، وهناك تحالف خفي بين امريكا وايران بصرف النظر عن كل التهديدات الامريكية الاوروبية بشان تسلح ايران النووي.
اذكركم في مطلع ثمانينات القرن الماضي تم تدمير المفاعلات الذرية العراقية بمجرد الاشتباه بانه قد يكون قادرا على الدخول في معراج التصنيع النووي ولو سلميا ولم تحتج امريكا واسرائيل الى زمن للتيقن من قدرة العراق الشقيق في هذا الميدان.
في الستينات من القرن الماضي تم اغتيال معظم العلماء المصريين الذين يعملون في هذا المجال لمنع مصر من الدخول في النادي النووي ولو سلميا، ايران تهدد وتتوعد وتتوسع في بناء المنشآت النووية لاكثر من عشرين عاما ولا أحد يحرك ساكنا الا تفاوضا يتلوه تفاوض وفي القريب العاجل ستعلن ايران عن اجرء اول تفجير نووي على اراضيها الواسعة ويكون العالم امام الامر الواقع .
اذكركم بان ايران كانت تعتقل اكثر من خمسين دبلوماسيا في السفارة الامريكية في طهران عند قيام الثورة عام 1979، وعند قيام الحرب العراقية الايرانية زُودت ايران بسلاح امريكي عن طرق اسرائيل وعرف ذلك الفعل بمصطلح 'ايران ـ غيت'، وفوق هذه جرت انتخابات في العراق، وفاز فيها السيد علاوي بعدد الاصوات ولكن ايران ارادت نوري المالكي وقبلت امريكا برغبة ايران وعين المالكي رئيس وزراء أليس ذلك نوعا من التحالف الخفي بين ايران وامريكا؟
السيدة كلينتون في اجتماع الرياض اكدت على' تعزيز الدفاعات الصاروخية البالستية لدول المجلس لمواجهة اي تهديد من جانب ايران للمنطقة 'يذكرنا هذا الموقف بموقف وزير الدفاع كوهين الذي زار الخليج العربي في نيسان/ابريل عام 2000 واكد القول بان هناك خطرا يتهدد المنطقة باستخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية وعليكم ان تتزودوا بنظام الانذار المبكر وكذلك صواريخ 'أ مرام' امريكية الصنع.
السؤال الذي يطرح نفسه هل الوزراء الميامين استطاعوا ضمن محادثات منتدى التعاون الاستراتيجي اقناع الادارة الامريكية فقط برفع الحصار عن اهل غزة والذي طال زمنه؟ امريكا طرحت كل طلباتها منا على الطاولة وحددت طرائق التنفيذ فماذا كانت طلباتنا من امريكا؟
استطيع القول بان التحالف الاستراتيجي بيننا وبين امريكا هو تحالف من اجل مزيد من مشتريات السلاح بكل انواعه من اجل انقاذ الصناعة العسكرية الامريكية من الانهيار وليس بهدف تقوية دفاعات المنطقة عن طريق التصنيع والاعتماد على الذات كما تفعل ايران اليوم، انه تحالف من اجل تحقيق المصالح الامريكية وحمايتها في المنطقة لا اكثر من ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق