قال الدكتور صابر حارس أستاذ الإعلام السياسي ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج أن التاريخ سيسجل موعد إعلان الثورة المضادة عن نفسها بموعد ترشح عمر سليمان في انتخابات الرئاسة المصرية، حيث ظهر للجميع ما كان يُسمى بــ "اللهو الخفي" الذي يدير الثورة المضادة باقتدار، وأعوانه من الفلول والبلطجية وبعض الأحزاب والتيارات السياسية والإعلامية والصحفية الذين يقاطعون الموجة الثانية من الثورة المصرية التي انطلقت من ميدان التحرير الجمعة 13/ابريل، ويدافعون عن ترشح سليمان في محاولة يائسة لخداع الشعب المصري الذي استفاق منذ 25 يناير 2011.
ووصف حارس قرار ترشح سليمان بأنه إنقاذ للثورة المضادة من الموت الذي كان يعتريها بعد انتخابات الرئاسة والدستور باعتبارهما نهاية للمناخ المضطرب الذي سمح بالانفلات الامني والإعلامي والفئوي، وأن الثوار الذين أسقطوا عمر سليمان نائباً لا يمكن أن يرضوا به رئيساً، وأن اتجاهات الرأي العام بمختلف أطيافها باتت على قناعة بأن مجىء سليمان هو تحقيق لأهداف الثورة المضادة وليس لأهداف الثورة كما يعدي هذا الثعلب الذي ينطبق فيه قول الشاعر (برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين).
وقال حارس أن هذا الاسلوب الذي يقوم على خداع الجماهير وتزييف وعيها يشبه تماما أسلوب المنحل الذي يقدم الشر على أنه خير ويشوه الخير ليقلبه إلى شر، كما كان يحدث مع قوى المعارضة الوطنية والإسلامية إبان نظام مبارك، وأكد حارص بوصفه رئيسا لوحد بحوث الرأي العام أن الباعة الجائلين والسائقين وعمال التراحيل وغيرهم الذين يمكن أن نخاف عليهم من الخداع وتزييف إرادتهم باتوا على قناعة كبيرة بألاعيب الثورة المضادة خلال يومين فقط من ترشح سليمان.
وتنبأ حارس بأن سليمان سيلقى مصيراً أسوأ من مصير مبارك نفسه، لأن ترشيحه بعد إعلان اعتزاله مرتين الحياة السياسية بمثابة ارتداد عن الثورة وكفر بها وإعتناق جديد بالثورة المضادة، وهو مؤشر واضح لغضب الرب عليه خاصة بعد إعلان مجرم الحرب وزير الدفاع الاسرائيلي بأن سليمان هو المرشح المناسب لاسرائيل، وأضاف حارص أن الله عزّ وجلّ لن يترك أبداً من كان أداة لمبارك في تدمير الأمن القومي المصري ، والقضاء على القضية الفلسطينية، وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، وتدمير البنية التحيتية والمعلوماتية لحركات الجهاد الاسلامي وتلسم ملفات ومفاتيح القضاء عليها للكيان الصهيوني، ومهندس صفقة بيع الغاز المصري لإسرائيل بثمن بخس، وأكد حارص أن ترشح عمر سليمان يشبه تماماً موقعة الجمل التي أدت إلى إشعال الثورة من جديد بعد أن كان معظم الثوار تركوا الميدان وعادوا إلى منازلهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق