د . عبدالسلام العاقوري
جامعة بني غازي
تابعنا مؤتمر المصالحة في طرابلس.. كنا نتطلع إلي مصالحة بين طرفين متصارعين ... يسقط كل طرف حقه لصالح ليبيا وأمنها واستقرارها وليس مؤتمر من طرف واحد .. كنا نتمنى أن يحضر بدلا من شيخ الفتنة (القرضاوي) شيخا من شيوخ المعاقل الأخيرة.. التي لم ترفع بعد الراية البيضاء..
وواجهت بصمود ( أسطوري ) غارات الناتو البحرية والجوية علي مدي سبع شهور..كذلك شيوخ واعيان قبائل ( برقه ) التي احتفظت لنفسها بمسافة من الصراع !!!
وتكتمل الصورة .. أذا ما تواجد معنا منظمات حقوق الإنسان.. والأمم المتحدة.. والجامعة العربية.. وممثل الناتو..( كلهم شهود وشركاء )..
المصالحة شيء حميد.. ولكي يطمئن كل ليبي علي أمنه..وغده.. علينا أن لا يشعر احد بغبن أو استعباد..أو استبعاد..لكي نداوي جراحنا ... كما قال الشيخ الغنوشي (لنعالج النفوس .. ونتصارح)..
اسمح لنفسي.. أن اعبر عن طرف غاب عن هذا اللقاء.. واللذين استقبلوا ثلاثين ألف غارة جوية.. وعشرات الآلاف من صواريخ كروز.. وخاصة أبناء الشعب المسلح في قواعدهم.. البرية.. والبحرية.. والجوية.. واللذين شردوا من مدنهم.. وقراهم..
واللذين تمت استباحتهم.. واللذين قتلوا.. أو اسروا.. علي مسمع من وسائل الإعلام.. والمنظمات الإنسانية.. واللذين توزعوا في تونس.. الجزائر.. المغرب..مصر.. النيجر.. تشاد..
وأخرجوهم من ديارهم لمجرد أنهم شاركوا في مسيرة تأييد.. ( لم يحفظوا النشيد ).. رغم أنهم يقولون عند كل بوابة ( الله اكبر فوق كيد المعتدي ) هؤلاء ليس حزبا..
أو مدنية هؤلاء ينتمون إلي مدن تبدأ من النوايل.. ورقدالين غربا.. حتى قبائل المنفه و الحبون والقطعان شرقا.. ( مرورا ) بوسط ليبيا وجنوبها.. كقبائل ورفلة.. القذاذفة.. أولاد سليمان والفرجان.. إلي الجنوب حيث قبائل الطوارق.. والتبو..اللذين حسبوا علي ثورة الفاتح.. ومازالوا يرفعون علمها الأخضر.. علينا أن نتحلى بالصبر و الشجاعة لمواجهة الحقيقة وتشخيص الواقع..
لكي نخرج بليبيا.. ونتحمل مسئوليتها جميعا ( سلام الشجعان ) نترك الماضي.. وننظر إلي المستقبل..نتعايش فيه.. ويعيش فيه أبنائنا بروح التسامح.. طالما سنبني دولة ليس فيها..غبن.. أو ظلم.. أو تهميش.. أو بطولات بمدافع م / ط..
كلنا فرسان.. كلنا أبطال.. ولكننا للأسف أجرمنا في حق أنفسنا.. وبلدنا.. وأيدينا ملطخة بالدماء.. إذا لنصل إلي ذلك يجب :ـ
أولا :ـ أن يصدر عفوا ) عاما (.. غير مشروط.. سوي من يجب التحفظ عليه من الطرفين..واللذين يثبت عليهم جرما مشهودا ) مع وعد بمحاكمات عادلة (.. وتحت إشراف دولي ولن تكون عادلة في الدولة الحالية ..) لأن الحكم هو الخصم ( والإفراج الفوري عن الأسري.. دون تحقيق أو محاكمات منذ شهور..
ثانيا :ـ دعوة جميع العائلات الليبية المشردة في الداخل والخارج.. بالعودة الفورية الي ديارها مع كافة الضمانات وإرجاع ممتلكاتهم..وعودتهم لأعمالهم ..و أولهم السيدة صفية و السيدة عائشة و أطفالها الرضع ( أعرف أن مشائخ قبيلة البراعصة ساعون لذلك حتى بدون هذا النداء)..
ثالثا :ـ علاج جميع الجرحى دون تفرقة.. فكلهم أبناء هذا الوطن..
رابعا :ـ معاملة اللذين قضوا علي قدم المساواة فمن مات تحت قصف الناتو هو أيضا ابن هذا الوطن..
خامسا:ـ تعامل كافة المدن الليبية ( المدمرة) بنفس الطريقة علي قدم المساواة..
سادسا :ـتحريم التنابز بالألقاب من قبل الطرفين ( وسن قانون لذلك )..
سابعا:ـ توسيع المجلس الانتقالي.. ليشمل كافة المدن الليبية ليكون له معني.. وطعم.. ومصداقية.. وان تشكل معارضة داخل المجلس.. ليحترمنا العالم ويفرج عن أرصدتنا.. ويثق في التعامل معنا..
علينا أن تذكر بأننا شعب واحد..من أجرم فهو منا.. ومن أصاب فهو منا وليس لنا خيار إلا أن نخطو هذه الخطوات لنقطع هذا الطريق أما العكس هو المواجهة الحتمية التي لن ينجوا منها احد.. كذلك لن ينتصر فيها احد..
اعرف أن هناك من الطرفين من يكيل الشتائم الآن.. قد أكون دافعت عن طرف غائب يراه الآخرون مهزوما.. ( ولا ينبغي معاملته بندية ) وهولا يعترف بالهزيمة..و يعد العدة ولسان حالهم يقول.. بأن.. الناتو رحل؟!
وتبقي زوارة محاصرة بين الجنوب التونسي المؤيد للقذافي.. وقبائل النوايل.. والعجيلات.. ورقدالين..وتبقي الزاوية.. محاصرة بين.. صرمان.. وورشفانه..
وتبقي طرابلس محاصرة بين الهضبة.. وبوسليم.. ومن خلفهم النواحي الأربعة.. بدعم من ترهونة التي تحالفت طوال هذه المواجهات مع قبائل ورفلة.. والتي تحاصر في الوقت ذاته مصراته من الجنوب.. وزليتن من الغرب.. وشرقا قبائل سرت.. المسنودة من وسط وجنوب ليبيا في فزان
(لم اذكرها هنا )..قبائل المشاشيه.. والصيعان.. والرجبان.. والرحيبات.. والاصابعه.. والإخوة بين قبائل الزنتان.. وورفلة ..وفرسان قصر الحاج.. وأولاد أبو سيف..
أما شرق ليبيا فهذا موضوع أخر سيعبر عن نفسه في الأيام القليلة القادمة..
قد يتم الطعن في القول.. وقد يحضر نيابة عن هؤلاء من يدعي تمثيل هذه القبائل ورفله..(كما فعل د. محمود الورفلي في الإذاعة القطرية ليبيا الأحرار ).. ورأينا كيف كانت بني وليد..
قد يتهمني أخر بأنني أروج للقبلية.. وللصراع التاريخي مع الترك.. والطليان بين قبائل الساحل والصحراء..
إنني اشرح واقعنا.. جيدا وأريد أن انقله جيدا.. قبل فوات الأوان لإخوتي اللذين غادروا ليبيا منذ عقود وعادوا فاتحين من اجل عقود أخري؟!
الحقيقة التي وددت أن أقول.. بان الحقد لن يأتي بالحرية والعدالة أو الديمقراطية.. وإنما يعود بنا هذا الصراع الذي تفجر بعد معركة القرضابية المجيدة ..
ولذلك ولكي أكون متوازنا مع نفسي وصادقا معكم.. أعلن أنني سامحت كل من أخطأ في حقي.. أهلي.. أو شتمني ( وهو يقرأ هذا المقال..
وأخيرا:ـ
أذكر كل اللذين يتألمون لفقدان أعزاء بقول الله تعالي..
) فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ( ..
هذا ... أذا أردنا سلاما أهليا.. واستقرار.. وغدا يذهب فيه أولادنا معا للدراسة..ونصدر نفطنا من هذه الصحراء..وينطلق فيها ( نبعا جديدا ) وهو السياحة و يصبح هناك امنا و أمل.. و عندها نقول حمي الله ليبيا أو على ليبيا السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق