شبكة البصرة
المحرر الثقافي لوكالة انباء الرابطة
سقط فنيا مثلما سقط سياسيا حينما ذهب ذليلا مدفوعا نحو حكومة نصبها الاحتلال الامريكي في العراق المحتل.
نصير شمة الذي افلس فنيا، والذي روجت له دوائر تركز على افراز نماذج رخوة لتعتبرهم مبدعي هذا الزمن، لم يفعل أي شيء لبلده سوى تمجيد احتلالها ومباركة عمليات التعذيب في السجون العراقية المعترف بها حتى من منظمات امريكية او موالية لها.
في صعوده الاخير على المسرح تجد ان شمة والعود لا يعيشون الفة، وليس بينهما تناغم. هنا يبدا النضوب الفني، ومن هنا يكون السقوط السياسي سهلا إن كان الفنان لا يريد الاعتراف بأن ما في جعبته غير رصيد سابق سرعان ما ينتهي أمام جديد اكثر جمالا.
لماذا يلجأ فنان للاسترزاق من حكومة تمارس القتل والتعذيب.
عندما يقال ان العراق فيه انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الانسان وعندما يكون العراق في طليعة من ينفذ حكم الاعدام بحق من لم يحظ بمحاكمة عادلة ويذهب شمة إلى هناك فهو يبارك كل هذه الجرائم.
لا يوجد وصف يليق على المبدع الذي يتعامل مع حكومة تعذيب وقتل إلا أنه مثلها، طائفي و في داخله يكمن كل الحقد على المعارضين للاحتلال الامريكي وما نتج عنه.
يدرك "شمة" إن آله لحنه ذهبت لتعزف للقتلة وكل ما صنعه الاحتلال الامريكي، وهو يجد الامر عاديا ولا بأس به طالما إن القاتل من طائفته و القتيل من طائفة اخرى. هل يمكن ان يصل الانحطاط بالانسان لهذا المستوى من التفكير؟
حاول ان يتقرب للاحتلال الامريكي بصناعة تاريخ زائف له، باعتباره كان مضطهدا خلال عهد الحكم الوطني قبل الاحتلال عام 2003.
لا يستطيع ان ينكر هذا المولود عام 1963 ان الحكومة العراقية التي يشتمها هي من ارسلته منذ عام 1985 لفرنسا ودول لا تعد ولا تحصى. وفي سنوات 1980-1988 كان السفر صعبا على العراقيين بسبب التصدى للعدوان الايراني فيما عرف بحرب الخليج، لكن ولانه جزء من حركة فنية قريبة من الحكم الذي لم يكن يفرق بين السني والشيعي، المسلم وغير المسلم، كان يحظى بافضل الفرص.
شمة بعد ان تم محاصرة العراق، وجد ان السفرات والرحلات قلت. فلم تعد الحكومة لديها المقدرة على ارسال وفود عديدة.
قصة سخيفة يرويها انه كاد ان يعدم من قبل الحكومة العراقية قبل الغزو ومرتين وليس مرة.
ولماذا يتم اعدام عازف عود لم يكن له صيت حينذاك؟
لا هو معارض ولا هو مبدعا له توجها ابداعيا يتعارض مع الحكم.
كان جزء من شلة تتواجد دوما من كتاب او عازفين او شعراء وهي حالة تستنزف الاوساط الثقافية العربية.
ومن الامور التي يمكن ان تثير الضحك ادعاءه انه كان معتقلا في سفارة العراق في الاردن، وكأن السفارة لها شرطة تعتقل في بلد اخر.
شمة الذي لم تدعمه الجامعة العربية إلا لانه كان يبرر الحصار الاقتصادي لمدة 13 عاما على العراق بحجة ان النظام الذي حارب امريكا والعدو الصهيوني كان يضطهد المثقفين.
ولا ادافع عن سجل الحكم الوطني في العراق في مجال حقوق الانسان لكني فقط اورد حقائق ماحدث ويحدث.
صنعت له الجامعة بدعم من دول خليجية بيت العود، لاثبات إن من يخون وطنه يمكن أن يكون مبدعا، بل ويمكن ان يكون استاذ لمبدعين على شاكلته.
تم صناعة شمة من خلال دوائر مشبوهة فقط من أجل اثبات إن من يعزفون لبلدهم لا يريدون الحكم الوطني في العراق، وهو ما يعني إن الحصار أمر لابد منه من أجل اسقاط الحكم.
نعم لولا الحصار لما كان الغزو الامريكي حدث بهذه الصورة والنتائج، ولما كانت الميلشيات الشيعية الصفوية التي نصبها الاحتلال الامريكي هي من تحكم والتي ذهب إليها شمة من اجل شمة من نوع مختلف.
نصير شمة حدد لنفسه سعرا، وهو ثمن جعله يصرح أنه سيعود للعراق المحتل.
شمة هذا لم يقرأ أي تقرير لأي منظمة لحقوق الانسان عن عمليات التعذيب بالعراق، فهو لا يهتم ان كان الذي يتعذب معارض لحكومة صنعها الاحتلال الامريكي او مقاوم او عالم أو استاذ لا ذنب له سوى رفض الاحتلال وما نتج عنه.
في حفلاته الاخيرة، وبامتياز لم يقدم شمة سوى مكررات سابقة، وما جديده سوى تجميع محترف من مبدعين اخرين.
وفي حفلة في شمال العراق حيث تنشط المخابرات الصهيونية ذهب شمة، ومن سمعه، أدرك ان الرجل أفلس، ويدور حول نفسه.
لم يعد لديه ما يقوله، لانه سياسيا سقط، لايمكن ان تكون مع العملاء والقتلة والذين يمارسون التعذيب وتدعي أنك مع الانسانية.
الكذب جزء اساس في شخصيات مثل شمة، جزء يجعلهم لا يسألون أنفسهم لماذا أكون مع حكومة صنعها الاحتلال الامريكي رغم أني أقول اني كنت ضد الاحتلال. لماذا اقول اني انسانيا رغم اني أؤيد التعذيب في المعتقلات والتعذيب.
هل تعرفون لماذا عاد شمة، لانه طائفي والذي يحكم العراق هو الجزء العميل في طائفة شمة لا غير.
لكن الابداع قيمة واخلاق ولا يمكن أن يكون مع العملاء والقتلة ومن ينتهك حقوق الانسان، لا يمكن لأن الابداع رسالة للانسانية لا يمتلكها شمة ولا كل من ذهب معه.
شاعر عراقي كبير قال لي إن مثل شمة هناك كتاب من العراق لم ينطقوا كلمة واحدة ضد الاحتلال الامريكي ولا ضد التعذيب في السجون، وعندما قال لهم لماذا رغم ان الحكم رجعيا ودينيا يتعارض مع توجهاتكم وجدوا كل الحجج ليبرروا فعلتهم، وشمة احدهم سواء التقى بهذا الشاعر او لم يلتق.
08/04/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق