بسم الله الرحمن الرحيم ،،،
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله وأحسنهم جواراً وخير من أستجير به وأجار ،،،
أما بعد ،،،
إخواننا وأهلنا في مصر قلب العروبة والإسلام ،،، رئيساً وحكومةً وشعباً .
مصر الكريمة بأهلها والعزيزة بجيشها والقوية بشبابها وعمقها العربي والإسلامي .
مصر الكرامة والمروءة والشهامة وكرم الضيافة وحسن الجوار .
مصر بكل أطيافها وكل سكانها من الحدود إلى الحدود .
مصر التي كانت لنا سنداً إبان فترات الاستعمار وملجأً لنا ولغيرنا من أبناء الأمة وكنا لها عوناً في حروبها وأزماتها .
مصر التي يشد إليها الرحال ومنجبة الرجال وقاهرة الأنذال وبيت العرب الكبير .
نحن هنا في ليبيا صعقنا وقُضّت مضاجعنا من الأخبار التي ترددت عن اعتقال أبنائنا في مصر في جنح الليل واقتحام حرمات بيوتهم وترهيب أطفالهم ونسائهم وشتمهم وسبّهم وإذلالهم وهم نيام" في جوار أهلهم المصريين ، لا لذنب اقترفوه إلا أنهم من تلك القبيلة أو من تلك المدينة التي قاومت طائرات الناتو عدو الله ، وجاءوا لمصر يطلبون الأمن والأمان بعد أن طاردتهم طائرات الناتو وقتلت من قتلت منهم ودمرت بيوتهم آلة القتل الهمجية الوحشية الأمريكية الأوروبية التي حولت ليبيا إلى مستنقع مرعب يقتل فيه الأخ أخاه ويسلخ البشر جلود بعضهم دون أي واعز إنساني أو أخلاقي .
فهل يعقل يا أهلنا في مصر أن يحدث هذا أمام أعينكم ؟
أهكذا يكون حسن الجوار وحق المستجير في الإسلام وفي العرف والتقاليد العربية ؟
أهكذا إصلاح ذات البين والتراحم بين الناس الذي أوصى به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وأمر به كتاب الله عز وجل ؟
إخوتنا وأهلنا في مصر ،،،
كان الواجب منكم حماية المستجير المضام والضيف المطارد والقلوب الجريحة المهانة والتدخّل في ليبيا وحث الجميع على المصالحة الوطنية ولم الشمل وحقن الدماء وجمع الصف وتوحيد ليبيا المشتتة المتقاتلة في ما بينها ،، ليبيا الموت والتشرذم والدمار ،،، لا أن تزكوا نار الفتنة بيننا وتسلموا أبنائنا إلى غرف التعذيب والمشانق وتقطيع الأوصال حيث الهولوكست الفظيع حين غاب صوت العقل والإحساس بالإنسانية .
إخوتنا وأهلنا في مصر ،،،
ما قصدكم أبنائنا ولا جاءوا لكم إلا لإحساسهم واعتقادهم أنهم في مصر في مأمن من زوّار الليل ومسالخ البشرية ومحارق الأبرياء ،، مصر التي قال عنها تعالى (( ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ )) ،، مصر التي لم يشوّه تاريخها السياسي والإنساني والأخلاقي أي حادثة مثل هذه ، تمسّ كرامتها وشرفها وكبريائها وتاريخها ،، حيث كانت ملجأ" للملوك والأباطرة والسياسيين والمناضلين والفقراء المحرومين المغبونين ونأمل أن تكون كما عهدناها وكما يحبها الله وكما يحبها عباده .
إخوتنا وأهلنا في مصر ،،،
أحمد قذاف الدم ورفاقه المعتقلين هم أمانة في أعناقكم وضيوفا" لديكم وجعلتهم الأقدار اليوم مقياسا" للكرامة المصرية والعروبة المصرية والنخوة المصرية ، ليس لهم ذنب" في ما حصل ولم يكونوا في هذا الجيش أو ذاك ولم يسبّبوا أي ضرر لاى إنسان وكانوا من دعاة إصلاح البين وحاولوا في مرّات عدة إجراء مصالحة وطنية بين الإخوة المتقاتلين وبعض تلك المحاولات كانت بإشراف الدولة المصرية وأجهزتها ، وكان الواجب من الدولة المصرية وفخامة الرئيس محمد مرسي دعم هذا الجهد وإصلاح الوضع في ليبيا والضغط في هذا الاتجاه ، ولكن للأسف الشديد حدث العكس والغير متوقع والمجهول أسبابه حتى ألان .
إخوتنا وأهلنا في مصر ،،،
هنا في ليبيا مئات الآلاف المصريين كان من السهل علينا ترك شبابنا الطائش ودفعهم نحو التصعيد والانتقام ولكن المصريين المقيمين هنا لا ذنب لهم في شئ وهم في جوارنا وضيافتنا نتقاسم معهم الحلوة والمرة منذ عشرات السنين ، ونتذكر في هذا الصدد العديد من الجرائم التي ارتكبها المصريين في ليبيا والتي كان الفضل للأخ " احمد قذاف الدم " في حلّها وإخراجهم من السجون وفي الكثير من الحالات قام بدفع الديّة عنهم ومساعدتهم بشتّى الطرق ، فهل جزاء الإحسان الّا الإحسان ؟ وهل يكون هكذا جزاء من قاتل جنبا" إلى جنب في حرب أكتوبر مع أخوته المصريين وجاء لهم بالأموال والسلاح اللازم للحرب وجاء لهم بالاستثمارات الهائلة التي فتحت البيوت وعاش منها الكثيرون في البلدين والانجازات تتحدث بنفسها في كل ربوع مصر ،،
إخوتنا وأهلنا في مصر ،،،
نطالبكم ونحن في أشد ساعات الأسى والذهول ، بحماية الليبيين المقيمين في مصر والذوذ عنهم وعن بيوتهم وعن حقوقهم ، حفاظا" على أواصر الإخوة وروابط الدم والمصاهرة وحتى لا يضيع المعروف بين الناس .
ونطالب فخامة الرئيس " محمد مرسي " بالتدخّل شخصيا" للإفراج عن أبنائنا وان كان لابدّ من تبيان الحقيقة فليحاكموا في مصر من هذه التهم الهزيلة الواهية ونحن على ثقة كاملة في برائتهم وان كانوا مذنبين فلا يسلّموا إلى ليبيا إلا بعد قيام دولة العدل والقانون ونهاية دولة المليشيات والمحارق وعصابات الموت ، ولنا في ما حدث للدكتور البغدادي المحمودى الذي سلّمته تونس لليبيا وعبد الله السنوسي الذي سلّمته موريتانيا لليبيا خير مثال ، حيث تم تعذيبهم وتكسير عظامهم ومنع الزيارات عنهم وربما حتى قتلهم وهذا لا يرضى الله ولا رسوله والقاعدة القانونية تقول المتهم برئ" حتى تثبث إدانته ، ناهيك عن عشرات الآلاف عن المعتقلين دون تهم واضحة ودون محاكمات تحت التعذيب والإذلال في سجون المليشيات السرية والعلنية حيث ما يسمى بالدولة لا حول لها ولا قوة تقف عاجزة" بالكاد تحمى نفسها ،
وفي الختام ،،، بيننا وبينكم تاريخ" مشترك وجهاد" وفداء ،، ودماء ومصاهرة" ونسب ،، وجوار" منذ الأزل وقبائل من عرق واحد تتواجد في البلدين تشكّل أعدادها الملايين وكلنا أمة" واحدة وما هذه الحدود إلا ترسيخ" للفرقة والتقسيم زرعها الاستعمار فينا ، فلا تفسدوا هذه العلاقة الطيبة الصافية ولا تقطعوا حبال الود والأخوة ولا تسمحوا لحكومة ليبيا الزائلة المستوردة بابتزازكم مثل ما ابتزّت تونس وموريتانيا وخلّفت لهم عارا" لن يمحى من صفحات التاريخ ، ولن يرضى مواطن مصري بأن يطعم أولاده طعاما" من مال كان ثمنا" لروح بشرية يحاسب عليها عند الله يوم تلتقي الأشهاد .
إفعلوا ما يمليه الواجب والضمير وما تمليه كرامتكم وكبريائكم ونحن على ثقة في أنكم لن تخدلونا ولن تخذلوا من استجار بكم وندعوكم للعب الدور المحترم في لم الشمل والإصلاح بين إخوتكم في ليبيا ،،، حيث سندكم وعمقكم التاريخي والاستراتيجي يا خير أجناد الأرض وخير من دافع عن العروبة والإسلام ،،،
عاشت العروبة والإسلام ،،، عاشت مصر الكبيرة عاصمة ودرع العرب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعيان ومشايخ القبائل الليبية الشريفة
ليبيا ـ 22/3/2013م ،،، الجمعة المباركة
هناك تعليق واحد:
لا صوت يعلو فوق صوت الشعب الليبي الحر وهدا الكلام لا يعبر عن ارادة الشعب الليبي ولا يحق لك ان تتكلم با اسم قبائل ليبيا لان قبائل ليبيا اشرف من قبيلة بعينها تتحدث عنها وعن نظام طاغية كان يحكمها ولن يفلت احد من العقاب أن الله يمهل ولا يهمل
إرسال تعليق