هل يستطيع د. محمد مرسى أن ينجح
بمفرده فى الخروج بنا من المأزق ؟
هل يستطيع وحده أن يعيد الانضباط
للشارع ؟
هل يستطيع بمفرده أن يعيد عجلات
الإنتاج إلى الدوران ؟
هل يستطيع أن يعالج الخلل والعجز فى
الموازنة العامة ؟
أسئلة كثيرة تدور فى ذهن أى مراقب
محايد
،والإجابة المحايدة والحقيقية
:
- طبعا لا
والأسباب معروفة للجميع ، لكن أسباب
كثيرة تقف حائلا ،
مثلا الاتهام بأنه لم يترك الإخوان
المسلمين ولم يتم فطامه منها ، بل يعطوه الأوامر وهو ينفذ .
وأنا اعتقد أنه لايمكن انفصاله بأى
حال من الأحوال عن الإخوان المسلمين ، أو حزب الحرية والعدالة ، حتى ولو أقسم بأغلظ
الأيمان ،
بل على العكس أرى ليس من حقه فعل ذلك
... لماذا ؟
أولا : لأنه مرشح حزب الحرية
والعدالة فى انتخابات الرئاسة ، ولم يدخل الانتخابات مستقلا مثلا ، أو تحت عباءة
حزب آخر ، حتى يتنكر لحزبه وجماعته !!
ثانيا : من الذى سانده فى الانتخابات
وصمم له السلاسل البشرية التى قامت على أكتافها الدعاية ، بل والأخطر من ذلك ، من
الذى موّل الحملة الانتخابية له ؟ ...
هل موّلتها تبرعات شعبية مثلما يحدث
فى الغرب أم موّلها حزب الحرية والعدالة أو بالأحرى جماعة الإخوان المسلمين بدون
لف أو دوران ؟
ثالثا : بلغة المصريين "إللى
ملوش خير فى أهله م لوش خير فى غيرهم" ، يعنى إذا تنكر لحزبه وجماعته يكون لا
آمان له ،
بل على العكس أرى أن من يطالبه
بالابتعاد عن حزبه يكون ضد الشكل الديمقراطى نفسه ... لماذا ؟
لأن الأمر ببساطة موجود فى أعرق
الدول الديمقراطية ،
مثلا الرئيس الأمريكى باراك أوباما
هو مرشح الحزب الجمهورى ، ولم يتخل عن حزبه وسياساته بعد نجاحه ، وفى الدورة
الثانية سعى حزبه لترشيحه ورشحه حزبه ، ولم يقل أنه ملك كل الأمريكان مثلا ، فإذا
نجح أوباما فإن ذلك يعنى أن حزبه فاز ،و إذا خسر يعنى ذلك أن حزبه خسر ،
والأمر كذلك فى إنجلترا ، السجال
دائر بين حزبى العمال والمحافظين ،وفرنسا كذلك ، وإسرائيل أيضا ،
لكن الأمر يختلف هناك ولابد أن يحدث
عندنا مثلهم ، وبدون لف أو دوران ، إذا فاز الرئيس لابد أن يعمل لصالح الشعب كله
وليس من أجل جماهير حزبه ،
نعم قد ينفذ سياسة وأفكار وأيديولوجية
وخطط حزبه ، لكن ليس من أجل تحقيق مصالح لبعض أفراد حزبه أو حتى لحزبه ككل ، لكن
من أجل تحقيق الرخاء لكل أفراد شعبه .
هل يستطيع د. محمد مرسى أن ينجح
بمفرده فى الخروج بنا من المأزق ؟
مثلا إذا قضى على البطالة بتوفير
مئات الآلاف من فرص العمل ـ تكون الفرص لكل العاطلين ، بغض النظر عن انتمائهم
السياسى أو الدينى ، ما داموا يحملون الجنسية المصرية .
وإذا ذهب للخارج ومعه وفد من رجال
أعمال يجب أن يكون المعيار هو مدى الفائدة التى ستعود على مصر أولا باعتبارهم
مصريين ، وليسوا أعضاء فى الحرية والعدالة أو الإخوان المسلمين ، فلا يعقل أن
نستبدل أحمد عز وشلته بخيرت الشاطرو حسن مالك وشلتهم !!
أوباما مثلا رفض تغيير وزير ينتمى
للحزب الجمهورى لأنه كفاءة ، ورئيس الوزراء التركى حين زار مصر ومعه وفد من رجال
أعمال ، لم يكن معيار اختيارهم انتمائهم لحزبه ، لكن انتمائهم لتركيا وشعبها.
ما أريد أن اقوله : ليس مطلوبا أن
يتبرأ محمد مرسى من حزبه وجماعته ، وليس مطلوبا منا أن نطالبه بذلك
لكن نطالبه بأن يعمل من أجل مصر كلها
،
وليس مطلوبا أن تتخلى جماعة الإخوان
المسلمين وحزبها عن محمد مرسى ،
لكن المطلوب دفعه للنجاح ،
ليس بتوزيع المناصب والغنائم ، لكن
بالعمل الجاد وحشد الهمم للعمل وأن يكونوا نموذجا وقدوة ، لأنهم يرفعون شعار الدين
مع السياسة ، وإذا كان هذا الشعار قد نجح فى تجميع الأصوات فى الانتخابات
البرلمانية والرئاسية ، فالخطر سيكون كبيرا جدا إذا فشلوا ، ليس على المستوى
السياسى فحسب ، لكن على المستوى الدينى وهو مانحذر منه منذ سنوات
.
والسؤال ماعلاقة ذلك بالأسئلة التى
طرحتها فى بداية المقال ؟
اقول بصراحة أشعر أن هناك حالة من
التربص وتمنى الفشل للدكتور محمد مرسى ولجماعة الإخوان المسلمين ؟
وللأسف اختلفت الأسباب ، لكن الهدف
واحد ،
فى خندق المتربصين بمرسى وجماعته يقف
كثيرون :-
**الفلول ، وأسبابهم معروفة ، فقد
نجح مرسى بعد أن كان مرشحهم أحمد شفيق على مقربه ، ليس بالفوز برئاسة الجمهورية ،
بل بالعودة بمصر إلى ماقبل 25 يناير وما أدراك بذلك !!
**والقوى المدنية موجودة فى خندق
المتربصين ، وتنتظر ولوعلى مضض ، وتتمنى فشله ، لأن نجاحه يعنى نجاح للدولة
الدينية على حساب الدولة المدنية ، وفشله يعنى القضاء على مستقبل تيارات الإسلام
السياسى .
**والموظفون سواء كانوا عمالا أو
مدرسين أو سائقين أو أطباء ... الخ ،فاض بهم الكيل وطفح بعد نحو عامين من الثورة و"حالهم
" فى النازل مع غول الغلاء وضعف مرتباتهم ، لذلك يتمنون فشل مرسى ، أو يعملون
على إفشاله وعرقلته بالمظاهرات الفئوية والاعتصامات والاضرابات ، بعد أن سادت
بينهم شعارات الفلول أن أيام مبارك كانت الأفضل .
هل يستطيع وحده أن يعيد الانضباط
للشارع ؟
**وعمال القطاع الخاص يحاولون
باعتصاماتهم ضد بعض أصحاب الأعمال إفشال مرسى ، باحتجاجاتهم التى تؤدى إلى هرب بعض
رجال الأعمال أو دفعهم لإغلاق مصانعهم أو تصفيتها ،أو بإرسال رسائل سلبية إلى أى
رجال أعمال أومستثمرين يفكرون فى المجىء لمصر.
** والبلطجية يريدون إفشال محمد مرسى
لأن استقراره يعنى زوال دولة البلطجة التى رفعوا رآياتها منذ الانفلات الأمنى
المصنوع يأيدى أباطرة النظام السابق ، لذلك يعملون بكل قواهم وبدعم الفلول ورجال
أعمالهم على تثبيت أركان دولة البلطجة ، ولن يتم ذلك إلاعلى انقاض حكم محمد مرسى
.
اقول كمان ولا كفاية
اعتقد أن ماذكرته من أمثلة دال ،
ويجيب عن الأسئلة المطروحة
لذلك اقول وأنا لست من الإخوان
المسلمين ، بل اهاجمهم أحيانا وأدافع عنهم أحيانا ، على حسب الموقف والفعل
ليس لدى توكيل على بياض أقدمه
للإخوان وحزبهم وحكومتهم .
ولا أملك بالتالى مدفعية ثقيلة تدافع
عنهم على طول الخط
لذلك اقول : لن ينجح مرسى بمفرده
ونحن نتفرج عليه انطلاقا من الأية القرآنية المعروفة التى خاطب فيها أهل موسى
نبيهم الكريم "اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون"
لن ينجح مرسى فى قتال الفقر والجهل
والبطالة وضعف الانتاج والتخلف وحده ، وها نحن معتصمون ومضربون ومتربصون
.
وعلى فكرة إذا فشل مرسى ستغرق
السفينة ، أقصد مصر بنا جميعا لأن الثقوب والوهن أصابت كل الجسد،
ولن ينجو منها أحد ، سواء كانوا من
الإخوان المسلمين أو من الليبراليين أو اليساريين.
والأسباب كثيرة
قد يقول قائل : مرسى ليس بمفرده ،
تقف خلفه جماعة الإخوان المسلمين
الإجابة بسيطة : وهل الإخوان
المسلمون هم كل أهل مصر؟
طبعا الإجابة لا
والأهم من ذلك إذا نجح مرسى نجونا
جميعا وإذا فشل سنغرق جميعا ، ولاوقت الآن إلا للعمل من أجل مصر وناسها الطيبين
وليس من أجل عيون مرسى ولا الإخوان المسلمين.
أرجوكم أسرعوا قبل فوات الأوان
!!!
yousrielsaid@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق