الغريب أن البعض يوجه سهام النقد إلى
الرئيس محمد مرسى بكل ما أوتى من قوة وكأنه جاء فى ظل رخاء اقتصادى تركه له أسلافه..
فيتعاملون مع خطة الـ100 يوم على أنها فترة ولايته وكان عليه أن يصلح البلاد
والعباد خلال هذه الفترة لدرجة أن بعض النشطاء الفلول على الـ"فيس بوك" أطلقوا
الدعوات للتظاهر يوم الجمعة المقبلة من أجل إسقاطه بسبب مزاعمهم بفشله فى إدارة
الدولة.
من المؤكد أن تقييم الرئيس خلال
المائة يوم مهمة من أجل تصحيح المسار ومعرفة أوجه القوة والضعف وخاصة فى ظل الوعود
التى أطلقها للملفات الخمسة وهى: الأمن والمرور والوقود والخبز والنظافة.
وبالفعل بدأ الرجل منذ توليه الرئاسة
فى إطلاق مبادرات حول هذه الملفات؛ ولعلنا لمسنا جميعا ما أنجزه الرجل فى ملف
الأمن وهو أهم الملفات على الإطلاق؛ حيث تم القبض على عشرات البلطجية وضرب عدد
كبير من البؤر الإجرامية وشعر المواطن بالتحسن الكبير فى هذا المجال. كما شهدنا
تحسنا إلى حد ما فى المرور.
وبالنسبة للنظافة، تم إطلاق مبادرة
وطن نظيف وكان هناك تجاوب كبير من الشعب فى المشاركة وتم تفعيل الأجهزة الحكومية
والمحليات، إلا أن هذا الملف وملفى الوقود والخبز لم يتحقق فيها شىء يذكر.
وبعيدا عن التقييم الذى سيختلف من
شخص إلى آخر، يجب أن نعترف أنه من الظلم أن نُقيِّم الرجل دون النظر إلى المناخ
الذى جاء فى ظله وهو انهيار الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية تماما بعد ثورة
يناير تحت حكم العسكر وسبقها 30 عاما من التدمير للاقتصاد المصرى ونهب ثرواتها فى
عهد المخلوع.
ومرسى رغم كل هذه الأزمات استطاع أن يحافظ
على مؤسسات الدولة وأسقط حكم العسكر سريعا لكى ينقلنا إلى الدولة المدنية التى
كانت أحد أهم أهداف ثورة يناير.. وقراراته التاريخية بتعيين نائب له ومساعدين
ومستشارين تعطى مؤشرا على نهاية حكم الفرد.. وإسقاط ديون الفلاحين يعطى مؤشرا مهما
على أنه يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاهتمام بالطبقات الأكثر فقرا.
الشارع المصرى شعر بأن هناك تغييرا
حقيقيا فى أداء مرسى، ولكن يبقى أن يستعين الرئيس بكفاءات أكثر فاعلية تساعده على
تنفيذ مشروعه وخاصة بعد الفشل الذريع لعدد من الوزراء والمسئولين الذين يجب
إقالتهم والاستعانة بأصحاب الكفاءات التى تزخر بهم مصر.
وأتوجه بسؤال للناقمين "الذين
لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب".. ماذا لو تولى أردوغان رئيس وزراء تركيا
الحالى أو مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق الحكم فى مصر بدلا من مرسى؟ هل
كانا سيضيفان شيئا إلى ما تم إنجازه خلال 100 يوم فى ظل "الخرابة" التى
تركها مبارك ونظامه؟
كل ما يحتاجه الرئيس الآن "شوية"
إنصاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق