صبـــا بعـــدَ
الصِّبـــا مَلِكُ الـــرَّشــــادِ
وهـــامَ بحـــبِّ
فـــاتِـــنَـــةِ العِـــبـــادِ
وأرســـلَ دَمعَـــهُ
المِـــدرارَ شَـــوقـــاً
إلـــى سُعـــدى
ويا لك من سُعـــادِ؟
مــــورّدة كــــأنَّ
رؤى صــــبـــــاهـــــا
سيـــوفُ البـــرقِ
تقطَعُ فـي الفـــؤادِ
بـقـــامَـتِـــها
الـمُـكَـمَّـلَـةَ العَـــطايـــا
تُتَـــوِّجُ حســـنَ
حــاضـــرةٍ لــبـــادِي
تُحَرّكـــهُ المُنـــى
فَيَـــرَى المَنـــايـــا
تَسَــاقـــطُ
كالنِّثـــارِ علـــى الوهـــادِ
لـــهـا فـــي
كُـــلِّ نـاحِـيَـــةٍ قَـتِـيـــلٌ
وتَـــأسُـــرُ
مـــن تَشـــاءُ بِـــلا قِيـــادِ
ومِنـــها الصَّـــدُّ
والهـجـــرانُ طَـبْـعـــاً
ومنُـــه لفقـــدِهـــا
طـــولُ السّهـــادِ
ترفَّق يــا
"سهيـــلُ" فليـــسَ فيـــها
ســـوَى الـــدلّ
المزخـــرفُ بالعِنـــادِ
مضـــى العمـــرُ
النّبيـــلُ بغــيـــرِ زادٍ
فَـــخُـــذْ مما
تبـــقّـــى بـــعـــضَ زادِ
وأَقْصِر مـــن
هِيامِـــك في "سُعـــادٍ"
فمـــا فـــي بَـحْــرِهـــا
ريٌّ لصـــادي
فـــإن كرمـــتْ
فـــوُدُّك غيـــرُ خـــافٍ
وإن عظمـــتْ فعـــزُّك
فـــي البعـــادِ
وُعِظتُ بـ
"ناصرِ" من "عبـد شمـسٍ"
فتـــىً فــي مقلتيـــه
هـــوى الودادِ
يـبـيــعُ الـنـــاسَ
فِـتـنَـــةَ كلّ حـــرفٍ
ويَـشــريـــهـــم
بــأخـــلاقٍ جِـــيـــادِ
ومـــا "الـــبـــنّـــاءُ"
إلا للــقـــوافـــي
وفـــي النّظـــمِ
البديـــعِ لـهُ أيـــادي
جـلا حسنـــاء
رخصـــة فـــي بنـــان
مــخـــضـــبـــةٍ
ولـــكـــن بالـــمـــدادِ
فَكَلَّفَنــي
الـمـشـقَّـــةَ والـتَّـعَـنّــــي
وتزييـــنِ الحِســـانِ
لِكَـــي أُهـــادي
بـلــيـــلٍ مـــا
لـــهُ صُبـــحٌ دعــانـــي
حَجَجْتُ وزرتُ
"طَيبَةَ" خيـــرِ هـــادي
وبينَ "الحِجْـــر"
و"الحَجَـر اليمانـــي"
مـــقـــام أحبتـــي
ألقـــى قــيـــادي
نــزلـــتُ بـ
"زمـــزم ٍ"ونهلـــتُ منـــها
أعانـــقُ فـــي
رواحـــي كلَّ غـــادي
ذكـــرتُ أحِــبَّـــةً
.. غــابـــوا وخـلُّـــوا
فـــؤادِي هـــائِـــما
فـــي كـــل وادي
هُـــم الـــقـــومُ
الـــكـــــرامُ إذا أرادوا
تولّـــى اللهُ
تـــحـــقـــيــــقَ الـمـــرادِ
بـِـهِـــمَّـــتـِــهِـــم
تُـــدكُّ الأرضُ دَكـــاً
وتهتــزُّ العـــروشُ
.. بـــكُـــلِّ عـــادي
ذكــرتُ
"أبـــا عَـــدي" .. وأي فضـــل
لِمَنْ لَــمْ
يَذكُـــر الطـــودَ الجِـهـادي؟
أيطمـــعُ أن يـغـيـــبَ
سـنـــاهُ عَـنَّـــا
بـَـــغِــــيٌ
قــــادَ أفــــواجَ الأَعــــادِي
إِمـــامُ المكــرمـــاتِ
أبـــو العـــطايـــا
أمـيـــرُ السـيـــفِ
قــهّـــارُ الأعـــادي
قـــضـــاءٌ كـــامـــنٌ
فــــي كـــلِّ دَرْبٍ
يـُــزَلـــزِلُ
أو يُــجَــلْــجِــلُ أو يُـفــادِي
يُعانِـــقُ عاديـــاتِ
الدَّهـــرِ عِشــقـــاً
وَيفـــتَـــضُّ
البُـكـــورَ مِـــنَ العَـــوادِي
وَتـَــســـري
روحُـــهُ فـــي كـــلِّ رُوحٍ
وَيـــورِي عَـــزمُـــهُ
زنـــدَ الــجـِــهـــادِ
فتنهـــضُ في وجـــوهِ
الكُفْـــرِ أُسْـــدٌ
مـــن "الفيحـــاءِ"
تــزأرُ و"الـرّمـــادي"
و"أربــيـــلٍ"
و"كـركـــوكٍ" و"هــيـــتٍ"
إلـــى "فــلـــوجـــةٍ"
ذات الــعــمـــادِ
ومــن "أمِّ
الرمـــاحِ" إلــى "ديالـــى"
إلـــى "بغـــداد"
عــاصمـــة الجهـــادِ
"أبـــا الشبليـــنِ"
يـــا نُـــوراً تَجَلَّـــى
بِلَيـــلِ الـقهـــرِ
والـغـــزوِ الـمُـعـــادي
فـــأذهـــبَ كَيـــدُهُ
كيـــدَ البَــغـــايـــا
وأطـــفـــأَ نــــورُهُ
نِــــيــــرانَ "عــــادِ"
مَـــلأتَ قلـــوبَـهُـــمْ
رُعبـــاً .. وقَهـــراً
وَلمّـــا تفْـتَـتِـــحْ
سِـــفْـــر الجـِــهـــادِ
فكيـــفَ وقـــدْ
مَـــلَأتَ الأرضَ بـأســـاً
يـُــذَكـِّــرُهُـــم
بـــأيـَّــام الـــحَـــصـــادِ
بــهــمَّـــتِــكَ
الـعـلــيَّــةِ قـــد أطلَّـــتْ
بـِشــاراتُ الـحـقـيـــقـــةِ
والــمــعــادِ
ستشرقُ شمسُ
"أحمد" في البرايا
وتسطعُ في السهولِ
وفـي النّجـــادِ