انتقدت صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية صحيفة الأهرام المصرية على خلفية نشرها خبراً ملفقاً عن مناقشة البرلمان لقانون "معاشرة الوداع"، متهمة الأهرام بممارسة "التضليل الصحفي".
واتهمت الصحيفة الأمريكية الأهرام بأنها منحت الصحافة الصفراء في الغرب مادة دسمة للإساءة للإسلام والمسلمين، سرعان ما تحولت إلى حملة إنتقاد واسعة للإسلاميين وتشهير بـ"إنحلالهم الأخلاقي".
وكانت الأهرام قد نشرت خبراً عن تقدم ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، بشكوى لسعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، حول قانون "معاشرة الوداع" الذي يسمح للرجل بمعاشرة زوجته بعد وفاتها، والتي زعمت الأهرام بأنه يتم مناقشته في البرلمان.
وقالت الصحيفة الأمريكية أن كذب الأهرام أفتضح عندما خرجت التلاوي نفسها لتنفي مناقشة أي مشروع عن المعاشرة بعد الموت في البرلمان، ناهيك عن عدم أرسالها أي شكوى بخصوص المشروع الغير موجود أساساً.
وأضافت الصحيفة بأن الأمر ليس مستغرباً فأي شخص يعرف المصريين يدرك أنه لا يمكنه أن يصدق مثل هذا الخبر لأن الحديث عن معاشرة الموتى أمر متطرف بدرجة مضحكة، كما أنه لا توجد أي جماعة إسلامية في مصر تبنت مثل هذا الرأي في أي وقت من الأوقات.
ووصفت ما نشرته الأهرام بأنه محاولة لخلق حالة من الذعر تصب في مصلحة خصوم السياسيين الإسلاميين مع إحتدام سباق الرئاسة وإقترابه من لحظة الحسم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأهرام تخدم مصالح من هم في السلطة، على حد وصفها، لافتة إلى فضيحة "الصورة التعبيرية" التي قامت فيها الأهرام بالتلاعب بصورة صحفية لتجعل الرئيس المخلوع يظهر وكأنه يتصدر كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وملك الأردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية في واشنطن عام 2010.
واعتبرت أن الخبر الكاذب الذي نشرته الأهرام والذي يصب في مصلحة وزير خارجية نظام مبارك السابق، عمرو موسى، يكشف عن رهانات المجلس العسكري الذي يدير البلاد ويمسك بزمام السلطة.
وقالت الصحيفة ساخرة بأن الأهرام قامت بعد ذلك بالحديث عن "أنباء تدوالتها عدداً من الصحف ومواقع الإنترنت" عن مشروع القانون، مقتبسة من عدد من الصحف الغربية، دون الإشارة إلى أن هذه الصحف نفسها قامت بنقل الخبر عن الأهرام.
وأضافت بأن "الحديث عن الجدل" هي حيلة صحفية معروفة تلجأ إليها صحافة النخبة حينما تريد نشر أحد الأخبار التي تتداولها الصحافة الصفراء بطريق غير مباشر فتقوم بالحديث عن الجدل الذي أثير حول الخبر متجنبة الخبر ذاته، ولكن أن تلجأ الصحيفة لهذه الحيلة للحديث عن خبر كاذب قامت هي نفسها بنشره فإن ذلك إبتكار جديد في عالم الصحافة تملك صحيفة الأهرام المصرية براءة إختراعه، بحسب الصحيفة الأمريكية.
واختتمت الصحيفة قائلة بأنه على الرغم من أن الكثير قد تغير في مصر في أعقاب الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أن صحيفة الأهرام تثبت يوماً تلو الآخر بأنها لا تزال على ماهي عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق