26 مارس 2013

سيف الدولة لمحيط : لا معنى للثورة بدون تحرر من أمريكا وهذه حقيقة أكاذيبها




- ثورتنا منزوعة الدسم لم تذاكر الكتاب الوطنى
- مفاوضات فض الاشتباك الأول الغائبة عن الشعب
- 1675 شيخ ووطنى كتبوا تاريخ مصر الحقيقى
- الغرب يوهمنا بتبنى الثورات و يعمل لإذكاء الصراع

محيط : شيماء فؤاد
" لم نتحرر من أيام الحملة الفرنسية على مصر ، و نحن حتى الآن فى 2013 نعايش الحملة الصليبية الثالثة " تلك كلمات المفكر محمد عصمت سيف الدولة مؤسس حركة " مصريون ضد الصهيونية " و المستشار السابق للرئيس محمد مرسى، خلال مؤتمر " أمة واحدة " .
أكد سيف الدولة أن أى ثائر يريد التحرر من نظام مبارك عليه التحرر من أمريكا ، نابذا التفرقة ، مشيرا أنه لا يوجد ليبرالى و إسلامى ، بل وطنى و غير وطنى ، رافضا أن من بدأ الثورة ننادى بـ " مصر " فقط فى حين أننا أمة واحدة .
و صرح لشبكة " محيط " أن الجامعة العربية مازال أمامها الكثير حتى تتأثر بالربيع العربى ، و أن دورنا كشعوب عربية أن نحرر أنفسنا و نساعد باقى الدول العربية أن تتحرر ، و حينها ستنهض جامعة الدول العربية .
و استرجع بشكل سريع تاريخنا من 5 آلاف سنة و ما فيهم من ثلاث غزوات استعمارية استهدفت استعمار الفكر و الثقافة و جعلتنا تابعين للغرب ، قائلا أن " جيل صلاح الدين لم يظهر بعد " .
تحدث سيف الدولة عن أن الثورة حررتنا من هؤلاء الخائفين من أمريكا و إسرائيل ، و لكن من الخطأ أن نتحول من يد واحدة إلى الصراع مع بعضنا البعض فى الاتحادية و المقطم ، بل الثورة الحقيقية فى أن نتحد و نتحرر من تبعية الغرب .
أوضح سيف الدولة مدى توغل التبعية فى مصر فى ظل النظام السابق ، مدللا بسيطرتهم على الاقتصاد ، والمعونات التى تفرض الصناعات الأمريكية على حساب الصناعات الوطنية ، و أن وزراة التعليم كان بها 21 ألف خبير أمريكى يحددون للطلبة المناهج التى يتعلمونها .
و عن النظام الحالى قال سيف الدولة أن هناك أمور كثيرة فى مصر كانت يجب أن تتم و لم تتم ، و قال عن تصريح عصام العريان عن عودة اليهود أنه خاطئ تماما ، وأن الدولة إن كانت ضعيفة المناعة لا تستطيع أن تقول لا لأمريكا و الصندوق النقدى ، فإن الشباب ليسوا كذلك ، و أنهم من يستطيعوا أن يخرجوا الحكومة من خوفها ، حتى تطالب بالتفاوض و تعديل اتفاقية السلام ووقف التدخل الأمريكى .
أوضح المفكر أن حالة الانقسام ليست لصالحنا و تقلل مقاومتنا من الضغط و المساوامة مع الخواجة " الغرب " ، كما قال أن الموضوع أكبر من رئيس و ثورة ، و أننا يجب أن ننظر على الصورة الأكبر من خلال تاريخنا الطويل ، و نكف عن النظر إلى فتافت الأمور .
" كانت ثورة منزوعة الدسم لأنها لم تذاكر الكتاب الوطنى " هكذا عبر سيف الدولة ، مشيرا أن تاريخ مصر الحقيقى كتب فى الفترة من 1974 لـ 1981 ، وصل عدد كتابها إلى 1675 شخصية من الشيوخ و الوطنين اتفقوا أن أنور السادات و خليفته مبارك انتهجوا تبعية الغرب .
و قام السادات باعتقالات 3 سبتمبر دخل فيها والد سيف الدولة السجن و عندما كان يزور والده بمشفى القصر العينى كان يجد بجواره مختلف الأطياف عمر التلمسانى و أحمد سراج الدين و الشيخ كشك و نخبة مصر من كافة التيارات ، يروى أنه كان لا يريد أن يتركهم و يعود إلى البيت ، شاعرا أن مصر محبوسة بالداخل .
و أكد سيف الدولة أن الغرب لا يتبنى الثورات كما يظهر إنما يريد أن يولد نظام موال له كنظام مبارك ، مدللا بما حدث فى لبنان عندما انتصر حزب الله على اسرائيل ، و بدلا من أن يحتفوا به فى لبنان هاجموه و انقسمت لبنان ، و الخصومة بين فتح و حماس ، مشيرا أن ذلك طريقة الأمريكان فى إدارة الصراع بالوطن العربى .
كما ذكر أن لبنان فى عام 1984 استطاعت أن تسقط الاتفاقية التى أجبرتها عليها إسرائيل بالمقاومة ، فى حين جعل مبارك الحديث عن أمريكا و إسرائيل و الاقتصاد المصرى من الممنوعات ، مسخرا مصر لمصلحة أمريكا و إسرائيل .
أشار سيف الدولة أن بمدونته ذاكرة الأمة بها مختلف نصوص معاهدة السلام التى جعلتنا فى خدمة مصالح اسرائيل ، و قال أن الكثير من الشعب لا يعرف شيئا عن مفاوضات فض الاشتباكات الأول الذى أمر فيها السادات بالانسحاب رغم أننا كنا نحقق النصر .
و الآن الحديث الدائم عن ضمانات حفظ معاهدة السلام مع إسرائيل و التى تكلم عنها وزير الدفاع الإسرائيلى حتى من قبل الثورة ، و ما حدث فى قضية " التمويل الأجنبى " عندما صرح ماكين أنه ذاهب إلى مصر لا للإفراج عن المتهمين الأمريكان بل ليذكر مصر بعواقب ما يفعلون ! و بالفعل جاءت طائرة أمريكية و أخذوا الأمريكان غصبا عن القضاء .
كما ذكر سيف الدولة أن بعد ما حدث صرح خبير عسكرى سابق أنهم اضطروا لفعل ذلك ، بسبب تهديد أمريكا بعملية عسكرية إسرائيلية بسيناء .
و تساءل مع استمرار هذه الضغوط كيف تنجح الثورة و تبنى و هناك طبنجة فوق رأسنا ، مشيرا أن ما يجب أن نركز عليه هو التخلص من هذا التهديد ، من خلال الوعى و الضغط الشعبى من أجل تعديل المعاهدة و فرض الأمن فى سيناء .
و ختم حديثه عن الوضع بمصر بقوله " المصدر الرئيسى للتشريع ليس الشريعة الإسلامية بل كامب ديفيد " .

الوضع العربى

عن إيران و سوريا و القاعدة تحدث سيف الدولة قائلا أن الأمة العربية المجزأة فى سايكس بيكو و الأمة الإيرانية و الأمة التركية هم أصحاب الأرض من الآلاف السنين و هكذا سيظلوا .
كما عبر أن اتخاذ مواقف ضد إيران أو تركيا لصالح أمريكا أمر غير وطنى ، و أن ما يقال أن إيران أخطر علينا من إسرائيل ليس حقيقيا ، و هى قصة أمريكية اسرائيلية بإمتياز ، قائلا أن الموقف مع إيران متعدد نؤيد دورها فى فلسطين و نختلف معها بشأن العراق .
و هكذا يجب أن تسير الأمور ، نختلف و نتفق مع جيراننا ، و العدو واضح " اسرائيل و الخواجات " على حد تعبير سيف الدولة .
و علق سيف الدولة على تنظيم القاعدة بوصفه باللغز الكبير لأنه برغم رفعه شعارات معادية للأمريكان و لكن كانت دائما أمريكا تستخدمهم لتبرير وجودها فى المنطقة .
أما فى سوريا فرأى سيف الدولة أن الوضع ملتبس ، مطالبا بدعم عربى إسلامى ، متشككا فى أى تدخل غربى ، و تابع أن الوضع فى سوريا رغم بؤسه ، و لكنه يثق أن ثوار سوريا لن يقبلوا بتقسيمهم ، و لن يوافقوا على التدخل الاجنبى الذى يقوم بتسليح الطرفان لمصلحته لإذكاء الصراع ، و يفتح لنفسه طريق للتدخل .

ليست هناك تعليقات: