02 يونيو 2012

نداء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة



د. يحيى القزاز
قبل البدء، تحية حارة كريمة عزيزة لقواتنا المسلحة إحدى مدارس الوطنية المصرية الراسخة. قواتنا المسلحة لم يخلق من يزايد عليها، وليس لأحد الحق فى احتكار شرفها، فالقوات المسلحة باسقة كشجر النخيل، يستقيم عودها وقد يميل إحدى فروعها فيستحق القطع حتى لايشوه قوام النخيل الجميل. ولايحق لأى قائد عسكرى يمارس دورا سياسيا أن يتهم منتقديه بإهانة القوات المسلحة، فقائدها الأعلى مبارك خان الوطن فاستحق الإعدام وخفف إلى المؤبد. كفانا تهريج، واتهام من يستحق النقد بأنه يهين أعظم مؤسسة وطنية
يا ايها المجلس العسكرى بعد أن خنت أمانة الثورة، وحافظت على مبارك وأسرته، ومنعت سوزان مبارك من الترحيل إلىسجن النساء بعد إدانتها، وحافظت عليها حرة طليقة، بعد أن انكشف أمرك وافتضحت، وظهرت على حقيقتك، وحافظت على دولة الظلم وإعادة انتاجها فى ثوب جديد، أصبحت الكرة فى ملعبك، بيدك أن تجعل مصر حرائق ملتهبة، وبيدك أن تحافظ عليها حرة سالمة.
الحل بسيط ومحدود، وهو أولا: عدم الإفراج عمن حصلوا على البراءة لأنك تعلم أنهم مذنبون، وبأوامرك برؤا وهم ولايستحقون البراءءة ويجب محاكمتهم فورا، ثانيا: ألا تضغط على رجال القضاء، وتتركهم أحرارا يقولون كلمة القانون بعزل أحمد شفيق وإخراجه من شرف سباق الرئاسة. هذا إن أردت إنقاذ البلاد. وإن كابرت وعاندت وأردت أن تجعلنا سوريا أو اليمن فتأكد أن مصر ليست مجتمعا لا طائفيا ولا قبليا، فنجد طائفة "س" تتحكم فى الجيش وطائفة "ص" تتحكم فى الشرطة، الجميع فى كل مؤسسات الدولة جاء من اصول بسيطة ومتواضعة رفعها علمها، وزاد من غرورها ما جمعته من مال حرام فعاثت فى الأرض فسادا وتجبرت وتحكمت فى العباد. مصر ليست سوريا، وأنتم لستم العلويين. ليس أمامكم إلا إنقاذ شرفكم أو التمرغ فى مستنقع الخيانة، والشعب الذى ثار على مبارك، لا يعجز ان يثور على خدم مبارك وخونة الثورة.
عزل شفيق بالقانون هو بداية الحل وإلا ستكون سببا فى إراقة مزيد من الدماء. وعيب عليك يا مجلس العسكراستغفالك للمصريين، والإفراج عن أركان الدولة الفاسدة الستة مساعدى وزير الداخلية الماسكين بأخطر ملفات الدولة البوليسية لتدعم دولة أحمد شفيق القادمة بالتزوير، وإعادة انتاج دولة مبارك البوليسية. سيذكر التاريخ بحروف من "قطران "أنك أسوأ مجلس عسكرى عرفه التاريخ تربع فوق عرش أشرف مؤسسة عسكرية فى العالم. هذا المجلس بحاجة إلى ثورة داخلية من شباب الضباط الأحرار يطيحون به ويخلصوننا من مصائبه.

مساء السبت 2 يونية 2012

ليست هناك تعليقات: