02 يونيو 2012

الجارديان : تعذيب 8 الاف سجين في ليبيا ..والناتو يستحق المحاكمه لقتله عشرات الالاف



في صفحة الرأي بصحيفة الغارديان، كتب شيماس ميلن مقالا بعنوان "لو كانت هناك عدالة دولية، لوضع الناتو في قفص الاتهام بشأن ليبيا".
ويستهل ميلن مقاله متسائلا: ادين زعيم ليبيريا السابق تشارلز تيلور بارتكاب جرائم حرب، فلماذا لا يدان الزعماء الغربيون الذين صعدوا عمليات القتل في ليبيا.
ويقول ميلن إنه كان من المفترض ان تكون ليبيا مختلفة، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إنهما وعيا الدروس المستفادة من العراق وافغانستان.
 ويضيف ميلن أن الدول الغربية قالت إن تدخلها سيكون لاسباب انسانية، وانه على النقيض مما حدث في العراق لن تكون هناك قوات للناتو على الارض، وانها ستوفر فقط غطاء جويا لمساندة الثوار الليبين. وعلى النقيص من كوسوفو، قالت الدول الغربية إنها لن تستخدم قنابل عنقودية، بل قنابل موجهة لاهداف النظام الليبي: فالتدخل في ليبيا سيكون لانقاذ المدنيين.

ويقول ميلن إنه بعد مرور سبعة اشهر على مقتل القذافي في سيرت المدمرة، فإن ثمرة التدخل في ليبيا اصبحت جلية بكل قسوتها وموثقة من قبل الامم المتحدة والمنظمات الانسانية: ثمانية آلاف سجين دون محاكمة، انتشار التعذيب وموت المحتجزين في السجون جراء تعذيبهم، والتطهير العرقي في بلدة الطوارقة، التي تسكنها أغلبية من السود.
 ويضيف ميلن أنه بعد مرور عام على التدخل الغربي، فإن ليبيا ما زالت تحت سيطرة أمراء الحرب المتطاحنين، كما لا يزال الصراع مستمرا بين الميليشيات.

ويقول ميلن إن المجلس الليبي الانتقالي الذي يحظي بدعم الغرب مرر قوانين على غرار قوانين القذافي تحد من حرية التعبير وتمنح الثوار السابقين الحماية من المساءلة القضائية.

ويقول ميلن إن الادلة على التأثير الفعلي لقنابل الناتو بدأ في الظهور، حيث اصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا عن مقتل 72 مدنيا ليبيا، ثلثهم من الاطفال، في ثمان غارات بالقنابل للناتو على ما قال إنه اهداف عسكرية، وادانت هيومان رايتس ووتش رفض الناتو الاعتراف بمقتل المدنيين.

ويقول ميلن إنه ربما لا يأبه الناتو بهذا العدد القليل من المدنيين، مقارنة بالاعداد الهائلة من المدنيين التي قتلتها قوات الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من دول الناتو في هجمات جوية على العراق وافغانستان وباكستان واليمن خلال العقد الماضي.

ويرى ميلن أن قوات الناتو قامت بعكس ما فوضتها به الامم المتحدة والذي كان من المفترض ان يتمثل في حماية المدنيين، حيث القى الناتو بكل ثقله خلف طرف واحد في الحرب الاهلية في ليبيا، حيث اصبحت قوات الناتو القوات الجوية للميليشيات المسلحة المناهضة للقذافي.

ويضيف ميلن إنه بينما كان عدد القتلى من المدنيين في ليبيا قبل تدخل الناتو يترواح بين الف والفي شخص، فإن المجلس الانتقالي يقدر عدد القتلى من مارس إلى أكتوبر، أي بعد تدخل الناتو، بنحو ثلاثين ألف شخص، من بينهم آلاف المدنيين.

ويقول ميلن، انه علاوة على الغطاء الجوي للناتو، كانت هناك قوات تابعة لحلف الاطلسي على الارض مثل القوات البريطانية الخاصة، ولهذا من الممكن ان تكون القوات الغربية مسؤولة عن قتل المزيد من المدنيين.

ويرى ميلن في ختام مقاله إن احتمال مساءلة او محاسبة قوات الناتو عن الدماء المراقة في ليبيا منعدم، كما انعدم احتمال محاسبته على الجرائم في العراق او افغانستان، وهذا يؤكد ان ما يسمى بالقانون الدولي لا ينطبق على القوى الكبرى أو زعمائه

ليست هناك تعليقات: