25 مايو 2012

عن تزوير انتخابات الرئاسة .. وأملى لهم إن كيدى متين!


وأملى لهم إن كيدى متين!
 
 
أكتب إليك يا من أحب لأطمئنك، وأرطب قلبك بالدعاء والسكينة، وأسألك أن تتذكر أن قدرة الله فوق قدرتهم، ويده فوق أيديهم، وهو سبحانه القائل فى محكم كتابه: "وأملى لهم إن كيدى متين"، وقال جل شأنه: "إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا"، وقال عز من قائل: "ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين".

بعثت إلىّ أيها الغالى رسالة كلها هلع وخوف مما يخططه أعداء الإسلام والوطن، وإصرارهم على مواجهة إرادة الأمة، واستئصال الإسلام من حياتها ومستقبلها، وتشهيرهم بكل من يقول ربى الله.

لا تجزع أيها الحبيب الغالى من الحديث عن الدفع بالمجندين وقوات الشرطة ليصوتوا ببطاقات رقم قومى لصالح الفاسدين وأعوان الاستبداد الفاشى، ومهما بلغ عددهم فلن يبلغوا مع أعضاء الوطنى المنحل نسبة كبيرة إلى جانب الخمسين مليونًا الذين سيختارون من يخشى الله ويتقه، لا تسمع لكلامهم بأن الأمر محسوم لفلان أوعلان أو ترتان، وأن تعب الشعب سيكون بلا عائد ولا طائل، ولا تحزن لأنهم يسخرون من العودة إلى التحرير والثورة إذا حدث تزوير، ويتوعدون بحظر التجول العام، وأن الضرب سيكون فى المليان تجاه من يخرج من بيته، وأن القوات ستكون مضاعفة لتنفيذ مهمة قهر الشعب بالأسلحة المطورة، وأن المعركة هذه المرة لن تكون ضد الشرعية، بل ستكون مع الشرعية التى أفرزتها انتخاباتهم المزورة، وضد المعترضين الذين سيكونون هذه المرة ضد الديمقراطية!

إنهم يزعمون أنهم تركوا الإخوان ينجحون فى الانتخابات التشريعية، وسكتوا عن توجيههم للناس ومخالفاتهم لفترة الصمت الانتخابى، وأمام اللجان باستغلال الدين كى لا يكون لهم فرصة للكلام يوم انتخابات الرئاسة!

إن البطاقات الرقمية التى تم استخراجها لعشرات الألوف أو مئات الألوف - حسب رواية أخرى - للضباط والأفراد بأنهم من  حملة بكالوريوس أو ليسانس أو دبلوم فنى أو شهادة ثانوية عامة أو وظيفة حرفية متواضعة  دون أن  تذكر علاقتهم بالقوات المسلحة أو الشرطة؛ ويكون لهم حق التصويت على رئيس الجمهورية؛ ستحسم الانتخابات بهدوء ودون أن يستطيع أحد أن يزعم أنه تزوير!!

وقد لجأوا مؤخرًا إلى الحرب النفسية ليفلوا عزيمة الشعب، ويزرعوا اليأس فى النفوس، بدءًا من الاستطلاعات المزيفة، والأخبار الكاذبة، والافتراء على المرشحين الوطنيين وخاصة من ينتمون إلى الإسلام، ولم يكن الأمر مجرد مصادفة أن تنشر جريدة الحياة السعودية التى تصدر فى لندن 21/5/2012م تحذيرات لصاحب الصندوق الأسود من مخاطر وصول الإخوان المسلمين إلى قمة السلطة فى مصر.. وقوله إن صورة مصر ستكون مخيفة حال وصولهم للحكم.. وإشارته إلى أن انقلابًا عسكريًا يمكن أن تشهده مصر لحمايتها من المصير الكارثى(!) الذى ستجد الإخوان يدفعونها إليه، فى ضوء التوقعات الخاصة بمسلك الإخوان فى الحكم - حال وصولهم(!) - الذى يمكن أن يجر البلاد إلى أن تكون قاعدة للإرهاب(!) تهدد بتدخل العالم للقضاء عليها، وتأكيده أن مصر يمكن أن تكون فى وجود الإخوان بالسلطة "ألعن من باكستان وأفغانستان(!)، وإصراره على انتخاب رئيس ليبرالى سيعانى منهم ولكنه يظل قادراً على أن يعمل حكماً بين السلطات، ويوقف أى اتجاه يناهض حرية المجتمع، كما أنه سيكون مقبولاً من المجتمع الغربى، عكس ما يمكن أن يحدث مع رئيس من الإخوان ينظر إلينا معه كبلد يصدر الإرهاب! ثم يحرض على الإخوان بالإصرار على إمكانية الانقلاب العسكرى الذى سيواجهه الإخوان، "إنما الإخوان مش هُبُل، لذلك يعدون أنفسهم عسكرياً، وخلال سنتين أو ثلاث سيكون عندهم حرس ثورى لمحاربة الجيش، وتواجه مصر خطر حرب أهلية مثل العراق"،

ثم أعرب عن تمنياته لو أن الشعب المصرى يعى حجم التحدى فى الانتخابات القادمة، ويبتعد عن أولئك الذين يسعون إلى مشروع إسلامى ينتج عنه صراع مجتمعى يزيد عزلة مصر، وقد يدفع إلى حرب مع إسرائيل من دون تخطيط"، ثم قال محرضًا الجيش: أعضاء المجلس العسكرى لا يعرفون مدى دهاء الإخوان المسلمين،

هذا التحريض الذى يجافى المنطق والعقل، والذى تتحفظ عليه أشد الجهات عداوة لمصر وإسلامها وشعبها، يصر عليه صاحب الصندوق فى وقت حرج ليؤثر على نتيجة الانتخابات لصالح الأشرار الذين يريدون للشعب أن يعود كما كان فى عهد المخلوع، وأن يخلع دينه وعقيدته فى الوقت يصر فيه الكيان الصهيونى على إعلان نفسه دولة دينية يهودية.. ثم الأدهى يربط بين الإسلام والإرهاب، ويتحامل على العراق وأفغانستان وباكستان، ويتجاهل الجريمة التاريخية الكبرى التى ارتكبتها قوى الشر والتوحش الاستعمارى باحتلال هذه البلاد وقتل أبنائها ونهب ثرواتها وتراثها، وهى دعوة صريحة للاستسلام لإرادة الاستعمار الصليبى، وازدراء تضحيات المسلمين هناك ومقاومتهم الجسور الشجاعة لأقوى آلة استعمارية شيطانية فى التاريخ!

أيها الحبيب الغالى، لا تبتئس بما ترى وتسمع ويقال، كن وثيق الصلة بربك واذكره دائمًا ولا تتردد فى التعبير عن إيمانك، ورأيك إرضاء لله، وثق أن المستقبل لمصر المسلمة بإذن الله، لأن الخير سينتصر على الشر، وإن طال المدى!

ليست هناك تعليقات: