اشادة صدقى بالسيسى أحد ملامح المهزلة الانتخابية !
صور المشير مكان صورة مبارك فى المؤسسات الحكومية .. منتهى الحيادية !!
تلاميذ المدارس يرقصون للسيسى .. ومحلب يقول : "نحن على مسافة واحدة !!"
فى تقديرى ان الانتخابات الرئاسية ستكون مهزلة سياسية بكل المقاييس ، وليس ادل على ذلك اكثر من تفصيل قانونها المنظم لها على مقاس شخص بعينه ، وتحصين نجاحه من القضاء حتى ولو كان فوزا باطلا وبانتخابات مزورة ، والمضحك هو ان نظام 30 يونيو يصر على التحصين بهدف ايهام العالم الخارجى بان مصر فيها قضاء يمكن ان يسقط السيسى بحكم قضائى بعد فوزه، وبعد وصول عشاق وطلاب السلطة الى منصب الرئيس .
وهناك ملامح ومؤشرات أخرى تؤكد اننا بصدد مشاهدة ومعايشة اكبر واقذر مهزلة انتخابية فى تاريخ مصر ، وربما فى تاريخ البشرية كلها ، فبعد ثورتين بحسب وصف رجالات 30 يونيو انفسهم يتصور قادة النظام الحالى ان المصريين نزلوا الميادين من اجل العيش والخضار والطماطم والوظائف فقط ، وان الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والكرامة الانسانية وقيمة سيادة القانون وغيرها من قيم دولة العدل لم تكن يوما فى حساب كل المصريين سواء حزب الثورة او حزب الكنبة ، سواء النخبة او عوام الشعب .
ووفقا لمنطق هؤلاء ، فانه يمكن بسهولة تزوير الانتخابات الرئاسية بدون اى رد فعل شعبى أو غضب جماهيرى ، وذلك كله بزعم ان الشعب صار يبحث عن زعيم وعن منقذ حتى ولو كان الثمن حريته وكرامته ، ولكن أكثر ما يصعب عليهم من مهمتهم ان ذلك الشخص الذى يسوقونه للشعب مقابل حريته وديمقراطيته وكرامته ليس فيه اى صفة من صفات الزعامة سوى البندقية التى مازالت فى يده وفى ايدى مؤيديه ومناصريه ورفاقه .
وقد يتهمنى البعض بأنى مجاف للحقيقة او راجما للأخرين الشرفاء الوطنيين بالغيب ، بانيا اتهامه لى على وعود كاذبة من السلطة الحاكمة بالحيادية فى الانتخابات الرئاسية ، وهنا ارد عليه قائلا له " حكم عقلك وارضى ضميرك فى تقييمك للامور لانها تهم الوطن كله ، أليس تشويه حمدين صباحى كمنافس وحيد للسيسى فيه تدخلا من السلطة الحاكمة فى الانتخابات لحساب مرشح بعينه ؟"
" أليس اشادة الفريق اول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة ، وزير الدفاع والانتاج الحربى فى اجتماع رسمى امام الضباط بالمشير السيسى تعد تدخلا فى الانتخابات الرئاسية ؟ ، خاصة وانه تم نقله على القناوت الفضائية ووصف صدقى خلاله السيسى بالبطل العظيم ، رابطا بالتلميح لا التصريح بين السيسى والقوات المسلحة بشكل يوحى بان السيسى مرشحها ".
وربما لا يعرف هذا البعض ان صور السيسى معلقة منذ 3 يوليو فى معظم ابنية المؤسسات الحكومية وفى مكاتب مديرى المدارس وفى المحاكم وابنية الحكم المحلى ، وهو معلقة مكان صورة الرئيس الاسبق حسنى مبارك بحكم ان الرئيس السابق محمد مرسى لم يكن له صورا معلقة وبقرار منه ، اليس فى وضعية هذه الصور عصفا تاما بمبدأ تكافؤ الفرص الذى لا يمكن وصف انتخابات بالنزاهة الا فى حال توافره وبدرجة مرضية لكل المرشحين وللنبض الجمعى لجماهير الشعب ؟
وبعيدا عن التوكيلات الجماعية للسيسى بدون حضور اصحابها وشكوى حمدين صباحى منها ، وبعيدا عن ممارسة انصار السيسى للعنف ضد مؤيدى حمدين مستقويين فى ذلك ببندقية النظام ودوسه على القانون ، بعيدا عن هذا وذاك ، فان اخطر ما شاهدته حتى الآن وارى فيه عصفا غير مسبوق حتى فى ايام مبارك ، هو قيام مدير احدى المدارس باخراج التلاميذ للشوارع بصحبة المدارسين، رافعين صور السيسى ، راقصين على أغنية تسلم الايادى ، فى حماية رجال وسيارات الشرطة .
وفى تقدريرى ان انتخابات على هذا النحو، وفى ظل مناخ يساعد على الاحتقان فى زاوية منه ، وعلى الانفجار الشعبى فى زاويته الاخرى ، يمكن ان تؤدى لحدوث أكبر فوضى مجتمعية على مر التاريخ ، خاصة فى حال تزايد أسهم حمدين صباحى فى الشارع او مرشح غيره منافسا للسيسى ، وذلك بسبب أن انصار السيسى لن يتحملوا تحول مثل تلك الفرضية الى حقيقة على ارض الواقع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق