30 أبريل 2014

هيومن رايتس ووتش : لا بد من مراجعة قوانين الإرهاب في مصر واعتداء جديد على العدالة

مصر – اعتداء جديد على العدالة
(بيروت)- قالت هيومن رايتس ووتش إن عقوبات الإعدام الجماعية الجديدة الصادرة عن محكمة فيمصر الوسطى يوم 28 أبريل/نيسان 2014 بعد محاكمة شديدة الإيجاز، هي انتهاك بيّن وأساسي للحق في المحاكمة العادلة الذي يكفله الدستور المصري والقانون الدولي.
قام القاضي سعيد يوسف بإحالة أوراق 683 شخصاً، بينهم المرشد الأعلى للإخوان المسلمين محمد بديع، إلى المفتي، تمهيداً للإعدام، على صلة باعتداءات وقعت في أغسطس/آب 2013 على مركز شرطة العدوة بمحافظة المنيا في مصر الوسطى.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "السلطات المصرية تُنزل أحكام الإعدام بالناس كأنها توزع الحلوى. هذه الأحكام المروعة دليل إضافي على مدى تحطم نظام القضاء المصري".
في حكم منفصل في 28 أبريل/نيسان أيد القاضي نفسه حكم إعدام 37 شخصاً من بين 529 شخصاً أحال أوراقهم إلى المفتي في 22 مارس/آذار على صلة باعتداء في أغسطس/آب على مركز شرطة مطاي بالمنيا، مع تخفيف أحكام البقية إلى السجن المؤبد. ولقد بدأ النائب العام المصري – وهو مستقل عن قضاة المحاكمة في المنيا – في إجراءات الطعن على حكم قضية مطاي بالكامل، بدعوى قلقه على "إدارة العدالة بالشكل الملائم" مع الإشارة إلى أن الطعن إجراء متبع دائماً في قضايا الإعدام.
الرجال الـ 683 الذين حُكم عليهم في 28 أبريل/نيسان لم يحضروا جلسة المحاكمة الوحيدة أو هم حضروا النطق بالحكم. تم اتهامهم بالقتل ومحاولة القتل وتهديد النظام العام وإحراق مركز شرطة العدوة والانتماء إلى جماعة محظورة – الإخوان المسلمين. قاطع المحامون محاكمة العدوة بعد أن صدر حُكم مطاي إثر جلسة قصيرة مشابهة، بناء على اتهامات مماثلة، وأثناء تلك الجلسة تناقلت التقارير رفض القاضي النظر في الأدلة المقدمة من الدفاع أو الاستماع إلى شهادات شهود الدفاع.
حدثت الواقعتان وسط أعمال شغب اندلعت إثر هجوم قوات الأمن المميت في 14 أغسطس/آب 2013 على اعتصامين في القاهرة كانا قد تم تنظيمهما احتجاجاً على قيام الجيش في 3 يوليو/تموز بعزل محمد مرسي من الرئاسة.
ما إن ينتهي مفتي الجمهورية من مراجعة أحكام الإعدام الجماعية الأولية المحالة إليه تلك، فسوف يصدر القاضي حكمه النهائي، والمؤكد أن المدعى عليهم والنيابة العامة سيطعنون عليه.
ورد في المادة 96 من الدستور المصري أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية عادلة، تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن نفسه". والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ومصر دولة طرف فيه، يحد من الحالات التي يمكن فيها للدولة فرض عقوبة الإعدام. وقد قالت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وهي الجهة المنوطة تفسير مواد العهد الدولي، إن "في حال المحاكمات المؤدية إلى فرض عقوبة الإعدام، فمن الأهمية بمكان مراعاة الاحترام الكامل والصارم لضمانات المحاكمة العادلة".
تعارض هيومن رايتس ووتش عقوبة الإعدام من حيث المبدأ بصفتها عقوبة قاسية بطبيعتها ولاإنسانية.
تصدر عقوبات الإعدام في سياق حملة قمع أدت إلى سجن عشرات الآلاف من المصريين منذ يوليو/تموز. كانت حملة الاعتقالات كاسحة وليس عليها متابعة كبيرة، ومن ثم فإن حجمها الحقيقي ما زال غير معلوم. قدرت مصادر أمنية تحدثت للإعلام دون ذكر أسماء، أن المعتقلين لا يقل عددهم عن 16 ألف شخص، وذلك بين يوليو/تموز 2013 ومارس/آذار 2014. تقدر منظمات حقوقية مصرية مستقلة احتجاز أكثر من 21 ألف شخص خلال الفترة المذكورة، وهو تقدير ذات مصداقية.
أدت أحكام الإعدام إلى إدانات حادة وسريعة من الحكومات والهيئات الدولية. قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن النائب العام "قلق" من الأحكام، مضيفاً أن هذه الأحكام "يُرجح أن تقوض فرص الاستقرار على المدى البعيد". وطلبت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب من مصر تجميد حُكم الإعدام الجماعي الأول.
وقالت سارة ليا ويتسن: "ما هي العدالة التي تتحقق في جلسة لم تزد عن 15 دقيقة ولم يحضرها محام واحد؟" وتابعت: "إن إدانة المئات والحُكم عليهم بالإعدام جميعاً دون النظر لأية أدلة أو السماح للمتهمين بأية فرصة للدفاع عن أنفسهم، هو أمر يُظهر استخفافاً مزعجاً بالحياة الإنسانية".

حُكم المحكمة محاولة جديدة لإسكات المعارضة

(بيروت،) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن حُكم محكمة مصرية بحظر أنشطة حركة 6 أبريل هو انتهاك واضح لحق المواطنين في حرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي وحرية التعبير. بدلاً من إنفاذ الحُكم ضد حركة المعارضة الشبابية 6 أبريل، فعلى السلطات أن تسعى بقوة إلى إلغاء الحُكم بالطعن عليه.
أصدرت محكمة الأمور المستعجلة المصرية حُكمها في 28 أبريل/نيسان 2014 في دعوى مرفوعة من المحامي أشرف سعيد. دعت الدعوى السلطات الانتقالية إلى تجميد أنشطة الحركة الاحتجاجية على أساس أنها – حسب الزعم – متورطة في أعمال تجسس وتشويه لصورة مصر بالخارج. قالت هيومن رايتس ووتش إن من المحتمل أن تلجأ السلطات إلى استخدام الحُكم في تجريم جملة من الأنشطة تدخل في نطاق ما يعتبر معارضة سلمية.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لن يؤدي حظر المعارضة السياسية إلى اختفاءها. إن مطرقة القاضي لن تعيد عقارب الساعة إلى ما قبل 2011".
قالت هيومن رايتس ووتش إن حكم المحكمة تزامن مع تصعيد في حملة الحكومة ضد كل أشكال المعارضة السلمية. يقضي اثنان من الأعضاء المؤسسين للحركة – أحمد ماهر ومحمد عادل ومعهما ناشط ثالث هو أحمد دومة – حُكماً بالسجن ثلاث سنوات صدر في ديسمبر/كانون الأول 2013 بتهمة التظاهر ضدقانون التظاهر القمعي والاعتداء على رجال شرطة. وفي 7 أبريل/نيسان رفضت إحدى المحاكم الطعن المقدم منهم.
وكانت حركة 6 أبريل – التي ظهرت في السادس من أبريل عام 2008 لدعم الإضراب العمالي بالمحلة الكبرى – لاعباً أساسياً في تنظيم احتجاجات 25 يناير/كانون الثاني 2011 الشعبية التي أدت إلى تنحي حسني مبارك عن رئاسة مصر.
وقال المحامي أشرف سعيد لصحيفة الأهرام المملوكة للدولة إن المكالمات الهاتفية بين قيادات الحركة التي تم بثها في برنامج "الصندوق الأسود" على إحدى الفضائيات في ديسمبر/كانون الأول 2013 قد ألهمته فكرة رفع الدعوى. وقد زعم مذيع البرنامج، عبد الرحيم علي إن لديه أكثر من خمسة آلاف تسجيل آخر تثبت أن جماعة المعارضة الشبابية "تتآمر على مؤسسات الدولة". وبغض النظر عن قانونية هذه التسجيلات، فإن تسريبها للإعلام عمل ينتهك بكل وضوح حق النشطاء في الخصوصية، الذي يحميه الدستور المصري والقانون الدولي.
صعدت شعبية حركة 6 أبريل بقوة في أوساط الشباب المصري بعد تنحي مبارك. منذ ذلك الحين تكرر اتهام الإعلام المقرب من الحكومة – والحكومة نفسها أحياناً – لحركة 6 أبريل، باتهامات منها على سبيل المثال، التحريض والتعاون مع "أيادي خارجية" ضد مصر. في يوليو/تموز 2011 طلبت الحركة من خلال الإعلام من النائب العام أن يحقق معها لإخلاء طرفها من الادعاءات بارتكاب مخالفات، بعد أن زعم المجلس الأعلى للقوات المسلحة – الذي تولى السلطة بعد سقوط مبارك – أن الحركة متورطة في "مخططات مشبوهة تسعى لبث الفرقة بين القوات المسلحة والشعب".
وبعد دعم 6 أبريل للرئيس الإخواني محمد مرسي ليصل إلى السلطة في 2012، دعمت 6 أبريل احتجاجات 30 يونيو/حزيران 2013 الشعبية التي شجّعت الجيش على عزل مرسي من الرئاسة. ومع تدهور أزمة حقوق الإنسان في مصر في ظل الحكومة المدعومة عسكرياً، عادت الحركة إلى صفوف المعارضة، ومن جديد أصبحت مستهدفة بحملات الشائعات الإعلامية.
قانون التظاهر المصري – المعدل بقرار رئاسي صدر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 – يمكِّن مسؤولي الأمن من حظر الاحتجاجات ومنعها بناء على أسانيد مبهمة وفضفاضة، ويسمح لضباط الشرطة بتفريق أية احتجاجات بالقوة حتى إذا ألقى متظاهر واحد حجراً، ويفرض عقوبات مغلظة بالسجن على مخالفات من قبيل "محاولة التأثير على سير العدالة". كما أعطى القانون لوزارة الداخلية الحق في حظر أية اجتماعات "في مكان أو طريق عام" يزيد عدد المشاركين فيها عن 10 أفراد، بما في ذلك الاجتماعات الخاصة بالحملات الانتخابية.
وفي رسالة بتاريخ 3 مارس/آذار من سجن طرة، جنوبي القاهرة، دعا مؤسس 6 أبريل أحمد ماهر النشطاء إلى إخبار العالم بأن الشرطة "تتوحش كل يوم وإنه لا يوجد ما يمنعهم من قتلنا داخل الزنازين إن أحبوا ذلك. قولوا لهم أنه لا عاصم اليوم ولا غداً، وأن من يصمت اليوم سيرى ما هو أسوأ غداً".
وقال جو ستورك: "هذه السنوات من تشويه السمعة لم تسكت الشباب الذي خاطر بحياته من أجل مصر أكثر ديمقراطية، ولن يسكتهم هذا الحُكم بدوره". وأضاف: "بدلاً من إنفاذ هذا الحظر، على السلطات أن تدافع بهمّة عن الحقوق التي يكفلها الدستور المصري".

لا بد من مراجعة قوانين الإرهاب وذلك بهدف صيانة الحقوق


(بيروت) ـ قالت هيومن رايتس ووتش  إن علىمصر أن تعيد النظر في مشروعات قوانين مكافحة الإرهاب وذلك بهدف حماية الحق في الحياة وغيره من الحقوق والحريات التي يكفلها الدستور والقانون الدولي. 
في 14 أبريل/نيسان 2014 قام الرئيس المؤقت عدلي منصور بإعادة مشروع التعديلات المزمع إدخالها على القوانين المصرية المتعلقة بالإرهاب إلى وزارة العدل للمراجعة. وقد اتسمت تلك التعديلات بأنها شديدة الغموض وفضفاضة على نحو مبالغ فيه، ومن شأنها منح الأجهزة الأمنية سلطات كاسحة لاحتجاز المواطنين والتجسس عليهم وعلى مساكنهم. 
قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "من الوضح أن الاعتداءات الإرهابية تمثل تهديداً أمنياً خطيراً في مصر اليوم، لكن التعدي على الحقوق الأساسية لن يجلب المزيد من الأمن للبلاد، ويجب احترام حقوق الإنسان حتى أثناء المعركة ضد الإرهاب".
وقد توفي ما لا يقل عن 496 شخصاً، بينهم 57 من المدنيين، في هجمات شنتها جماعات مسلحة بين يوليو/تموز 2013، حين قام الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي، ومارس/آذار 2014، بحسب تقديرات حكومية. 
ويعمل مشروع التعديلات المقترحة، لـ17 مادة من مواد قانون العقوبات، على تعريف الإرهاب بحيث يشمل أفعالاً ـ من قبيل الإضرابات العمالية أو المظاهرات السلمية ـ قد "تعرقل" عمل السلطات العامة أو الجامعات أو المساجد أو السفارات أو المؤسسات الدولية. أما المادة 86 من قانون العقوبات، بعد التعديل، فمن شأنها أن تجرم أي "ترويع" قد "يضر بالوحدة الوطنية" أو يعطل العمل بدستور البلاد أو قوانينها أو "يضر بالاقتصاد الوطني".
قال جو ستورك، "بموجب هذه التعريفات فإن أي شخص شارك في انتفاضتي 2011 و2013 الشعبيتين يمكن أن يوصم بأنه إرهابي. لا يجوز تجريم الاحتجاج السلمي بوصفه بالإرهاب".
وتفرض التعديلات المقترحة عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات لأي شخص يدان بتهمة مساعدة جماعة "تضر بالوحدة الوطنية أو السلم الاجتماعي" أو الانتماء إليها. قالت هيومن رايتس ووتش إن هذه التعريفات الفضفاضة تخالف التزامات مصر الدولية والدستورية بـ[صيانة] حرية التجمع وتكوين الجمعيات، وتشجع الانتهاكات. 
ومن شأن القانون المعدل أن يسمح بالتوسع في فرض عقوبة الإعدام على أي شخص تثبت عليه قيادة أو إدارة جماعة تم وصمها بالإرهاب. وتعارض هيومن رايتس ووتش عقوبة الإعدام في كافة الحالات بصفتها عقوبة قاسية ولاإنسانية بطبيعتها. 
فور وقوع عملية تفجير في 24 ديسمبر/كانون الأول 2013، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً في مدينة المنصورة بالدلتا، قامت الحكومة رسمياً بالإعلان عن جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، رغم تبني جماعة أنصار بيت المقدس التي تتخذ من سيناء مقراً لها للهجوم. 
ومنذ ذلك الحين استغلت الحكومة توصيف الإرهاب لقمع الأنشطة السلمية للإخوان المسلمين وفرض عقوبات قاسية على مؤيديهم، بمن فيهم أشخاص غير متهمين بأية جريمة تنطوي على العنف. 
إن السماح باستخدام عقوبة الإعدام على هذا النحو قد يعرض القياديين من أعضاء الإخوان المسلمين، من الرئيس السابق مرسي إلى مديري المقرات المحلية للجماعة، لعقوبة الإعدام. 
ومن شأن تعديل ذي صلة لقانون الإجراءات الجنائية أن يمد الفترة التي يجوز فيها للشرطة احتجاز المشتبه بهم دون عرضهم على النيابة إلى 72 ساعة، من الـ24 ساعة المنصوص عليها في الدستور. كما يمكن مد الفترة بواقع أسبوع إضافي. 
وتنطوي المادة 86 مكرر من قانون العقوبات بعد تعديلها على نص يجرم الحيازة، ولو كانت مؤقتة، والنشر، ولو كان بغرض الإعلام، لأي مطبوعة أو تسجيل يبدو وكأنه يروج لأيٍ مما يندرج تحت تعريف القانون الفضفاض للإرهاب، وتعاقب المخالف بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات. وقد يمثل هذا أساساً لاعتقال وملاحقة أي شخص زار صفحة إلكترونية تحتوي على مواد تزعم السلطات أنها قد "تضر بالاقتصاد" أو "بالوحدة الوطنية"، أو نشر رابطاً إليها. 
تظل الصفحات التي تم الوصول إليها على الإنترنت محفوظة بشكل مؤقت على الحاسب الخاص بالمستخدم في صيغة يمكن استخدامها بسهولة لإعادة توزيعها، وكل من امتلك حاسباً مرتبطاً بالإنترنت أو هاتفاً ذكياً فقد امتلك "وسائل الطبع أو التسجيل أو البث أو الإرسال" المحظورة بموجب النص. وتنتهك هذه الأحكام الحق في تلقي المعلومات ونقلها، وقد تؤثر بوجه خاص على قدرة الصحفيين والأكاديميين والباحثين على القيام بعملهم، بحسب هيومن رايتس ووتش. 
قال جو ستورك، "إن مجرد زيارة صفحة إلكترونية، أو نشر رابط على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يصح أن يعد جريمة، فمن شأن هذه القيود أن تعرض مئات الآلاف من مستخدمي الإنترنت للملاحقة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب". 
وقد ذكر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، في تقريره عن مصر سنة 2009، أن "تعريف الجرائم الإرهابية ينبغي أن يقتصر حصرياً على الأنشطة التي تنطوي على استخدام العنف المميت أو الخطير ضد المدنيين أو تتعلق به مباشرة.... كما ينبغي أن يتم حظر التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك نسبة المسؤولية الجنائية إلى أعضائها، استناداً إلى أدلة ملموسة على أنشطة ذات طبيعة إرهابية حقيقية، وكذلك على التورط الفعلي للأفراد المعنيين". 
وشددت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2006 على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية كجزء من الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، وأقرت بأن "التنمية والسلام والأمن وحقوق الإنسان مرتبطة ببعضها البعض ويعزز بعضها البعض". وكجزء من تلك العملية، نشر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "الأحكام التشريعية النموذجية بشأن مكافحة الإرهاب" استناداً إلى مساهمات من هيئات تنتشر بعرض نظام الأمم المتحدة. ويمكن لهذه التوصيات أن تكون بمثابة دليل لفقهاء القانون المصريين وهم يتدارسون إصدار تشريعات جديدة للإرهاب. 
قال جو ستورك، "ليس ثمة تضارب بين مسؤولية مصر عن حماية مواطنيها وحماية حقوقهم. ويستحق المصريون قوانين تساعد في حفظ السلامة العامة وكذلك حرياتهم الأساسية. أما التعديلات المقترحة فلن تحفظ لا هذه ولا تلك".

جيليان سلتزكر : حيازة كاميرا او التحدث مع معارضين يقودونك للسجن المؤبد في مصر



جيليان سلتزكر
Author(s): جيليان سلتزكر
منشور في: The Globe and Mail
في مصر يمكن لإجراء مقابلات مع نشطاء المعارضة، أو مجرد حيازة كاميرا فيديو وبرامج للمونتاج، أن تقودك إلى السجن، فهذه هي الأدلة المركزية التي استخدمتها النيابة في القاهرة لقذف الصحفي الكندي-المصري محمد فهمي وشركائه بتهمة الإرهاب، وإمكانية الحكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، وقد امتد احتجاز فهمي الآن إلى مائة يوم.
لقد قامت مصر، من خلال ملاحقة فهمي وزملائه، لا لشيء على ما يبدو سوى التحدث مع بعض المصادر ونشر تحقيق صحفي، بمحاكمة حرية التعبير نفسها. وكما قال محامي الدفاع عن فهمي وهو يخاطب إحدى محاكم القاهرة في 24 مارس/آذار: "أهي جريمة أن يُسأل شخص عن رأيه ثم يُنشر هذا الرأي؟"
استقر محمد فهمي في كندا مع عائلته في 1991 وتخرج في جامعة فانكوفر، فصار صحفياً حصل على عدة جوائز وعمل في "السي إن إن" و"البي بي سي" و"النيويورك تايمز" و"اللوس أنجلس تايمز"، ثم التحق بـ"الجزيرة إنجلش" كرئيس لمكتبهم في القاهرة في سبتمبر/أيلول.
وقد وصفه شقيقه عادل فهمي مؤخراً بأنه "مصدر رائع للطاقة الإيجابية لكل من حوله"، مضيفاً أنه كان يخطط لزفافه في هذا الشهر. ولكن بدلاً من الاستعداد للزواج، يستعد فهمي حالياً لمواجهة ما قد يزيد على عقد من الزمان في السجن.
قامت السلطات باعتقال فهمي وثلاثة من زملائه في 29 ديسمبر/كانون الأول من جناح بأحد فنادق القاهرة حيث كانوا يعملون. وتشمل التهم تحرير مقاطع فيديو بقصد "الإيحاء بأن مصر في حرب أهلية"، وتشغيل معدات بث دون ترخيص، والانتماء إلى تنظيم إرهابي، وحيازة مواد تروج لأهداف تنظيم إرهابي.
وإذا كان بحوزة النيابة أدلة على انتماء الصحفيين إلى تنظيم إرهابي فإنها لم تقدمها في المحكمة حتى الآن. ولن تكون تلك المرة الأولى التي تقوم فيها النيابة بتوجيه هذه التهمة دون تقديم أدلة ذات مصداقية، في محاولة ظاهرة لخنق المعارضة وتخويف الصحفيين الذين يعتبرون أن تقديم كافة وجهات النظر من صميم عملهم، بما فيها وجهات نظر أعضاء الإخوان المسلمين.
ففي جلسات المحاكمة الأربع حتى الآن، وكلما طالب محامو فهمي محققي الحكومة بإظهار الأدلة على أن صحفيي الجزيرة أضروا بالأمن القومي أو تلاعبوا بالمواد المصورة، كانت النيابة تخفق في تقديم مثال واحد على هذا.
تزعم الحكومة المصرية أن شبكات الجزيرة منحازة للإخوان المسلمين في تغطيتها لمصر بوجه خاص. ولن تكون الجزيرة أول شبكة إخبارية تتهم بالانحياز.
في خطاب إلى عائلة فهمي، كتب الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أنه سيعمل على ضمان حصول فهمي على حقوقه القانونية الكاملة. إلا أن مصر في عهد السيد منصور ليست نموذجاً يحتذى في سلامة الإجراءات القانونية، ففي 24 مارس/آذار حكمت محكمة مصرية بالإعدام على 529 شخصاً من أعضاء الإخوان المسلمين ومؤيديهم، بعد محاكمة افتقرت إلى أي مظهر من مظاهر الإجراءات السليمة وانتهت في أقل من ساعة.
لقد حُرم فهمي من الخروج بالكفالة، وهو يزعم أن السلطات حتى وقت قريب كانت تحرمه من العلاج لكسر في كتفه تعرض له منذ عدة أشهر، مما ترك بذراعه عاهة مستديمة.
فكيف للمرء أن يتوقع سلامة الإجراءات في هذا الجو المشحون بالمحاكمات الجماعية والأحكام المقتضبة والتجريم بالتبعية؟ لا عجب إذن أن تتحول مصر على نحو متزايد إلى إحدى أخطر الدول في العالم على المشتغلين بالإعلام، بحسب تقدير لجنة حماية الصحفيين.
وقد عملت وزارة الخارجية الكندية على بذل مساع دبلوماسية هادئة مع نظرائها المصريين في قضية فهمي، داعية إلى سلامة الإجراءات في المحاكمة والمعاملة الإنسانية.
لكن على كندا أن تقوم بتكثيف جهودها. في 27 مارس/آذار دعا رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت الرئيس منصور إلى التدخل المباشر للإفراج عن بيتر غريست، وهو صحفي أسترالي في الجزيرة تم احتجازه مع فهمي. كما مارست مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، هي والولايات المتحدة، ضغوطاً على مصر.
ومع قرب عودة فهمي للمثول أمام المحكمة في 10 أبريل/نيسان، يتعين على رئيس الوزراء هاربر دعوة مصر إلى إسقاط كافة التهم المتعلقة بمجرد ممارسة الصحفيين لعملهم. ففي خضم اعتداء مصر على الإعلام وحرية التعبير، ينبغي لكندا أن تقيّم كافة أدواتها لإنهاء ملاحقة أحد مواطنيها لمجرد أنه صحفي.
جيليان سلتزكر منسقة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش.*

صحفيون يستنكرون تشبيه وزير الخارجية لمصر بزوجة تنكحها أمريكا

قال د. اسامة الكرم الخبير الاقتصادى ورئيس تحرير جريدة حديث المدينة ان وزير الخارجية المتهرب من التجنيد خلال حرب أكتوبر ، صرح في مقابلة أجرتها معه الإذاعة العامة الوطنية الأمريكية في واشنطن، ان علاقة مصر وامريكا كالزواج وليست نزوة .. العلاقة الزوجية لاعلاقة لها بالسياسة ..علاقات الدول ترتبط بالمصالح ..اما العلاقة الزوجية تبدأ بليلة الدخلة .. التى يعلن فيها عن شرف العروس !! قهل مصر ظهر شرفها فى ليلة الدخلة مع امريكا ؟ والزواج انواع منه نكاح متعة ومع التطور الطبيعى للحاجة الباردة ظهر مؤخرا نكاح الكاراتية .. السؤال من هو المأذون الذى عقد زواج مصر بأمريكا ؟ ومن هو ولى امر مصر في عقد الزواج ياوزير تشبيهات العار ؟ وهل حملت مصر من هذا النكاح ؟ ومن هى الداية التى اشرفت على الولادة ؟ ام ان مصر عاقر ياوزير تشبيهات غرف النوم ؟ وهل يمكن ان تكون مصر متزوجة من زوج نظرا لعلاقاتها القديمة مع روسيا ؟
وعلقت الكاتبة الصحفية وفاء اسماعيل على هذا الكلام بقولها "هنا مربط الفرس" الانقلابيون الذين يدعون ان الاخوان يتبعون تنظيم عالمى يخطط لاقامة دولة الخلافة الاسلامية التى ترعبهم وترعب الغرب لان فى وجود الخلافة الاسلامية الموحدة للعالم الاسلامى زوال للكيان الصهيونى من منطقة الشرق الاوسط ( كما زال وجود الامارات الصليبية فى انطاكية وطرابلس والرها وبيت المقدس بتوحيد مصر والشام على يد صلاح الدين الايوبى الذى انتصر بتلك الوحدة على الصليبيين فى حطين عام 1187م )
نقول لهؤلاء الانقلابيون : تبثون الرعب فى نفوس المصريين والشعوب العربية من التنظيم الدولى الاخوانى ومشروع الخلافة الاسلامية ، بينما لا يرعبكم التعامل مع التنظيم الدولى الصهيونى ومنظماته التى تعمل ليل نهار سرا وعلانية من اجل تحقيق مشروع اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ؟ ما الذى يجمع بينكم وبين تلك المنظمات الصهيونية غير عداوة وكراهية الاخوان ؟
أتستمدون شرعيتكم من تلك المنظمات الصهيونية وكيانها المسخ وتستقون بها على شعوبكم وتستجدون عونها للترويج لانقلابكم لما لتلك المنظمات الصهيونية من تأثير قوى على الراى العام الامريكى والبيت الابيض والكونجرس الامريكى ؟
يا لكم من خونة لا تستحون من خيانتكم
اما سليم عزوز الكاتب الصحفي فقال ان وزير الخارجية المصري بدلا من ان يدعو للسيسي لدي الجاليات المصرية بالخارج ذهب يدعو له في المحافل الصهيونية في واشنطن.
هو المشير داخل الانتخابات في تل أبيب؟ّ
وقال الكاتب الصحفي سيد أمين: وزير خارجية " الاحتلال / الانقلاب / النكسة " الهارب من التجنيد اثناء حرب اكتوبر ..يلتقي متعصبين يهود ويقول لهم ان علاقة مصر بامريكا علاقة زواج شرعى...بالطبع تقوم مصر بدور الزوجة التى تتلقي الاوامر بلا شك.البهائم الذين لا زالوا يؤيدون هذا النظام اللقيط ..وهو لفظ يستحقه كلاهما بجدارة .. ماذا تبقي لكم كى تبصروا الحقيقة التى صارت متوهجة كشمس يوليو.

مجلة سويسرية : مناهضو "3 يوليو" ورافضو "حُـكم العسكر".. هل يدعمون "صبّاحي"؟

بقلم : همام سرحان - القاهرة- swissinfo.ch
28 أبريل 2014 - آخر تحديث - 5:04
تباينت آراء خبراء ومحللين ونشطاء سياسيين مصريين، حول إمكانية توحّد القوى الرافضة لما حدث في 3 يوليو 2013 مع الفئات والتيارات والشخصيات المناهضة لحُكم العسكر، لدعم حمدين صبّاحي كمرشح توافقي في مواجهة عبد الفتاح السيسي، مرشّح المؤسسة العسكرية والمدعوم من أجهزة ومؤسسات الدولة وتقِف خلفه كحلٍّ "انتخابي" للخروج من المأزق الرّاهن بـ "أقل الأضرار".
ففيما لم يستبعد ناشط سياسي إمكانية حدوث ذلك واعتبر خبير سياسي أنه "البديل الوحيد المتاح"، وأوضح باحث ومحلّل سياسي، أن التوعية السياسية "السلاح الغائب" في المعركة، اعتبر صحفي وناشط ثوري أن هذه الفرَضية مستحيلة، باعتبار أنها "صنيعة المؤسسة العسكرية" وطوق النجاة الذي سيمكِّنها من الإستمرار في حُكم البلاد "من خلْف الستار"، حسب رأيه.
الباحث السياسي الدكتور أحمد تهامي، الخبير بالمركز القومي للبحوث الجنائية والإجتماعية
(swissinfo)

صبّاحي.. والبديل المتاح!!

الباحث السياسي الدكتور أحمد تهامي أوضح أن "المرشح التوافُقي، فكرة مطروحة لدى بعض الجماعات والأحزاب التي تخشى من عودة الدولة الأمنية العسكرية أو عودة نظام مبارك في شكلٍ جديد، إن تمكَّن السيسي من الفوز بالرئاسة، والبديل الوحيد المتاح في ظلّ العملية السياسية القائمة، هو حمدين صبّاحي، الذي ينتسِب إلى مُعسكر الثورة وكان له حضور بارز في انتخابات الرئاسة عام 2012 وقد حاز على تأييد حزب الدستور، الذي ينضوي تحت مظلّة محمد البرادعي، إضافة إلى قسم من حركة تمرّد، فيما يُتوقّع أن يحظى بتأييد بعض القوى اليسارية".
وقال تهامي، الخبير بالمركز القومي للبحوث الجنائية والإجتماعية في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: "في المقابل، فإن صباحي والقوى التي تؤيِّده شاركت في مظاهرات 30 يونيو وساندت التدخل العسكري في 3 يوليو ولا تزال في مجملها تؤيد خريطة الطريق التي وصلت إلى هذا المسار، حيث الإختيار بين السيسي وصبّاحي في انتخابات محسومة سلفاً لصالح السّيسي، طالما استمر في الحصول على دعم مؤسسات الدولة، خصوصا العسكرية. وقد قبلت المؤسسات الحاكمة بمشاركة صباحي، لاستكمال الشكل الديمقراطي أمام الخارج، وليس من أجل إيجاد منافسة حقيقية في انتخابات لا تكون نتائجها معروفة سلفا". 
وأضاف أحمد تهامي أن "قدرة صباحي على المنافسة في ظل الوضع الراهن، ضعيفة للغاية وشعبيته تراجعت بقوة. فوِفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة زغبي للأبحاث في سبتمبر 2013، تراجعت شعبية جبهة الإنقاذ، التي يشكِّل صباحي أبرز أعمدتها، إلى أقل من 13%. لكن صباحي يُراهن على أهمية دوره في العملية السياسية الجارية، نظراً لكونه المرشح الوحيد أمام السيسي، وغيابه يعني فشل الإنتخابات تماماً، ولذلك، فإن الدولة نفسها تحتاج وجوده في العملية السياسية، لاستكمال الشكل الديمقراطي".

صباحي.. والخطة "ب"!

مع ذلك، يُلفت تهامي إلى أن "مناخ السياسة المصرية المتقلِّب يدفع صباحي للإعتقاد بأن الدولة المصرية وقِوى خارجية قد تحوِّل دفّة دعمها في اللحظة الأخيرة عن السيسي إليه، إذا شعرت أن وجود السيسي على رأس السلطة يمكن أن يؤدّي إلى تفاقم حالة عدم الإستقرار وفشل الدولة، مما يجعل صباحي الخطة "ب" الإحتياطية لتهدئة الأجواء وإيجاد رئيس مدني لا يحظى بدعم قوة سياسية منظّمة، مما يجعل خضوعه لمؤسسات القوة والسلطة أيْسر كثيراً من مرسي، الذي يحظى بدعم الإخوان كقوة سياسية منظمة". 
وتابع الخبير بالمركز القومي للبحوث الجنائية والإجتماعية: "هناك قيود ومشكلات هائلة تتعلّق بالظروف السياسية والقانونية المحيطة بالعملية الإنتخابية نفسها. فهناك قوانين مصمّمَة ومُفَصَّلة لضمان فوز مرشّح بعينه وقانون لتحصين لجنة الانتخابات الرئاسية، رغم كونها هيئة إدارية وقانونا يحظر التظاهر والمسيرات وقانونا يحظر ترشيح شخصيات سياسية بارزة، بسبب كونها محتجزة في الحبْس الإحتياطي"، مشيرا إلى أنه "في ظل دعم مؤسسات الدولة لمرشح معيّن، يصبح الأمر أقرب إلى الإستفتاء على شخْص السيسي، مما دفع أبرز الشخصيات الطامحة إلى المنصِب للإمتناع عن الترشح، رغم جُهد بعضهم الواضح في توفير الأجواء لعزل مرسي، مثل: أحمد شفيق وعبدالمنعم أبو الفتوح وسامي عنان... إلخ". 
واستطرد أحمد تهامي قائلاً: "ولذلك، امتنع الإتحاد الإفريقي عن إرسال فريق مراقبين دوليين لمراقبة نزاهة الإنتخابات الرئاسية، لأن الشروط القانونية والسياسية لإجراء انتخابات ديمقراطية، غير متوفرة في الوقت الرّاهن، ومن أبرزها ترشح وزير الدفاع نفسه، الذي قاد التدخل العسكري للإطاحة بالرئيس المنتخَب محمد مرسي، فضلاً عن سيادة أجواء الدولة البوليسية" في البلاد.
swissinfo)


الباحث والمحلل السياسي حمدي عبد العزيز

فكرة تأخرت كثيرا!
من جهته، أشار الباحث والمحلِّل السياسي حمدي عبد العزيز إلى أن "شعور دعْم التجربة الديمقراطية وتطويرها والحفاظ عليها ومعالجة أي خلل يطرأ عليها في المستقبل، تولد كحُلم في الإنتخابات التي تلت ثورة يناير، سواء مجلس الشعب أو الرئاسية، حيث خرج المواطنون للإحتكام إلى صناديق الإنتخابات بطريقة ديمقراطية، إلا أن ممارسات الأطراف السياسية وقتذاك، قللت من حضور المصوِّتين"، إلى أن حدث ما أسماه عبد العزيز "إنقلاب 3 يوليو على الشرعية"، حيث ظهرت مفاهيم من قبيل الإرادة الشعبية، لتعكِس اللجوء إلى الحشد الجماهيري في الشارع، بدلاً من الحشود أمام لجان التصويت. 
وفي تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch، اعتبر حمدي عبد العزيز أن "الفكرة جيدة، لكن الأطراف السياسية لم تستطع تنفيذها قبل 3 يوليو، والآن بلغ الإستقطاب السياسي مداه ولا تستطيع القوى العلمانية والإسلامية والثورية الوصول إليها، بسبب الغباء أو الضحالة السياسية التي اتسمت بها، حيث أهدرت خِبرة العمل المُشترك، التي تجلّت في الـ 18 يوماً الأولى للثورة داخل الميدان ولم تستطع العمل والتوافق، حتى ولو على أهداف بسيطة، ناهيك عن عدم وضوح مواقف بعض هذه الأطراف من المشاركة في خريطة الطريق أو بالأحرى رفضها للخريطة بأكملها".
الباحث السياسي أشار أيضا إلى أنه "بفرض التوافُق حول حمدين كمرشّح مدني، فإن المزاج العام يميل تماماً لمرشّح الدولة العميقة، عبد الفتاح السيسي، والذي نجحت الدِّعايات ووسائل الإعلام في جعله "مرشح الضرورة" أو "البطل" الجديد الذي سيحقِّق الأمن أو "الدكر" الذي سيُعيد العزّة المسلوبة! 
وأضاف حمدي عبد العزيز أن "التركيز بالأساس، كان يجب أن ينصبّ حول توعية الرأي العام بخصائص وسِمات يجب أن تتوافر في رئيس دولة بحجْم مصر، والتي أصبحت كالديناصور بلا رأس أو برأس صغير تابع لقِوى إقليمية أو دولية، بسبب المعادن القيادية والسياسية الرّديئة التي تعاقبت على هذا المنصب، كما كان يجب التوعِية بفكرة "الشعب البطل" وليس "البطل الفرد" أو "السيد" أو "الزعيم"، والتي تتجسّد في رئيس مُستبِد أو ضابط قمعي أو قاضٍ ورجل أعمال فاسد". 
واختتم عبد العزيز بالقول بأننا "بحاجة إلى بضعة سنوات من التوعية السياسية، لكي تستطيع الإرادة الشعبية أن تحصُل على حريتها الكاملة ويناضل الشعب من أجل حقوقه وتتحقق بالفعل انتخابات حرّة ونزيهة وشفافة، تُسفِر عن تداول حقيقي للسلطة".

الناشط السياسي محمد القصاص، عضو "التيار المصري"، والعضو في جبهة "ثوار"
(swissinfo)


"من باب عصر الليمون.."

في تعليقه على الموضوع، قال الناشط السياسي محمد القصاص، عضو التيار المصري: "الفكرة جيدة سياسياً، وقد حاولنا فيها، لكننا لم نجد المرشح الرافض لـ 3 يوليو، وقد كان المناخ السيء والقمع وعدم وجود رمز والإحباط، هي عوائق الفِكرة"، معتبرا أنه "من الصعب الحديث عن نزاهة عملية، هي في أصلها معيبة وتفتقد إلى الأساسيات الديمقراطية وتخالف حتى 3 يوليو ودستور 2014". 
وفي تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch، أضاف القصاص، العضو في جبهة "ثوار": "كانت هناك محاولات وجهود في هذا الإتِّجاه، لكنها لم تنجح، حيث كنا نراهِن على مرشح شاب على غرار خالد علي، لكنه للأسف الشديد انسحب من المنافسة قبل أن تبدأ"، مشيرا إلى أن "جماعة الإخوان والتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب، لم يشاركوا في هذه الفكرة". 
وتابع قائلاً: "لم نفكّر في حمدين كمرشح توافقي، لأنه جزء من تحالف 3 يوليو، فضلاً عن أن حمدين ابن التيار القومي الذي ليست لديه غضاضة من الحُكم الشمولي أو هيْمنة المؤسسة العسكرية على الدولة"، موضحا أنه إذا تم اللجوء إلى حمدين، فسيكون ذلك من باب "عصر الليمون" وربما يكون هناك "نقاش" بين المجموعات الثورية حول دعمه.
"صنيعة" المؤسسة العسكرية..
الناشط السياسي سيد أمين - منسِّق حركة "قوميون وناصريون ضد المؤامرة" أعرب عن رفضه للفكرة من الأساس، وقال: "أنا لا أوافق عليها مطلقا، لأن فوز حمدين يعني انتصار العسكر الذي يخطِّط لصعود شخص ضعيف، مثل حمدين إلى السلطة، ليتمكّنوا هم من حُكم مصر من خلْف الستار"، معتقدا أن "المؤسسة العسكرية هي التي تسعى لطرح تلك الدّعوات والترويج لها". 
وفي تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch، برر "أمين" تفسيره بقوله: "أن يحكُم السيسي مصر مباشرة بعد ما حدث في 3 يوليو، فهذا سيكون أمرا فاضحا للعسكر وسيؤكِّد أن ما قاموا به، انقلاب عسكري على الرئيس المنتخَب، مما سيُعرِّضهم للفشل الذريع، خاصة وأن الفترة المقبلة، عصيبة للغاية"، ورجّح أن تسعى "المؤسسة العسكرية لإنجاح حمدين، لتتمكّن من إدارة البلاد من خلاله، لكونه بلا ظهير شعبي حقيقي". 
وأضاف منسِّق حركة "قوميون وناصريون ضد المؤامرة": "حمدين ليس في منافسة مع الجيش والأجهزة الأمنية في الدولة، بل هو صنيعتهم، من أجل تمرير عمليه فوزه وتمكين العسكر من حكم مصر من خلاله، وبالتالي، يكون العسكر قد ضرب عصفوريْن بحجر واحد: أوفى بوعده بإجراء انتخابات أفرزت حاكما مدنيا من المعارضة، فيما يُمسِك هو بمقاليد السلطة الحقيقية في البلاد".
الناشط السياسي سيد أمين، منسِّق حركة "قوميون وناصريون ضد المؤامرة"
(swissinfo)
"خطّة مُحكمة من العسكر"؟؟..
سيد أمين توقّع أن يفوز حمدين بالرئاسة وأن تُـزوَّر الإنتخابات لصالحه، وذكّر بأنه "يكفي أن يعلم المرء أن الجيش هو الذي كان يجمع التوكيلات له"، وأن كل ما يحدث "مجرد حملة دعاية لتسويق هذا المخطّط"، وكأن هناك منافسة جادة نجح بعدها مرشّح المعارضة، وهي تمثيلية سخيفة مرفوضة جملة وتفصيلاً حسب رأيه، مشيرا إلى أنه "سيتم إسقاطه بعد فترة قليلة من الشعب، لأنه سيُواجَه بأزمات طاحنة ومظاهرات عارمة، وهو ما سيضطر معه الجيش لرفع يدِه عن دعم حمدين، بعدما أوصله إلى كرسي الرئاسة"... 
وأصاف أمين أن "المخطّط سيكون قد آتى ثِماره، وسيقال حينها، أن الجيش قد أيّد الشعب في 25 يناير ضد مبارك وأيده في 30 يونيو ضد مرسي، والآن يؤيِّده ضدّ حمدين، كما سيُقال أنه بعد 30 يونيو قاد عملية ديمقراطية وأنه سمح لمرشحه (السيسي) أن يسقط، مقابل مرشّح المعارضة اليساري، والآن وبعدما انتفض الشعبُ ضدّ من جاء به، فلابد أن يقف الجيش مع الشعب، وهنا يجب على الجيش أن يحكم البلد، حفاظًا على أمنها القومي المهدّد"، على حد قوله.

المفكر القومى محمد سيف الدولة : الأمن الأمريكى المصرى الاسرائيلى المشترك

مشاهد متنوعة من دفتر الأحوال :
· تصريح البنتاجون بأن ((سبب الإفراج عن الطائرات الأباتشى لمصر، هو أنها ستساعد الحكومة المصرية فى التصدى للمتطرفين الذين يهددون الأمن الأمريكى والمصرى والإسرائيلى)) هو تصريح مضلل، وكاشف، وصادم، ومخرس :
- مضلل لأن أخطر ما يهددنا هو القيود التى فرضتوها على قواتنا وسلاحنا فى سيناء بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، ولولاها لما احتجنا لكم ولا لأسلحتكم أو طائراتكم، ومضلل لأن اخطر ما تعرضنا ونتعرض له من اعتداءات وتهديدات، كنتم أنتم مصدرها. فالوصف الصحيح لعلاقاتنا معكم هو التناقض والصراع وليس التعاون والأمن المشترك .
- وكاشف لعمق وحميمية العلاقات المصرية الامريكية الاسرائيلية، ولحقيقة الوجود العسكرى الامريكى فى سيناء تحت غطاء القوات متعددة الجنسية،
- وصادم لكل وطنى، و لكل من صدق أن 3 يوليو هى حركة ضد الأمريكان،
- ومُخرِس لكل حملات تزييف الوعى والطنطنة فى الفترة السابقة عن الوطنية والاستقلال والأمن القومى.
***
· صرح السيسى لوفد أمريكى بما يلى :
1) الجيش المصرى يشعر بالامتنان لأكثر من 73 مليار دولار حصلت عليها مصر بين 1948 و2012 ،
2) لن نكون جاحدين ولن ننقلب عليكم،
3) الدعم السياسى والاقتصادى الامريكى يعد امرا حاسما لتحقيق الانتعاش الاقتصادى والسياسى فى مصر،
4) رفض الناتو نشر قوات لتحقيق الاستقرار فى ليبيا بعد مصرع القذافى، خلق فراغا سياسيا وترك البلاد تحت رحمة المتطرفين،
وهو تصريح غير لائق وغير مقبول حتى من باب المجاملات الدبلوماسية، بالإضافة الى انه يكشف الهوة الشاسعة بين المرجعية الوطنية الحقيقية وبين مرجعية نظام مبارك التى تربى وترعرع فيه عبد الفتاح السيسى، كما أنه لا يمت بالكرامة بصلة فى بلد قامت فيها ثورة من أجل الكرامة:
1) ففى الوعى الوطنى أن أمريكا ارتكبت سلسلة من الجرائم فى حقنا فى ذات الفترة التى ذكرها السيسى 1948ـ 2012؛ بدءا بتقسيم فلسطين 1947 والاعتراف بإسرائيل 1948 وحمايتها ودعمها على امتداد أكثر من 60 عاما، ومساندتها ضدنا فى حربى 1967 و 1973، هذا بالإضافة الى إكراهنا على توقيع معاهدة ظالمة لمصر بعد أن رفضت إصدار قرار من مجلس الأمن يقضى بانسحاب القوات المحتلة، ولحرصها الدائم على الحفاظ على التفوق العسكرى لاسرائيل، ولإغراق مصر فى التبعية، ولحمايتها لمبارك ونظامه، ولاحتلالها العراق وافغانستان، ولعملها الدؤوب على مزيد من التفتيت والتقسيم لعالمنا العربى، والقائمة تطــــــــــــــــول.
2) كما أن الشعب المصرى سيبذل كل ما وسعه باذن الله، من أجل التحرر منهم والانقلاب عليهم، بالمخالفة التامة لوعد السيسى لهم.
3) كما أن معوناتهم العسكرية والاقتصادية، خرَبت مصر وأضعفتها وإخترقتها، ونحلم باليوم الذى نتحرر منها.
4) ناهيك على أن أسوأ ما حدث فى الثورة الليبية هو تدخل الناتو، وكل من يستدعى أو يستقوى بالقوات الأجنبية فى ليبيا أو أى بلد عربى، هو خارج عن الصف الوطنى.
***
· بتحصين عدلى منصور لتعاقدات الدولة السابقة واللاحقة ضد الطعن، نكون بصدد بداية سداد الفواتير لشبكة مصالح الثورة المضادة، وإعادة إنتاج لأسوأ ما فى نظام مبارك، وبداية عصر جديد للامتيازات الغربية والخليجية، وتجريد المصريين من الحق فى الدفاع عن ثرواتهم، وتقليص دور مجلس الدولة وانتزاع صلاحياته فى الدفاع عن المال العام، وفتح الأبواب لنهب مصر بالقانون، وكشف حقيقة الانحيازات الاقتصادية و الاجتماعية والطبقية لخريطة الطريق.
***
· أخيرا بعد ثلاث سنوات من الثورة، وجد صندوق النقد الدولى ونادى باريس، من ينفذ تعليماته برفع الدعم، بعد أن أصدرت حكومة محلب قرارا برفع أسعار الغاز والبنزين فى الطريق، وهى أيضا من فواتير خريطة الطريق "المجيدة".
***
· كلما أتذكر تحرير سيناء، أجد سعاداتى مجروحة، ليس فقط بسبب القيود المفروضة على السيادة المصرية هناك بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، ولكن أيضا بسبب انحيازنا لاسرائيل ضد فلسطين؛ فبينما نحتفل ونفخر برفضنا التفريط فى طابا التى لا تتعدى مساحتها كيلومتر مربع واحد، فاننا قمنا بالاعتراف باسرائيل وبحقها فى ارض فلسطين التاريخية، بل وشاركنا فى الضغوط على الفلسطينيين للتخلى عن 78% من وطنهم للصهاينة بموجب اتفاقيات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، التى تتبناها وتروج لها مصر الرسمية، وتدعم الملتزمين بها، وتحاصر وتشيطن من يرفضها.
ناهيك عن السماح للإسرائيليين بدخول سيناء من معبر طابا والمكوث على شواطئها لمدة 15 يوم بدون تأشيرة، بينما يعانى الفلسطينيون على معبر رفح من كل أنواع القيود .
***
· كفى حديثا عن العدالة الانتقالية، فبعد أحكام الإعدام بالجملة والسجن بعشرات السنين، فإننا نعيش أزهى عصور #الظلم_الانتقالى.
***
· أرسل الدكتور صلاح سلطان من محبسه، رسالة استغاثة لإنقاذ ابنه محمد من الموت فى السجن، الذى تم القبض عليه من سرير المرض بعد عملية جراحية لذراعه الذى تهشمت عظامه بالرصاص فى 14 اغسطس فى رابعة. و قام بالاضراب عن الطعام منذ 26 يناير 2014 وفقد 45 كيلو من وزنه، اعتراضا على تجديد حبسه المستمر منذ 7 أشهر بدون أى أدلة أو احراز، ناهيك عما تعرض له من الضرب والاهانة والتعذيب.
فهل من مغيث ؟
***
· تم تجميد برنامج باسم يوسف حتى 30 مايو، حتى لا يؤثر على الرأى العام قبل الانتخابات الرئاسية !
أما الانحياز الفج والمبتذل ليل نهار للسيسى من كافة القنوات والبرامج الرسمية والخاصة، فانه لا يؤثر على الرأى العام ! (كفى استخفافا بالعقول)
*****
القاهرة فى 28 ابريل 2014

خليفة جاب الله يكتب : سقوط النخبة

قبل أسابيع قليلة من اندلاع ثورة 25 يناير، تبادلت أطراف الحديث مع صديقى الشاب المثقف فى شارع 26 يوليو حول أوضاع البلد، وضرورة اصلاح المنظومة الفاسدة التى أدت إلى تراجع مصر فى كافة المجالات، وتحدث صديقى عن أحلامه بأن يتم انشاء حزب ليبرالى حقيقى، ينشر ثقافة الاختلاف والتعدد، يكون من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه بحرية، وأن يحترم الآخرون وجهة نظره، مطلقا العنان لخياله، وحلقت معه أنا الآخر ولم أصحو إلا حينما سمعته يقول: ولكن لى شرط أن أكون أنا رئيس هذا الحزب.
بقدر ما أبهرتنى أفكار صديقى المثالية الراقية، بقدر ما صدمتنى الجملة الأخيرة، فقد رسم لوحة جميلة بتأنى شديد ثم نسفها فى لحظة حينما أشترط أن يكون هو الرئيس.
حال النخبة المصرية المثقفة والسياسية، لا يختلف كثيرا عن حال صديقى، فقد ظلت هذه النخبة ترسم لنا صور جميلة حول ضرورة الاصلاح ونشر ثقافة الحرية والديمقراطية، ولكن عند التطبيق العملى تخلت عن كل ذلك فى مقابل انتزاع مكاسب شخصية أو التعصب الأعمى لأفكارها وأيديولوجياتها.
لا أنكر أننى أنخدعت بهذه النخبة إلى أن وضعت على المحك، وكانت ثورة 25 يناير لحظة الاختبار الحقيقى، حينما خرجت الجماهير الثائرة لاسقاط النظام الفاسد، دون تخطيط أو دور حقيقى لهذه النخبة، وعندما سقط "مبارك" تصارعت هذه النخبة لتركب الثورة وتسرق جهود المواطنين البسطاء، الذين ضحوا فى سبيل هذه اللحظة بدماءهم .
لم تكن النخبة المصرية على مستوى طموحات الشعب المطحون، وبدلا من أن يتلقفوا الثورة ويعملوا على بلورة نظام ديمقراطى حقيقى، تسابقت هذه النخبة للاستئثار بالغنائم، بل لم يجد بعضهم غضاضة فى التحالف مع رموز النظام السابق ضد رفقاء الميدان، سواء أثناء فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو خلال أحداث 30 يونيو و3 يوليو، وكشفوا ظهر الثورة فاستولى رموز النظام السابق على السلطة مرة أخرى.
نعم أضاعت النخبة برعونتها وأنانيتها وعمالة بعض رموزها لنظام المخلوع ثورة 25 يناير ومعها أحلام البسطاء، وكأن هذه النخبة لعنة على هذا الشعب، وسقطت أقنعة رموزها لتكشف ما تخفى خلفها من حقائق مخجلة، فرأينا أحزاب ليبرالية مثل حزب الوفد تنحاز لعودة العسكر للحكم، ضاربة بكل أدبياتها السياسية والأيديولوجية عرض الحائط، ورأينا أحزاب إسلامية مثل حزب النور السلفى "المتشدد" يتخلى عن حلفائه الإسلاميين، ويرتمى فى أحضان أحزاب علمانية، ورأينا الرموز الدينية سواء فى الأزهر أو الكنيسة يتخلون عن شعارهم"لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة" ويغرقون حتى آذانهم فى اللعبة السياسية، ورأينا إعلاميين وصحفيين كنا نعدهم من المعارضين لنظام مبارك، وفجأة أصبحوا من أشد المدافعين عنه وعن رموزه، ورأينا مثقفين ومفكرين كانوا من المدافعين عن كرامة وحقوق المصريين وقد تحولوا إلى أبواق لتبرير أعمال القتل والقمع الأمنى ضد المتظاهرين، ورأينا بعض مرشحى الرئاسة السابقين وهم يقررون عدم خوض انتخابات الرئاسة هذه المرة والتفرغ لمساندة "الملهم المزعوم"، ورأينا نماذج كثيرة أخرى تتساقط تباعا فى شتى المجالات.
ما يدعوا للسخرية أن بعض رموز النخبة حاولوا تصحيح أخطائهم، ولكن بعد فوات الأوان، فرموز النظام السابق كانوا قد أحكموا سيطرتهم على السلطة عقب الانقلاب العسكرى فى 3 يوليو الماضى، واستخدموا هؤلاء الرموز كغطاء لتمرير انقلابهم، بذريعة تصحيح مسار ثورة 25 يناير، فخرجوا يجرون خلفهم أذيال الخيبة، تطاردهم اللعنات واتهامات الخيانة والعمالة من الطرفين المتصارعين، فمنهم من اختار الرحيل، ومنهم من قرر الإنزواء، فيما قررت الشريحة الكبرى منهم الاستمرار فى دعم سلطة الإنقلاب ولسان حال بعضهم يقول:"إذا وجدت أنك تمر فى الجحيم فواصل".
للأسف كانت هذه النخبة من صنيعة النظام السابق وأجهزته الأمنية، ليلعبوا دور "المعارضة الكارتونية"، فيما كانت نسبة غير قليلة من كبار المثقفين والمفكرين تخفى فى أعماقها تعصب أعمى لانتماءاتها الأيديولوجية والحزبية، فهم يؤمنون بالديمقراطية إذا حققت لهم المكاسب، وإلا كفروا بها، وانقلبوا عليها.
ولكن رغم هذه الصورة التى تبدو شديدة السواد والقتامة، ورغم القتل والقمع الأمنى والانقسام الحاد، مازال الأمل قائم طالما استمر هذا الحراك الثورى المتواصل منذ شهور، هذا الحراك قادر على افراز نخبة حقيقية لم تتلوث أيديها بالعمالة لنظام حاكم، ولا تبحث عن مصالح شخصية، ولديها إيمان حقيقى بمبادئها قولا وفعلا، هذه هى النخبة التى ستحقق أهداف الثورة القادمة.

رحاب أسعد بيوض التميمي تكتب : بين العقاب والبلاء تكمن سيرة حياة اﻹنسان

(البلاء أوله شدة وضيق وأخره نصر من الله )
(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)] النساء:79 [
فعدا عما جاء في تفسير هذه الأ ية،فقد يختلط على من يسمعها تمييز أصحاب المصائب من أصحاب البلاء،حتى يظن أن كل سيئة أو أزمة يمر بها المرء هي بالضرورة عقاب بفعل عمله السيئ,ﻷنه تعود أن يرد الحسنة إلى كل ما ظهرمن النعم،والسيئة الى كل ما ظهرمن سوء,ناسياً أن كثيراً من النعم ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب والعكس صحيح أيضآ.
فأنا أرى والله أعلم أن اﻹبتلاء الذي يتعرض له المسلم يقع في ضمن الحسنة التي من الله,لأن ثمرات الإبتلاء فيها كل الحسنات والعبرة في عواقب اﻷمور،عدا عن أن الله هوالمتفضل بالنعم وﻻ يمنعها أو يسلبها إلا بسئية اﻹنسان،
والبلاء هو امتحان درجة منزلة الله عندعبد أحبه الله لشدة تقواه،بدليل أن البلاء هو جزء من حياة اﻷنبياء،فما تعرض له اﻷنبياء من شدة ومحاربة وأذى هو بالضرورة من اﻹبتلاء الذي يسبق النصر والتمكين،إبتلاء نتج عنه إجتباء وإصطفاء وتمكين لهم في اﻷرض وعلو ورفعة
في حين أن العقاب من نفس اﻹنسان أي نتيجة عمله السيئ،والذي ﻻ يعود عليه إلا بالخسران
لذلك قد يختلط على الناس التفريق بين اﻹبتلاء والعقاب ﻷن الشدة واﻷلم،ونوعية المصائب المشتركة هي التي تجمع بينهما,فالحسنة من الله تشمل الصبرعلى البلاء الذي فيه الجزاء،وحسن العاقبة،والسيئة من النفس تشمل العذاب وسوء العقاب.
فالبلاء هوإمتحان المحبة من الله لعبد إجتباه ثم إصطفاه،
والعقاب هو حصاد السوء لعبد إختار رضا نفسه والشيطان على رضا الرحمن. وقد يكون البلاء بالخوف وعدم اﻷمان،كحالة من التعب النفسي تعتري نفس اﻹنسان ﻷي سبب كان،أو بفقر،أوبفقدان في الذرية،أو معاناة بسبب نقص في ثمار الحياة بمختلف أشكالها
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) ]البقرة:155-157 [
وكل من عاش الرضا والقناعة وسط هذه الظروف فهو في عيش البلاء ويختلف في درجته حسب تقوى الانسان ..
الفرق بين اﻹبتلاء والعقا ب
أن اﻹبتلاء هو جزء من سيرة اﻷنبياء،فليس هناك نبي وإلا وقد إبتُلي في قومه أو أهله وعشيرته أو بدنه،أو زوجه،فالبلا ء إبتلي به اﻷنبياء ثم الصالحون عبر مسيرة الحياة،ثم اﻷمثل فاﻷمثل وأكمل الناس إيمانا أشدهم بلاء,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((أشد الناس بلاء الأنبياء،ثم الصالحون،ثم الأمثل فالأمثل،يبتلى الرجل على حسب دينه،فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه،وإن كان في دينه رقة إبتلي على قدر دينه،فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)أخرجه الإمام أحمد وغيره
فالبلاء هو دليل محبة الله للعبد المؤمن يبتليه ليُطهره وليصطفيه ثم ليجعله في معيته.
أما العقاب فهو نتيجة سخط الله على المرء لذنوب أذنبها,وهناك فرق بين اﻹثنين
فالبلاء بالضرورة تنزل معه الرحمات التي تنتج عن الرضا بما قسم الله،تعين المرء على إحتماله والصبر عليه.
أما العقاب فيكون منفرداً صاحبه بالشدة واﻷذى حتى يضيق بهما.
أن من إحدى مراحل البلاء أن يُسلط شيطان الجن شياطين اﻹنس على اﻹنسان الطيب صاحب اﻷخلاق لعلم الشيطان المتخفي قدرة صاحب اﻷخلاق على التأثير في المجتمع، خيراً وإصلاحاً,وهذا لا يروق للشيطان الذي يقود معركته ضد اﻷخلاق،فيؤزهم أزاً عليه حقداً وغيرة,حتى يرودوه عن دينه وأخلاقه إن إستطاعوا،أي محاصرة له في كل ما يعمل باﻹنكاروالجحود لعله يضيق بالخلق ويتركه،بل قد يزداد محاصرة الناس له حتى تضييق به الدنيا فيقع في المحك إما أن يترك الخير والعمل به،حتى يريح نفسه ويرضى عنه الناس ،وإما أن يُصر عليه رغم المحاصرة ،فيزداد تعلقاً بالعمل الصالح،من أجل رضا الرحمن،حتى يستوي عنده مدح الناس وذمهم،بعدما يتيقن أن ﻻ مدحهم يرفع وﻻ ذمهم يهين،وحتى يقع في نفسه أن طلب النصرمن الناس نقص في اﻹيمان وذل وهوان،وأن الفرج ﻻ يمكن أن يكون إلا من عند الرحمن،فيسقط الناس من حساباته ويزداد قرباً من الله بالطاعات،فيكون قد نجح في تجاوز مرحلة من مراحل اﻹمتحان،وهي اﻹنتصار على نفسه والشيطان بالثبات على الحق والدين رغم التعرض للشدائد والمكائد وبذلك يزداد قرباً من الله الرحمن الرحيم،وهذا ما حصل مع اﻷنبياء حينما تسلط عليهم أقوامهم ليردوهم عن دينهم فرغم أنهم سلطوا عليهم سفهائهم،وإتهموهم بالجنون والسحروغيرها من اﻷكاذيب,فلم يمنعم ذلك من إتمام رسالاتهم والثبات على الحق،فهذا كله يكرر مع ممن يريد الله إصطفائهم بدرجات مختلفة حسب درجة القدرة والدين قال تعالى
((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)) ]الحج:75 [
في حين أن المعاقب بالعادة ﻻ يتعرض لشدائد تقهره قبل وقوع العقاب،بل قد تبسط له الدنيا ،ثم إن المعاقب قد ينافق له الناس ﻷن أخلاقه ليس فيها ما يقهرهم أو يحسدونه عليها, بالعكس فقد يكون سوء خلقه سبب حبهم له.
إن البلاء ظاهره فيه العقاب ليمتحن الله نفوس الناس من الحاقدين والحاسدين الذين ينتظرون أن تلحق المصائب بمن يعادون حقداً وحسداً فيظنون أنهم قد إنتصروا،وتحقق لهم ما تمنوا،ليميز الله الخبيث من الطيب،وليرفع المبتلى بصبره على شماتة الناس الدرجات العلى،حتى إذا أنعم الله على صاحب البلاء بثمرات الصبر من تمكين ورفعة تحولت الشماتة الى نصر من الله له عليهم،بتميزيه بينهم وهم ينظرون.
أما العقاب فليس ورائه نصر وﻻ تمكين,بل قد يكون حصار للانسان ليس بعده منفذ وﻻ ملجأ ،بل قد يكون فاتحة لعذاب أكبر إن لم يتعظ ويؤب ويرجع.
إن أصحاب البلاء لهم في كثير من اﻷحيان حقوق عند الناس بسبب ظلم الناس لهم وإفترائهم عليهم،وعلى ما يفعلون من خير,في حين أن المعاقب للناس حق عليه بسبب ظلمه لهم .
إن المعاقب قد يستدرج وتفتح له الدنيا حتى يُصيبه العجب بنفسه فيقع في حبها وينسى المنعم المتفضل عليه،فيطغى ويبغى أو يصيبه الغرور أو يرتكب المحرمات،حتى إذا غرق في حبها جائه العذاب من حيث لا يحتسب فيكون قد أستدرج من خلال النعمة .
أما المبتلى فقد يفتح الله عليه الدنيا فيتعامل معها بحذر,ﻷنه يعلم أن الله يعطيها لمن أحب ولمن ﻻ يحب،وأن المسؤولية تزيد بزيادة النعم عليه،وانه سيُسأل من أين إكتسب؟وأين سينفق؟
فلا يغفل عن خالقه ولا عن رد الجميل إلى المُنعم عليه بزيادة الطاعات فيحبه الله من شدة طاعته،فيبتليه حتى يصطفيه وينصره ويبقيه بمعيته حتى لا يُفتن في الدنيا ومتاعها.
ان المبتلى إن حُصر في رزقه،عاش الرضا والقناعة بما قسم الله،حتى شعر بهما أنه أغنى الناس ﻹيمانه بقوله عليه الصلاة والسلام
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ،آمِنًا فِي سِرْبِهِ،عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.)أخرجه أحمد والبخاري وإبن ماجة والترمذي.
في حين ان المعاقب ان حُصر في رزقه ضاقت عليه الدنيا وعاش ساخطا حاقداً،حاسداً .
إن فترة البلاء يحيط الله بها المرء بالحماية رغم شدة البلاء،وتتنزل بها الرحمات ويبدل الله ضعفه قوة بعد البلاء,ويجعل له رهبة في قلوب أعدائه,حتى يصبح من كان الناس يستخفون به لطيبته يحسبون له ألف حساب,ويمد الله المبتلى بنور يمشي به بين الناس ويُنور قلبه باﻹيمان الذي يميز به بين الحق والباطل,ويجعله دائم الوقوف واﻹنتباه على الحسنات والنعم التي في حياته ليستأنس بها مع الشدة,ويفرح أن الله لم يجعل فتنته في دينه فتهون عليه مصيبته فيحمد الله عليها,فتكون بمثابة العلاج لنفسه لتجاوز المصيبة.
في حين أن صا حب العقاب يُصاب باﻹحباط والمسكنة وﻻ يستطيع الوقوف على ما أنعم الله به عليه وتزيده المصيبة حقداً وغيرة حتى يتمنى أن يلحق الناس ما لحق به .
إن من أحوال البلاء أن يشتد الامر على المبتلى قبل الفرج حتى يصيبه اليأس من تأخيره ثم يأتي الفرج من حيث ﻻ يحتسب كما هو شأن اﻷنبياء.
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) ]يوسف:110 [
ليشعر فعلاً أنه ممن إصطفاهم الله,وإن من مؤشرات اﻹبتلاء أن يخفف الله عن المبتلى بالمبشرات التي كانت تسري على الانبياء وتخفف عنهم اثناء إبتلائهم وهي الرؤى الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له فتجعله ﻻ يقنط من رحمة الله تشعره بأن الله ناصره ولو بعد حين كما في الحديث
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:سألت رسول الله عن هذه الآية(لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له)
اﻹبتلاء يزيد من إيمانيات المسلم ويزيده قرباً من الله بدئاً بمحاسبة التفس وطلب العفو من الله إن كان بسبب تقصير منه بالدعاء كما كان عليه الصلاة والسلام يقول
(إن لم يكن بك علي ذنب فلا أبالي)
وزيادة العبادات حتى يشعرالمرء أن حياته ﻻ تستقيم إﻹ بكثرة الطاعات والنوافل ﻹدراكه أن النجاة فيها.
في حين العقاب يبقي المرء في غفلة ويزيده بُعداً عن الدين لكثرة الحسرة واﻹعتراض على قدر الله وعدم محاسبة نفسه أو قد يرمي في أحسن الأحوال على العين سبب ما أصابه.
من ثمرات البلاء أن يحب الله المسلم ثم ينعكس هذا الحب على أهل اﻷرض ﻷن الله اذا أحب عبداً نادى في السماء اني أحبه فأحبوه حتى ينزل حبه في اﻷرض,كما جاء في الحديث
(إذا أحب الله تعالى العبد،نادى جبريل،إن الله تعالى يحب فلاناً،فأحببه،فيحبه جبريل،فينادي في أهل السماء:إن الله يحب فلاناً فأحبوه،فيحبه أهل السماء،ثم يوضع له القبول في الأرض)
عكس المعاقب نتيجة سخطه وعدم محاسبة النفس لا ينعكس العقاب على عمله تغييراً وإصلاحاً فيزداد سوءاً ويزيد بغض الناس لها .
إن صاحب البلاء تصغر الدنيا أمام عينه حتى تصبح أخر همه حتى يستوي عنده فيها المدح أوالذم.
أما المعاقب فيزداد حُب الدنيا في نفسه وحرصه عليها ويحب أن يُمدح ويفجرإذا ذم .
البلاء هو طوق النجاة للمؤمن من فتن هذه الدنيا,فقد يبتلي الله المؤمن في شدة في نفسه أوولده أونقص من ماله,لكي يمنعه من الافتتان بالدنيا والحرص عليها وحرصاً عليه أن ﻻ يقع في حبها,فيصبح من الغافلين فيبتليه ليلجأ إليه ويدعوه فيكون البلاء سبب خروج الدنيا من نفسه.
في حين أن المعاقب قد يزداد إفتتان في الدنيا حتى توقعه في غفلتها,وقد تكون هناك درجة للمؤمن عند الله ﻻ يرتفع ويصل إليها إلا ببلاء معين يكفرالله بها ما فاته ويطهر بها زلاته حتى يصل الى درجة المصطفيين الاخيار،بعكس العقاب قد ينزل بالانسان منزلة نتيجة السخط على قضاء الله عدا عن أن سيرة المرء ومدى حبه للخير وفعله،أو أنانيته وكبره تحدد إن كان ما أصابه إبتلاء أوعقاب والسيرة تستدل بالشهود الثقات.

29 أبريل 2014

محمد الجارحي يكتب : كيلو «سيسي مشكل» لو سمحت

«كيلو مشكل» .. حضر إلى ذهني هذا الوصف بعد تشكيل حملة المشير عبدالفتاح السيسي، ربع فلول مبارك على ربع ناصري على ربع ساداتي على ربع ثوار متقاعدين، وفوق الكيلو، تشكيلة سَلَطَات من المصلحجية.
جلوس الـ «كيلو مشكل» على طاولة واحدة يعني إن المحصلة «بظرميط» أو جنينا مشوها غير واضح المعالم، لسبب واحد وأساسي إن كل «ربع» فيهم، مختلف فكرياً وأيدولوجياً عن الأخر، بل وكل ربع فيهم شايف الـ «ربع» الآخر إما مباحث أو عميل أو أجنده أو ما بيفهمش حاجة، وبالمناسبة داخل المطبخ السياسي في المعارضة والسلطة، تشكيلة التهم هذه يتبادلها الجميع!
نظرية الـ «كيلو مشكل» أو الـ «بظرميط» أعطت في أسابيع قليلة مؤشرات في منتهى الأهمية، أبرز ملامحها، تجميد ظهور البعض مثل رجال عمرو موسى في الحملة أو انسحاب البعض مثل عمرو الشوبكي والفريق الاستشاري أو هجوم البعض على البعض كما بدا بشكل واضح في حالة مصطفى بكري، أو تصدير وجوه جديدة مثل محمد بهاء أبو شقة أو منى القويضى التى كانت حتى وقت قريب تقول الجيش يحمي ولا يحكم.
كل هذا من وجهة نظري لا يهم، طبيعي أن يكون كل مرشح له مريدون من كل الاتجاهات، ولن يستطيع أن يمنع أحداً يقول له «شبيك لبيك .. أنا بين إيدك»، المهم هو صاحب الليلة نفسه، المشير عبدالفتاح السيسي، هل هو نفسه «كيلو مشكل» ح يودينا في النهاية إلى الـ «بظرميط» اقتصادي سياسي أمنى اجتماعي خارجي؟؟
قبل أن أبدأ الإجابة عن السؤال، هناك نقطة أود توضيحها، الكتابة ليست تهمة أو جريمة، ولا منحة من حاكم أو صاحب سلطة، وكل شخص حر في اختيار مكانه، إما على يسار السلطة أو متابعاً لها أو نائماً في حضنها، واهناك من هو مستعد لأن يدفع الثمن كما هناك من هو جاهز كي يقبضه.
الحسنة الوحيدة التي فعلها السيسي باستقالته من منصب وزير الدفاع، هي رفع الحرج عمن يعارضونه بخصوص التهمة الجاهزة «إنت ضد الجيش..يععععع»، لافتات حملها من اختزلوا الوطن في السيسي، لكن الحقيقة أن الوطن أكبر منه ومن مرسي ومن مبارك وطنطاوي وحمدين والجن الأزرق، وسيموت السيسي وسنموت نحن وسيبقى الوطن!
«خدوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن»
ندخل في الموضوع، في أواخر حكم مبارك كنت واحداً ممن يعتقدون إن سيناريو التوريث كارثة، لا بد من منعها بأي شكل، حتى لو كان الحل الجاهز والسريع وقتها عمر سليمان، وظل عمر سليمان بطيخة مقفولة، يدير البلد داخلياً وخارجياً بجهازه، كان يقوم بدور مجموعة وزارية تشرف على حكم مصر.
أما الشخص نفسه، فلا معلومات حوله، كان قادة الموساد والصحف الاسرائيلية يعرفون عنه أكثر مما يعرف المصريون، وظل هكذا «بطيخة مقفولة» حتى جاءت الثورة، يتعامل السيسي بنفس منطق عمر سليمان، أوهام وخيالات ينسجها عنه من حوله، الكل ينقل، لكن يبقى السيسي كتاباً مقفولاً.
نعود إلى السؤال.. هل السيسي «كيلو مشكل» فعلاً؟؟
سأحاول حسب ما هو متوفر من معلومات أن أجتهد في محاولة لفهم ما يتعلق بمواقفه وملفاته وأفكاره ومعتقداته وشخصيته.
أولاً : موقفه من أمريكا
حتى يوم أمس، لم يكن هناك أي تصريح جديد للرجل بخصوص أمريكا، يروج أنصاره منذ 3 يوليو حتى الأن أنه الوحش الكاسر الذي يقف في وجه أمريكا، وأوباما ما بينامش الليل علشان مرعوب منه، وبيعمل كاكا على نفسه بسبب السيسي، بل ذهب المهاويس إلى الدعوة للنزول للتظاهر وتأييد السيسي حتى يسقط نظام أوباما ..إوعى وشك يا جدع !
هنا يكفيني الإشارة إلى عدة نقاط :
1- الإعلام كان يهلل للسيسي قاهر أمريكا بالليل، والسيسي مقضيها مكالمات حب وغرام وعتاب وشوق وأحضان مع «هيجل» وزير الدفاع الأمريكي بالنهار، كانت بينهما مكالمة ثابتة أسبوعياً تقريباً، تجاوز عدد المكالمات بينهما منذ 30 يونيو حتى استقالة السيسي 35 مكالمة، وواصل من بعده وزير الدفاع صدقي صبحي المسيرة بمكالمة أسبوعية مع هيجل.
2- مهم جداً ما فعله السيسي بزيارة روسيا وتنويع مصادر السلاح، لكن مهم أيضاً أن يعرف الشعب ما يجري على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام، فالسيسي يطلب ود أمريكا ويغازلها، ويطالبها باستئناف معونتها، ويقول إنه ممتن لها، الرجل لا يختلف كثيرا عن الإخوان المسلمين، كلاهما بتاع مصلحته، فقبل وصولهم للسلطة، زرعوا في دماغ أنصارهم أنهم ضد أمريكا الكافرة التي تساند الفتى المدلل والعدو الصهيوني إسرائيل، وأول ما مسكوا الحكم كان حضن أمريكا دافئ جداً وزي الفل!
3- طبعاً سوف يكون رد البعض، وإنت عايزه يحارب أمريكا ولا أييييه؟ لازم يقول كده، دي سياسة وتوازناااات؟ إنت عاوز يا كابتن متحت ! لست مختلفاً مع كل هذه الردود الجاهزة والسريعة، والتى تبرر لمن يناصره أفعاله على طول الخط، لكن ما أطالب به، أن يكون هذا واضحاً للناس بدلاً من الضحك عليهم، واللف والدوران والنحنحة!
4- السيسي أحد الذين ذهبوا للتدريب في أمريكا، والتدريب في أمريكا «حلال» للسيسي أما أي واحد ابن تيييت تاني لأ، بل ويأتي الأمريكان لتدريب المصريين هنا بموافقة ورضا وترحيب أجهزة الدولة، بل المعونة الأمريكية نفسها، يشرف على صرف بنودها أمريكان، وفي حواره الاخير مع فوكس نيوز، يتحدث السيسي صراحة عن حنينه إلى أيامه الخوالي التي عاشها في أمريكا، بس برضه أي حد غير السيسي يروح امريكا أو يحب في أمريكا عمييييييل وابن تييييت!
5- اختار السيسي وسيلة إعلام أمريكية ليصدر منها أول تصريح له بعد تقدمه للترشح على منصب رئيس الجمهورية وهو الترشح الذي عرفنا من صحيفة عربية ! لو كان حد تاني عمل حوار مع فوكس نيوز، كان زمانه اتشلفط! فاكرين مقال باسم يوسف والصحفي اليهودي؟؟ نزل الفلول والسيساوية تقطيع في باسم بسببه، أهي فوكس نيوز دي قناة صاحبها يهودي، والصحفية اللي قابلت السيسي أبوها يهودي، لكن لن تسمع من إعلام السلطة أو رجال أعمالها أحداً يهاجمه، لأن المبرراتية عندهم مبدأ واحد في كل العصور والأزمة، حبيبك يبلعلك الزلط وخصمك يتمنالك الغلط!
6- سياسة السيسي تجاه أمريكا لن تتغير، هي نفس سياسة نظام مبارك، ربما تزيد مساحة الود والمصلحة أو تنقص من حين لأخر، لكنها لن تنقطع، في الحوار الأخير مع فوكس نيوز قالها السيسي دون مواربة بأن أمريكا دولة صديقة، ستبقى أمريكا هكذا صديقة حاضنة لنظام السيسي، كما كانت حاضنة لمبارك والسادات.


2

في المقال الأول بدأت بالتناقض الواضح أو التلاعب المتعمد والترويج الكاذب عن طبيعة علاقة السيسي بأمريكا، ما بين صناعة بطل يقف في وجه أمريكا ولا يرد على هاتف أوباما، إلى حوار مع فوكس نيوز يطلب الود ويعلن الامتنان لمساعداتها والحنين لأيام قضاها فيها.
المساحة التي يمكن التحرك فيها داخل دماغ السيسي ضيقة جداً، فخطابات النحنحة والشحتفة لا تمنحك مادة تستطيع بها ضبطه متلبساً بأفكار يمكن القياس عليها، والممسوك من أفكار أو تصريحات له حتى الان يتمثل فقط في حوار أجراه مع الصحفي ياسر رزق وتسريبات رصد وحواره مع أحمد الجار الله، وكل هذه الحوارات ليس فيها ما يكفي، وإن كنت سأعود إلى التسريبات التى تكشف الوجه غير المعلن للرجل.
توقفت كثيراً عند شيئين، أولهما الورقة البحثية التي قدمها خلال دراسته في أمريكا عام 2006 ( سأعود لتلك الدراسة بالتفصيل لاحقاً)، وبالمناسبة لم تكن المرة الأولى التي ذهب فيها السيسي إلى أمريكا، ففي عام 1981 تلقى دورة اساسية في سلاح المشاة في قاعدة فورت بنينج في جورجيا.
الشئ الأخر هو الانفراد الصحفي لزميلي ببوابة يناير أحمد يحيى عن السيسي قبل الثورة، عرض فيه صوراً وفيديو لم ينشر من قبل، تحدث فيها السيسي عن مبارك، أكثر ما يلفت الانتباه في هذا الفيديو، هي الثواني الأولى التي تسبق حديثه، فالرجل عندما قام ليستعد للحديث ويضبط بدلته وهندامه، نظر إلى المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع آنذاك وكأنه يستأذنه، فإذ بالأخير يهز رأسه له ويعطيه شارة البدء.
هذا المشهد وشواهد غيره، تعطي تأكيداً لا يدع مجالاً للشك أنه من رابع المستحيلات لرجل عاش جُل عمره موظفاً يطيع الأوامر قرابة 40 عاماً أن يصبح بقدرة قادر جمال عبدالناصر أو حتى السادات، فجمال عبدالناصر منذ أن كان طالبا يشارك في المظاهرات ويمثل الطلاب ويكتب ويشاغب، كان عبدالناصر متمرداً، لم يكن موظفاً يستأذن قبل بدء الكلمة، وكذلك السادات كان ثائراً وحوكم وهرب ثم حكم فقُتل.
السيسي يشبه إلى حد كبير مبارك الموظف، كان مبارك أيضاً ملفاً مقفولا عندما تولى حكم مصر، وصف الإعلامي حمدي قنديل في حواره الأخير السيسي بالصندوق الإسود، فالرجل يعيش بأوهام وأساطير يروجها دراويشه، البطولة ليست بالضرورة كافية أن تصنع حاكماً، وإلا كان «حسن شحاتة» أو «بوجي» رئيساً، وفي نهاية مقالات «كيلو سيسي مشكل» سأحكي عن مخاطر تولى هذا البطل المزعوم حكم مصر.
أعود للمادة الثرية التي كتبها السيسي بنفسه عام 2006 أي منذ 8 سنوات خلال دراسته في أمريكا وحصوله على زمالة كلية الحرب العليا البرية من الولايات المتحدة الأمريكية، تلك الدراسة كاشفة بأن اللي كتب كان حمادة واللي عمل حمادة تاني خالص.
«الديمقراطية فى الشرق الأوسط»، كان هذا عنوان بحث مكون من 17 صفحة، يكتب السيسي صراحة : «هناك العديد من القادة المستبدين يدّعون أنهم يؤيدون نظم الحكم الديمقراطية لكنهم لا يرغبون فى التخلى عن السلطة، وبعضهم لديه أسباب وجيهة لذلك، فبعض البلاد غير معدة أو منظمة بطريقة تجعلها تدعم حكومة ديمقراطية، والأهم من ذلك، وجود بعض المخاوف المتعلقة بالأمن الداخلى والخارجى للبلدان، فالعديد من قوات الشرطة والجيش فى هذه البلاد موالية للحزب الحاكم، فإذا تطورت الديمقراطية مع مؤسسات ودوائر جديدة لن تكون هناك ضمانة بأن الشرطة والجيش سيدينان بالولاء للأحزاب الحاكمة الناشئة، وبالتالى فإن قوات الأمن تحتاج لتطوير ثقافة الالتزام والولاء للبلاد وليس للحزب الحاكم، وعلاوة على ذلك، فإن الشعب بحاجة إلى أن يكون مستعداً للمشاركة فى نظام حكم ديمقراطى، وهذا يتطلب وقتاً لتثقيف المواطنين، وكذلك تطوير العملية الديمقراطية التى ستمكّن الديمقراطية من التقدم بالبلاد إلى الأمام». انتهى الاقتباس
كان كلام السيسي واضحاً، ولاء الشرطة والجيش للحزب الحاكم، وهو الحزب الوطني، كان الولاء لنظام مبارك الذي يعود الان بكل قوة بعد أجازة 3 سنوات، مبارك الذي يلوح لأنصاره من نافذة مستشفى المعادي العسكري بينما شباب الثورة في السجون.
كان ولاء السيسي مدير المخابرات الحربية لمبارك، فقبل عام من الثورة يقول نصاً : «السيد القائد العام للقوات المسلحة لقد كان تكريمًا وتكليفًا عظيمًا أن شرفت بتعيني مديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ، وبكل تقدير للمسؤولية الوطنية التي أصبحت أمانة في عنقي، فإني أعاهد الله والوطن والسيد القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعاهد سيادتكم، أنا وجنودكم الأوفياء في إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، سنظل دائمًا محافظين على الأمانة التي وضعت في أعناقنا والارتقاء في الاداء بما يؤمن قواتنا المسلحة، ويساهم في تطوير قدراتها وإمكانياتها لحماية هذا الوطن ضد أي مخاطر أو تهديدات تحت القيادة الحكيمة للسيد المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وستظل راية مصر خفاقة عالية دائمةً تحت قيادة ابنها البار السيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
بعد الثورة، في الجلسات الخاصة، كان يقول السيسي لمن يلتقيهم «مبارك كان فاشل»، ثم جاءت حكومة الإخوان فأبدى ولاءً ظاهرياً لهم، ثم بعد 30 يونيو قال علانية إنهم فشلوا في إدارة الوطن، خلال 3 سنوات مضت لم يتحدث السيسي الحر الطليق عن شبيهه مبارك، لكن مبارك المحددة اقامته تحدث عنه وأبدى إعجابه به وتأييده له رئيساً للجمهورية، ولما لا ورجال مبارك حول السيسي، وحزب مبارك المحترق يزيله محلب، وقوانين مبارك ينفذها عدلي منصور.
وللحديث بقية لو كان للسيسي ولنا في العمر بقية..كيلو «سيسي مشكل» لو سمحت!

هالة منير بدير تكتب : فلول مبارك أبناء السيسي بالتبنِّي

في اليوم الذي تحتفل فيه حركة ” تَمَرُّد ” بالذكرى الأولى لتأسيسها يصدر حكماً بحظر أنشطة حركة ” 6 أبريل ” والتحفظ على مقارها بدعوى التخابر وأعمال تشوه مصر ، أنصار ثورة 30 يونيو المجيدة ( من شعب السيسي ) لم يَعمَدوا فقط تشويه كل ما يتصل بثورة 25 يناير بداية من تسميتها النكسة وأصحابها النكسجية انتهاءاً بفبركة مقاطع من تسجيلات صوتية لأشهر الوجوه الثورية ، بل امتَدت مجاملاتهم للمرشح الأسد على حساب من جهَّز وأعدَّ لثورة 30 يونيو لأنه أعلن انضمامه لجبهة حمدين صباحي ، ( حسن شاهين ) أحد مؤسسي حركة تمرد التي حملت على عاتقها حشد الناس من أجل الثورة على الإخوان وعزل مرسي ، ولكن مادام شاهين يونيو لم يُعلن عن بيعته المقدسة للسيسي فليناله ما نُسقيه لأتباع يناير ..
لا يجب أن نَتَّهم الأقدار كل مرة ، إنه نفس المرض ، نفس الغباء المُتوَطِّن منذ أزل والذي زادت حِدَّته أو ربما هكذا نَظن لتحوره من مجرد نظرية أو سُبَّة إلى تجسد بارز في شخصيات تعيش حولنا ، ممن كانوا أو لايزالون محاولينً تبرئة مبارك من تهمة الإفساد السياسي ، أو ممن يتلونون لإرضاء من يجلس أو سيجلس على كرسي العرش ، و ممن خرجوا من جحورهم منذ 30 يونيو فلولاً لمبارك مرتدين عباءة الثورة على الإخوان مبايعين السيسي رئيساً ( والله عليك يا سيسي بكرة هتبقى رئيسي ، وسيسي المحبة بشير السلام جمعت الحبايب في موكب سلام ) ، مُرَدِدين شعارات الوطنية والخوف من خطة تقسيم مصر ، مُخونين معارضيهم مُدَّعين أن أي خطاب غير خطابهم هو لبث الفرقة والفتنة وإحباط الروح المعنوية للبناء والإستقرار ..
( كاذب كل من يدعي عودة الدولة البوليسية .. لا يوجد قمع للحريات .. يزعزع الأمن من يتكلم ببلطجة الداخلية ويتحدث عن القبض العشوائي ) .. لقد وجدوا معها ” دبوس حركة أبريل ” وليس ” دبوس رابعة ” ضُرِبَت وأهينت وانتهك حقها في معاملة آدمية وهي التي لا تنتمي إلى الجماعة الإرهابية ، إذاً التهمة لم تعد العلامة الصفراء أو إشارة رابعة أو الخروج من صفوف الإخوان ، إنه الإنتماء لصف المعارضة أو بلغتكم الإنضمام للطابور الخامس سبباً ومبرراً للسحل والمهانة والحبس ، وتنسون أن كبيركم من يحارب الإرهاب يتحدث عن التزامه بتحقيق أهداف ثورة 25 يناير التي كانت الكرامة الإنسانية من ضمن هتافها يوماً ما ..
إدعاؤكم أن كل من سقط إرهابي يستحق القتل لا يقل وقاحة عن فتوى برهامي بجواز أن ينفذ الرجل بروحه وامرأته لاتزال بين أيدي مغتصبيها ، أسلوبكم وأنتم تتباهون بشموخ القضاء في إصدار أحكام إعدام لمئات في جلستين بعد شهور معدودة لا يقل سماجة عن أسلوب ريهام سعيد وهي تستجوب متهمين أو تحاور بابتذال وبجهل من أعلن إلحاده ، مشاهدكم وأنتم تستميتون في التطبيل والتملق لمن سيصبح الرئيس لا تقل قرفاً عن مشهد وجدي غنيم وهو يشير برابعة أمام صينية من كبسة الضأن ..
ما رأي مؤيدي السيسي الذين استاءوا من السخرية بخبر جهود السيسي في إرجاع المياه إلى مجاريها فيما بين مرتضى وشوبير عندما يرون صورة رئيس وزراء كوريا الجنوبية الذي يتلقى فيها صفعة من أب أحد الغارقين في العبارة ؟!! ألا يتذكرون أن أرواح اللآلاف راحت سُدىً ولم تستحق حتى حذاءاً يطير بجانب رأس أي مسئول في الحكومة عن كارثة من مئات الكوارث التي شهدتها مصر ؟!! ..
لا تتعالى أصواتكم إلا لتخوين المعارضين وتشويه المخالفين والتلفيق لمن ليس في خندقكم ، لا تحزنون لسقوط أحد أفراد الجيش والشرطة جراء عمل إرهابي إلا إدعاءاً وتمثيلاً لتتاجروا بصور جثثهم وأسمائهم على حساب الحرب على الإرهاب ، لكن أنباء أطفال تخرج بعد ” عملية لوز ” بعاهات مستديمة أو طفل ثالث ابتدائي مبتور الذراع بسبب إهمال صيانة كشك كهرباء جانب مدرسته لا تسترعي اهتمامكم ولا تدفعكم لسب الحكومة أو السؤال عن المسئول ، أخبار دكتور ومهندس يذهبان ضحية بلطجية قطع الطرق لا تريدون أو لا تجرأون للسؤال عن الأمن الموعود منذ سنة ، حياة ملايين مهددة بزيادة نسبة السرطان وتشوه الأجنة لزيادة تلوث البيئة باستخدام الفحم لا تمنعكم من التطبيل لحكومة متواطئة مع فاسدين رغبة في دوران عجلة الإنتاج على حساب أمننا وصحتنا وأطفالنا ..
المشيرعبد الفتاح ، الأستاذ عبفتاح ، السيد عبده أو عم عبده ، أيَّاً كانت طريقة تناوله ، اتخذ أبناء وفلول مبارك أبناءاً له بالتبني ، يعلم تملقهم ونفاقهم وتخوينهم لمن لم يتبع رايته ، ولم يُوقف أو يستنكر حملات التشويه ، السيسي لم يحمل كفنه على كفه لأن طنطاوي من قبل قام بما قام به ولم تُمَس له شعرة ، الجيش هو من ساند ثورة الشعب على مرسي ، قد كان منذ أسابيع وزيراً للدفاع ثم خلع بذلته العسكرية ليكون مرشحاً للرئاسة ، حجة المدافعين اليوم أنه ليس في منصب للمساءلة ولكنها شهور قليلة سَيُتَوَّج كما يدَّعون باكتساح بمساعدة فلول وداخلية وقضاء مبارك ، والشعب الذي خرج منه 6 أبريل لخلع مبارك وخرج منه تمرد لعزل مرسي فسيخرج منه من يموت فقراً وجوعاً ومرضاً إن لم يرها أماً للدنيا كما وعد المشير ..

شيرين الجيزاوى : الإعدام والحظر السياسي.. داء النظام الغبي

شهدت اليوم المحاكم المصرية العديد من الأحكام الهامة فى قضايا متتعددة، البداية كان الحكم الصادر لإعدام 37 متهما في أحداث مطاي،كما أمرت بإحالة 683 متهمًا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بينهم محمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين، إلى المفتي في الأحداث نفسها.
وبعدها بأقل من ساعة صدر حكم من محكمة القاهرة الأمور المستعجلة، بوقف وحظر أنشطة حركة “6 إبريل”، بجميع محافظات الجمهورية.
إعدام لمتهمين في قضية عنف تأتي في أطار صرا سياسي بين نظام انتقالي حالي و نظام مخلوع و حكم بحظر حركة سياسية بينما تقف الآن ـ و كما كانت دائماً ـ فى صف معارضة النظام الحالي وهو ما دفع كثير من القوى السياسية و المراقبين المحليين و الدوليين لاعتبارها احكام سياسية و اعتبار أ، مثل هذه الأحكام و القرارات على مدء تاريخ الدول من إعدام لسياسيين او حظر لأنشطة أحزاب أو حركات هو علامة راسخة على وجود نظام لا يعترف بالديمقراطية و حرية الرأى و يدخل فى حرب مفتوحة مع معارضيه.
الحظر يعني النزول للشوارع
ألن يسجل التاريخ مثلاً أن الحكم بحظر حركة “6أبريل” التي تحدت نظام مبارك بكل قوة وولدت فى عهده ولم يقدر هو زبانيته على حظرها وجاء من بعده المجلس العسكري وحكم جماعة الاخوان المسلمين لمصر وشاهدوا الغضب الإبريلي لكن اليوم وفي عهد الرئيس عدلي المنصور التى ساعدت حركة شباب 6 ابريل لوصوله الى الحكم فهم كانوا داعم أساسي فى الموجة الثورية الثالثة في 30 يونيو فكان هذا هو رد فعل النظام لمن جاء ترجمة لخروجهم الى الشارع !
سيسألك التاريخ أيها النظام و أيها القاضي .. هل تخاف حقاً من شباب 6 ابريل على مصر ؟ وهل الغضب الابريلي مخيف لهذة الدرجة ؟ .. سنوفر عنكم الاجابة أيها السادة و نقول نعم الغضب الابريلي مخيف فهو أحد الدعائم القوية للثورة المصرية وعنصر قوي لهدم أى كيان فاسد
الإعدام .. الذي لا يقتل الفكرة
بداية الآمر لاتستغرب سيدي القارئ من أنتقادنا للحكم الصادر ضد الجماعة الارهابية كما أطلق عليها النظام فبالتأكيد نخلي ساحتنا أمام التاريخ و نقول ليس كل منتمى لجماعة الاخوان ارهابي كما يصور الاعلام المصري ذلك .
نرجع الى حكم اليوم سيسألك التاريخ أيها النظام.. هل تعتقد بأن حكمك على مرشد جماعة الاخوان المسلميين سيقضي على الاخوان المسلميين ، هل يفكر النظام بمبدأ “اضرب المربوط فيخاف السايب” !!
ألا ترى أيها النظام ان الحكم الصادر فى حق عدد الاشخاص فى قضية المنيا يتجاوز أحكام الاعدام فى العالم بأثره فى عام 2010
هل استخدام الأسلوب الأمنى مع الجميع دون تفرقة أدى الى وقف الإرهاب و الأهم هل نجح في إجبار أصحاب الأفكار ـ أى كانت ـ في التخلي عنها لم يحدث و لن يحدث، هذه هى إجابة التاريخ
الشارع الذي لا ينسى
هل أستمعت أيها النظام الى ردود الشارع المصري تجاه الأحكام و هل تضمن إذا صمت الشارع اليوم و انقسم بين مهلل و غاضب ألا يخرج في يوم قريب أو بعيد ضدك و تكون هذه أحد حيثيات خروجه ؟ هناك قطاع كبير يقول ـ و لا تستهزى بهم ـ أنك أفسدت ما كان تهدف إليه الموجة الثورية في 30 يونيو و هناك قطاع ـ قد يكون أكبر ـ يطالبك بالاستمرار .. مجرد تحذير: التاريخ يكتب سطوره بعد انتهاء المرحلة و ليس اثنائها .. و الحكم قادم.

عمرو بدر يكتب: 6 إبريل تحظر السيسي

هل حظر مبارك 6 إبريل ؟ لا
هل حظرها مرسي ؟ لا
هل حظرها السيسي برجاله وبإدارته للمرحلة الانتقالية بعد 30 يونيو؟ نعم
إذا فقد أصبح السيسي نفسه وعصره و إدارته للمرحلة الانتقالية محظورا بحكم قضائي سياسي من الألف إلى الياء .. بتسأل إزاي ؟ أقولك .
عندما قامت ثورة يناير كان أحد أهدافها الكبرى هو إطلاق حرية العمل السياسي ، وفتح آفاق لأجيال جديدة من الشباب تجدد دماء الوطن وتثري الحياة السياسية بالحركة والأفكار ، بعد أن ركدت لمدة 30 عاما، وعندما يأتي حكم قضائي ” سياسي ” ليخالف أحد الأهداف الكبرى التي قامت من أجلها ثورة عظيمة، فقد أصبح النظام السياسي نفسه محظورا، لأن هذا النظام ببساطة قد فقد إحساسه بأي تطور حدث في المجتمع و قرر العودة إلى يوم 24 يناير بسلطة الأمر الواقع واللي مش عاجبه يشرب من البحر ..
إذا ما دخل السيسي بالموضوع كله ؟ أقولك
السيسي هو من أدار – ويدير – المرحلة الانتقالية بالكامل ، دعك من أسماء كعدلي منصور و الببلاوي ومحلب وغيرها ، فكلهم موظفون لا يملكون سلطة و لا قرارا ، و لا يستطيعون تحريك مقعد بداخل مقر الحكم دون موافقة المدير الحقيقي للمشهد بأكمله .
اختلف كما شئت مع 6 إبريل ، وانتقدها بعنف ، و أنا معك ، و لكن يبقى أن الخلاف السياسي مهما كانت حدته لا يجب أبدا أن يعيدنا إلى زمن القمع والمنع والملاحقة ، فكل هذه المصطلحات أسقطتها ثورة يناير بالضربة القاضية، والحرية التي يناضل من أجلها جيل الشباب الرائع في مصر تم دفع ثمنها مقدما ، فقد سقط مئات الشهداء ، و آلاف المصابين ، كل هذا يؤكد أن السلطة التي حظرت 6 إبريل أضحت بقمعها وغبائها محظورة بحكم الثورة و بروح أجيال جديدة تأبي الانكسار .
الأمر لم يعد مجرد صدف عابرة ، بل أصبح هناك يقين بأن إدارة ما بعد 30 يونيو هي الوجه الآخر لنظام مبارك ، فمن منع التظاهر بقانون فاسد وجائر ، مرورا بأحكام بالسجن على شباب الثورة، ووصولا لحظر حركات شابة معارضة بأحكام قضائية سياسية بالأساس ينكشف المشهد ، ويظهر بوضوح أن السيسي هو الذي جاء ليعيد نظام مبارك مع بعض الديكورات البسيطة في الوجوه و الأسماء .
تذكروا أن النظام السياسي – المحظور – يسعى بقوة لأن يسيطر على الوطن باجراءات قمعية ، يستخدم فيها القضاء للأسف ، و يظن أن الظرف مناسب لأن يتحصن بتأييد شعب مرعوب من الإرهاب و العنف ، و لكن هذا النظام المحظور، وعلى رأسه عبد الفتاح السيسي ، نسي أو تناسي أن الشعب الذي أسقط القمع مرتين لن يستسلم له أبدا ، وأن الأجيال الذي يظن النظام القمعي أنه تمكن منها ستهزمه هزيمة نكراء وستحاكم كل من أجرم في حق 25 يناير .
انتظروا قريبا تغييرا جذريا في المشهد السياسي العبثي القائم ، ولا تعتقدوا أن بإمكان أحد هزيمة الثورة ، سواء بالقمع أو بالسجن و الملاحقة أو حتى بالأحكام المسيسة ، فالثورة حاضرة وعفية حتى إن غاب صوتها لفترة، لكن يقيني أنها ستقوم قريبا بشكل لا يتصوره السيسي و رجاله. السيسي حاول حظر 6 إبريل فحظرته ، لأنها كشفت عصره وثقافته وثقافة رجاله .

الاعلامية أيات عرابي تكتب : تسلم الايادى

الشعب المصري العزيم ( العظيم) تم تغييب وعي الكثيرين منه في فترة الستين سنة الماضية عبر وسائل إعلام لا تراعى ديناً ولا عرفاً ولا قانوناً ولا قيماً, فعلى الرغم من أن الانترنت أصبح وسيلة تعلم و تثقف من يبحث عن العلم, لكن المصري العادي يتعلم من القنوات التليفزيونية التي ثبت فعليا أنها تبث سموم, شعب فضلوا يحشروا دماغه بحديث ضعيف عن ( خير اجناد الأرض ), وبغض النظر عن الفجور وانعدام الضمير لدى من روجوا هذا الحديث الموضوع وكذبوا على النبي وهم يعلمون أنه حديث ضعيف, لكن من صدقوه صدقوه بدون أي مجهود للتحقق.
للأسف, مع اللبناني مثلا تستطيع أن تقول اسم زهرة زي الليلاك وتقدر تقول كلمة ( بَرَد ) بفتح الباء وفتح الراء بدون مشاكل, لكن مع المصري الذي سحقت وسائل الاعلام دماغه, انت في حاجة للشرح والمزيد والمزيد من الشرح, آلة الدعاية عملت على تجهيل الشعب, وأصبح بعضه كآكلي الأعشاب, يجتر ما يلقى إليه من كلام متناسياً أهم مباديء التحقق في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) صدق الله العظيم, ففي كل سنة كانت تأتي القوات الأمريكية للقيام بمناورات مع الجيش في مصر, وهي مناورات لا غرض لها في الحقيقة سوى عمل Update ( تحديث ) لمعلوماتهم عن ألوان جوارب قادة الجيش وألوان جدران غرف نوم زوجاتهم, وفي كل مرة بعدما يرحل الأمريكيون نسمع أن القائد الأمريكي أشاد بحسن تدريب قوات الصاعقة المصرية وابدى استغرابة من ( لا إنسانية تدريبات قوات الصاعقة ) وهو نوع من الأقاويل كنت استمع إليه بحكم عملي فترة في برنامج طلائع النصر الذي يقدمه التليفزيون مع الشئون المعنوية, وكانت هذه المقولة كل سنة تنتشر أفقياً ورأسياً في المجتمع, على الرغم من أن نفس القائد الأمريكي المجهول قالها السنة الماضية, هذا الشخص نفسه الذي يحكي لك في نفس الميعاد من كل سنة عن ( التدريبات اللا انسانية للصاعقة المصرية ) هو نفس الشخص الذي كان يزور جوز بنت خالته الذي يعمل ضابط صف في الجيش أو جد بنت عمة أخته غير الشقيقة أو ابن أخت أمون رع للبحث عن واسطة للتهرب من الخدمة العسكرية وتفادياً لأن يكون خير أجناد الأرض.
هذا الشخص المغيب بالكامل لا يعرف أن الانترنت وسيلة تعليم وبحث عن المعلومات ويتخيل أن الفيسبوك هو الاختراع العبقري الذي يشاهد عن طريقه صفحات من نوع ( مدام فلانة الحنونة ) أو يكتب فيه تعليقات على صورة تلك الفتاة التي تضع على البروفايل الخاص بها صورة لموديل هندية جميلة من نوعية ( داري جمالك من عيون الناس ) متصوراً بذلك أن الفتاة صاحبة الحساب هي صاحبة الصورة وأنه بمثل هذا التعليق سينجح في الدخول معها في علاقة, عينة اخرى لنفس الشخص, هو الذي يظن أن الانترنت هو الموقع الذي يكتب فيه على صفحته الخاصة أنه ضابط سابق في القوات الجوية وخمسيني مطلق ويبحث عن علاقة جادة, وتجده مشترك في صفحة للدكتور زغلول النجار وفي نفس الوقت مشترك في صفحة ( مطلقات حنونات ) وصفحة ( مليون محب للمجلس العسكري ) وهلم جرا وهو الشخص الذي يعتقد أن الكمبيوتر هو الوسيلة التي يمكن أن يلعب عليها سوليتير وهو نفس الضابط السابق الذي يكتب في سيرته الذاتية بفخر أنه (( محترف )) في استخدام ملفات (( الوورد )) وال (( الاكسل )) هذا غير وكيلة المدرسة الإعدادية مربية الأجيال الفاضلة التي تردد دائماً أن الفرنسيين أجروا بحثاً على أطفال العالم فاكتشفوا أن (( الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم )) والتي تعتقد أن الفيسبوك هو الوسيلة اللتي تلعب عليها ( لعبة المزرعة السعيدة ) ثم تغادرها لتشاهد حلقة برنامج الأستاذ ( جابر القرموطي ) الذي يتحدث في قضايا مهمة ويشير بيده ويتحمس من أجل الشعب فيصرخ ويولول ويقوي فيها النزعة الوطنية.
سلوى أيضاً تعمل موظفة في التأمينات, ومنذ عدة سنوات كانت تمسك بعلبة مناديل وتمسح دموعها أمام مشهد مقتل الطفل محمد الدرة الذي قتلته قوات الاحتلال الاسرائيلي أثناء الانتقاضة, ومنذ أيام كانت تشاهد بحماس احدى القنوات التي من المفترض أن تكون مصرية تطالب بمحو حماس من الوجود وتطالب اسرائيل بمهاجمة غزة, فدخلت على حسابها على الفيسبوك لتكتب تهنئة بيوم الجمعة على صفحة المتحدث الإعلامي للجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي, وتدعو للجيش الاسرائيلي بالنصر في حربه ضد إرهاب غزة التي تنطلق منها الصواريخ التي تقلق أمن الشعب الاسرائيلي كما قال أحد أراجوزات الجيش المصري الذي يطوف القنوات الآن تحت مسمى ( دجال استراتيجي ) في الحقيقة الإعلام المصري نجح عبر ستين عاماً في اغتيال وعي الكثيرين وتحويلهم إلى كائنات مسحوقة العقل, واصبح الانترنت بالنسبة لهذه النوعية هي الوسيلة التي يقوم عن طريقها بالاستماع إلى ملفات الام بي ثري وتحميل الفيلم الجديد لأحمد مكي وكتابة تعليقة من نوعية (( تسلم الأيادي يا شرطة بلادي )).

معارضة عامر حسين لفائية عمر بن الفارض الشهيرة قلبي يحدثني

عارضت سلطان العاشقين عمر بن الفارض بفائيته الشهيرة قلبي يحدثني بأنك متلفي روحي فداك عرفت أم لم تعرف لعلها تروق لكم سادتي 

تـمـضـي بـيَ الأيــامُ دون تـوقــــفِ
في حـبِّ مـن بـوصـالها لم أشـتــفِ
أغـمـضـتُ عـيـنيَ عـلها أن تـكتـفي
أو ترعوي ، ورضـيـتُ وعـــدَ مـسوفِ
وأدرتُ وجـهـيَ عن مـساوئ فعـلها
ورجـــوتـُـهــا بــــتـــأدب ٍ وتـلـطــفِ
لـكـنـهـا ضــنـت بـكـل وفــائــِــهــــا
فهي التي تُـبـدي الـقـِلى بــتـعـسفِ
وهي التي جـعـلـتْ فـؤاديَ نــازفـــا ً
وهي التي تبدي الــوصالَ وتـختـفي
فـالـبـدرُ يـحـلو في صــفـاء ِ ضيائـِهِ
لـــكـنـهُ مـاحـيـلـتـي إذ ْ يَــخـْـتــفي
ولـكـم رأتـنـي فـي هـواهـا صـادقــا ً
مـتـفـانـيـــا ً ولغـيـرها لـم أصــطــفِ
صـبرا ً عـلى تعـذيـبـِهَـا وجـفـــائِـهَـا
والـقـلـبُ أضحتْ نـارُه لاتـنــطــفـي
هـذا عـذولي فـي هـــواك ِمؤنــبـــي
ومُـقَـرِّحي ومُـجَـرِّحي ومُــعَــنـِّفـــي
لو كنتَ تـعـلـمُ ياعــذولي ماالـهـوى
لرحِـمـتـنـي ونَصَحْـتـنـي بـــتعـطـُفِ
أو ذقــتَ طــعــمَ دلالِـهَـا ووصَــالِهَا
وبـدا لعـيـنـيـكَ الجـمـالُ الـيـوسـفي
مالـمـتـنـي فـي عشقهــا وعذلـتـنـي
لـتـركـتـــنـي مــتــمــتـعا ً بـتـلهــفـي
هـــــذا فـؤادي لايـطـيـقُ بـِعَــادهـــا
ولـو اسـتـبـاحـتْ ُ طـهْـرَهُ وتعـفُّـفــي
ولـقـد تـمـكـنَ حُـبــُّهــا لـِخـُـلــــــِّوه ِ
كـيـفَ الـسـبـيـلُ لـعـالـق ٍأن يـكـتفي
والـقـلـبُ يـَشْفَى مِـنْ زلالِ فـُـراتـها
حــاشـا لـه مـن آســن ٍأن يَـشـتـفي
فـاعـذرْ مـحـبـا ً لايـبـــارحُ فــكـْـــرَه
طـيـفُ الحبيب وفـيه دوما ً مُـحْـتـَف ِ
الـعـقـلُ يـأبــى والـفـؤادُ مُـعـَــلـَّـــقٌ
ولـقـد غـدوتُ صـريـعَ حُـبٍّ مُـدْنـِف
إنـي عــَــذَرتـكَ لا لأنــَّــكَ عــــــاذلٌ
لـكـن لأنــكَ مافـهــمــتَ تـَـصَـــُّرفي
فـارحـمْ عـذولـي قـلـبَ صَـبٍّ مُغـْرَم ٍ
عـرفَ الـوفـاءَ بـخـافـق ٍ مـتـصـوفِ
لايستوي السّـُمّ ُ الزعَــافُ وزمـــزمٌ !
كلا ، ولا الحِّبُّ اللعـوبُ مع الــوفـي !