أحسب نفسي من المعتدلين وقد يكون ذلك ظني بنفسي والله أعلم بالحقيقة، وأزعم أن الفرق الجوهري بيني وبين كثير من الليبراليين يكمن في تطرفهم الزائد عن الحد، فأنا أرى مثلا أن الإخوان حتى الآن لم يحسنوا في إدارة البلاد ولم يقدموا ما كنا نطمح إليه بعد الثورة، لكني أرى أيضا أنهم لم يعطوا الفرصة الكافية للحكم عليهم وأن الظروف الموضوعية تقتضي أن ننظر في الأسباب التي تعوقهم عن العمل وتعرقل تقدمهم في ظل هذا الانقسام والفوضى والعبث الذي يتحمل الجميع مسؤوليته بما فيهم المعارضة، بينما الليبراليون ومن خلال تصريحاتهم يرون نظام الإخوان نظاما فاشيا وأنه وصل للحكم عبر الرشوة أو التزوير ويشبهون وجودهم في الحكم بالاحتلال، وقد قال لي صديق وكتب ذلك على صفحته: إن نجاح مرسي بالنسبة له ذكره بنكسة 67 ، وقد قطع كثير من الليبراليين - مثلهم في ذلك مثل كثير من المتطرفين من الإسلاميين - قطعوا خط الرجعة وكل إمكانية للتواصل بينهم وبين الرئاسة عبر رفضهم المستمر للحوار معها والتشكيك الدائم في شرعية الرئيس المنتخب ومساندة حركات صبيانية وتوفير غطاء لها بحجة أنهم مع حرية التعبير عن الرأي حتى لو كان هذا التعبير بالمولوتوف أو تسلق أسوار قصر الرئاسة أو بالتعاون مع أحد رموز النظام السابق وهو الجنرال الهارب من أجل الإطاحة بنظام منتخب!! عندما أستمع إلى تصريحات علاء الأسواني والدكتور البرادعي والدكتور أبو الغار وحازم عبد العظيم وغيرهم أدرك أننا أمام حوار مستحيل أو كما يقولون أمام حوار الطرشان وأدرك أننا أمام صورة قبيحة من صور التطرف تدعي أنهم مع بناء دولة مدنية حديثة وهم في الحقيقة يتظاهرون بأنهم يحملون وردة في يد بينما، تحمل اليد الأخرى سكينا ملطخة بالدماء ويريدون أن يجهزوا على أول تجربة ديموقراطية وليدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق