عندما أسس الشهيد حسن البنا جماعة الاخوان المسلمين كان الغرض الرئيسى من وراء ذلك بناء فرد يتمسك بتعاليم الاسلام فى مجمل حياته تنفيذا لما قاله الله تعالى " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " فكان الهم الاكبر لمؤسس الجماعة عودة الفرد المسلم الى اصل الدين وأداء الفرائض الاسلامية , فبدأت كجماعة دعوية تستهدف العمل بصحيح الإسلام، وإحياء الاجتهاد الديني بالعودة إلى القرآن والسنة , ولم تظهر لدى الجماعة اية نية للانخراط فى السياسة , وبغض النظر عن الحوادث التى شهدتها الاربعينات والتى اتهم في بعضها او أغلبها الاخوان المسلمين , فاننى اعتقد ان البداية الحقيقية لانخراط الجماعة فى السياسه قد بدأت مع ظروف حرب 1948 – اى بعد عشرين سنه من تاسيس الجماعه – فقد كانت الشراره التى دفعت بالجماعه للانخراط فى السياسه , لكن الاحداث الفعليه قد تكون بدأت من اغتيال احمد ماهر باشا عام 1945 , وحتى حل الجماعه بقرار من النقراشى باشا فى 8 ديسمبر 1948 ومااعقبه من اعتقالات للاخوان فيما يمكن ان نطلق عليه ازمه الاخوان الاولى , والذى افضى الى اغتيال النقراشى باشا بعد عشرين يوما من قرار حل الجماعه على يد طالب الطب البيطرى المنتمى الى الجماعة , والذى تسبب عنه بشكل مباشر اغتيال المؤسس حسن البنا على يد البوليس السياسى فى اقل من شهر ونصف , مرورا بالصدام مع مجلس قيادة الثورة عام 1954 والتى انتهت بالقبض على اغلب من ينتمى للجماعة – على كثرة المنتمين - على اثر وقوع حادث المنشية الشهير والذى انتهى باعدام المستشار عبد القادر عودة ورفاقه والذى حققه الكثير من منظرى الاخوان , فيما يمكن ان نسميه ازمة الاخوان الثانية وفى تلك الحقبة ونظرا لكل هذه الاحداث المتلاحقة والشديدة الوقع على الجماعة ظهر مصطلح " الفترة المكية" والتى تعنى فترة الاستضعاف.
و"الفترة المدنية "والتى تعنى فترة التمكين , وقد كان من الاصول التنظيمية عند الجماعة ان الفترة المكية تنتهى تدريجيا باختيار اغلبية الشعب للجماعة , وتفضيلها على ما سواها , وحينها تبدأ الفترة المدنية وربما غلب الظن على البعض من الجماعة ان الفترة المكية لن تنتهى بالسهوله التى تخيلها المنظرون الاوائل , وقد انتهى بهم هذا الظن للخروج من البعض عن تلك الفكرة فيما افضى الى الازمة الثالثة عام 1965 والتى انتهت باعدام المفكر سيد قطب وستة من شباب الاخوان المسلمين عام 1966 , ولم يعرف لدى الاخوان – غير حادثة 1965 - من حينها الخروج على مبدأ الفتره المكيه والفتره المدنيه وقد كان يعبر عن الفترة المكيه شعار الاخوان المسلمين التاريخى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوه " بينما يعبر السيفان المتقاطعان عن انتظارهم الفتره المدنيه , والتى هى فترة التمكين والقوه.
وقد لخص هذا المبدأ الكاتب محمد قطب فى كتابه واقعنا المعاصر حيث قال " كل محاولة للصدام مع السلطة للوصول إلى الحكم عبث غير مبني على بصيرة ولا تدبر" وفى فترة الثمانينات وبعد خروج القيادات الاخوانيه من السجن وعلى رأسهم الاستاذ عمر التلمسانى خاض الاخوان المسلمين الكثير من المناظرات الفكريه مع الجماعات الاسلاميه الاخرى حول الفتره المكيه والمدنيه , وثارت بينهم الكثير من الخلافات الفكريه فى حين كان شعار الاخوان المسلمين " واعدوا " بينما كان شعار الجماعه الاسلاميه وهى تمثل اكثر الجماعات تنظيرا ضد الاخوان المسلمين " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ويكون الدين لله " , والتى رفض اغلب قادتها الانضمام الى الاخوان عام 1980 فى ظل استقطاب حاد من جماعه الاخوان المسلمين لقيادة الجماعه الاسلاميه والتى اثمر عنها انضمام عدد قليل من قادة الجماعه الاسلاميه فى المنيا والقاهره الى الاخوان وبايعوا المرشد العام الاستاذ عمر التلمسانى , وقد كانت البيعه من اكبر نقاط الخلاف بين القاده التاريخيين بالجماعه الاسلاميه مع فكر الاخوان المسلمين , حيث انهم كانوا يرون ان البيعه لا تكون الا للامير الممكن.
والحقيقه ان الاخوان المسلمين قد كفوا ايديهم ولم يشهروا سلاحا متمسكين بمبدا الفتره المكيه , على اساس ان السلاح لا يشهر الا فى الفتره المدنيه " فترة التمكين " , بينما اتحدت الجماعه الاسلاميه وجماعة الجهاد ليكونا فصيلا قتاليا سعى للسيطره على مقاليد الامور فى مصر مما أسفر عن أحداث اكتوبر 1981 والتى عجلت بها قرارات الرئيس السادات باعتقال 1580 من قيادات مختلف الاحزاب والجماعات والاخوان المسلمين والمستقلين والدعاه والكنيسه فى سبتمبر 1981 , وقد شجب الاخوان المسلمين احداث اكتوبر 1981 وانكروها من الناحيه التنظيميه والفكريه , لكن اعتقد انه منذ اكثر من سنه ونصف – طبقا لفكر الاخوان – بدأت فترة التمكين بدءا من انتخابات مجلسى الشعب والشورى وانتهاءا بانتخابات الرئاسه , ورغم ذلك فاننى ارى ان الاخوان لم يقوموا بما تقتضيه الفتره المدنيه طبقا لفكرهم التنظيرى , فقد حُرق اكثر من اربعين مقرا لحزب الاخوان المسلمين " الحريه والعداله " وتعرض الكثير منهم للاعتداء والسحل وقتل البعض منهم , واننى اتسائل فى ظل الاحداث المتلاحقه والتى يتعرض لها الاخوان منذ سنه ونصف , هل نسى الاخوان مقتضيات الفترة المدنية - كما هى موجودة فى تنظيرهم من 1949 – ام تغافلوا عنها ؟ ام كانوا يرددونها لتهدئة شبابهم المتحمس؟ ام ان الفترة المدنية ليس لها عندهم وجود فى الواقع العملى؟ , ولماذا لم يغير الاخوان المسلمين شعارهم ليتناسب مع الفترة المدنية؟.
وطبقا للتنظير الاول فأن الفترة المدنية تعنى انتهاء الجماعه وانقضاءها لانه فى الفتره المدنيه لا يوجد سبب لبقاءها , واننى اعتقد ان كل هذه التساؤلات تدور فى اذهان المنتمين الى جماعة الاخوان المسلمين قبل غيرهم , فيكون من الواجب على منظرى الاخوان وقادتهم إن يجيبوا على كافة الاسئله عن الفتره المدنيه , من باب التناسق مع تاريخهم الطويل فى النضال من اجل مبادئهم والتى اختصروها فى شعار الاسلام هو الحل والذى اعتقد انه افضل شعار اخرجه الاخوان المسلمين ليعبروا به عن الفكره والرساله التى يحملونها , والتى اتمنى ان تكون واقعا نراه متحققا على ارض الواقع , كذلك لابد من وجود محاولة جاده للمراجعه الفكريه لمقتضيات العمل التنظيمى والحزبى والذى املته الظروف خلال السنتين والنصف المنصرمتين حتى يمكن اعادة رسم الدور الذى يجب ان يقوم به المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين بما تقتضيه المرحله الحالية , لجماعة من اكبر واقدم التنظيمات الايديولوجية فى مصر فى ظل الكثير من الانتقادات الموجه الان للجماعة .
و"الفترة المدنية "والتى تعنى فترة التمكين , وقد كان من الاصول التنظيمية عند الجماعة ان الفترة المكية تنتهى تدريجيا باختيار اغلبية الشعب للجماعة , وتفضيلها على ما سواها , وحينها تبدأ الفترة المدنية وربما غلب الظن على البعض من الجماعة ان الفترة المكية لن تنتهى بالسهوله التى تخيلها المنظرون الاوائل , وقد انتهى بهم هذا الظن للخروج من البعض عن تلك الفكرة فيما افضى الى الازمة الثالثة عام 1965 والتى انتهت باعدام المفكر سيد قطب وستة من شباب الاخوان المسلمين عام 1966 , ولم يعرف لدى الاخوان – غير حادثة 1965 - من حينها الخروج على مبدأ الفتره المكيه والفتره المدنيه وقد كان يعبر عن الفترة المكيه شعار الاخوان المسلمين التاريخى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوه " بينما يعبر السيفان المتقاطعان عن انتظارهم الفتره المدنيه , والتى هى فترة التمكين والقوه.
وقد لخص هذا المبدأ الكاتب محمد قطب فى كتابه واقعنا المعاصر حيث قال " كل محاولة للصدام مع السلطة للوصول إلى الحكم عبث غير مبني على بصيرة ولا تدبر" وفى فترة الثمانينات وبعد خروج القيادات الاخوانيه من السجن وعلى رأسهم الاستاذ عمر التلمسانى خاض الاخوان المسلمين الكثير من المناظرات الفكريه مع الجماعات الاسلاميه الاخرى حول الفتره المكيه والمدنيه , وثارت بينهم الكثير من الخلافات الفكريه فى حين كان شعار الاخوان المسلمين " واعدوا " بينما كان شعار الجماعه الاسلاميه وهى تمثل اكثر الجماعات تنظيرا ضد الاخوان المسلمين " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ويكون الدين لله " , والتى رفض اغلب قادتها الانضمام الى الاخوان عام 1980 فى ظل استقطاب حاد من جماعه الاخوان المسلمين لقيادة الجماعه الاسلاميه والتى اثمر عنها انضمام عدد قليل من قادة الجماعه الاسلاميه فى المنيا والقاهره الى الاخوان وبايعوا المرشد العام الاستاذ عمر التلمسانى , وقد كانت البيعه من اكبر نقاط الخلاف بين القاده التاريخيين بالجماعه الاسلاميه مع فكر الاخوان المسلمين , حيث انهم كانوا يرون ان البيعه لا تكون الا للامير الممكن.
والحقيقه ان الاخوان المسلمين قد كفوا ايديهم ولم يشهروا سلاحا متمسكين بمبدا الفتره المكيه , على اساس ان السلاح لا يشهر الا فى الفتره المدنيه " فترة التمكين " , بينما اتحدت الجماعه الاسلاميه وجماعة الجهاد ليكونا فصيلا قتاليا سعى للسيطره على مقاليد الامور فى مصر مما أسفر عن أحداث اكتوبر 1981 والتى عجلت بها قرارات الرئيس السادات باعتقال 1580 من قيادات مختلف الاحزاب والجماعات والاخوان المسلمين والمستقلين والدعاه والكنيسه فى سبتمبر 1981 , وقد شجب الاخوان المسلمين احداث اكتوبر 1981 وانكروها من الناحيه التنظيميه والفكريه , لكن اعتقد انه منذ اكثر من سنه ونصف – طبقا لفكر الاخوان – بدأت فترة التمكين بدءا من انتخابات مجلسى الشعب والشورى وانتهاءا بانتخابات الرئاسه , ورغم ذلك فاننى ارى ان الاخوان لم يقوموا بما تقتضيه الفتره المدنيه طبقا لفكرهم التنظيرى , فقد حُرق اكثر من اربعين مقرا لحزب الاخوان المسلمين " الحريه والعداله " وتعرض الكثير منهم للاعتداء والسحل وقتل البعض منهم , واننى اتسائل فى ظل الاحداث المتلاحقه والتى يتعرض لها الاخوان منذ سنه ونصف , هل نسى الاخوان مقتضيات الفترة المدنية - كما هى موجودة فى تنظيرهم من 1949 – ام تغافلوا عنها ؟ ام كانوا يرددونها لتهدئة شبابهم المتحمس؟ ام ان الفترة المدنية ليس لها عندهم وجود فى الواقع العملى؟ , ولماذا لم يغير الاخوان المسلمين شعارهم ليتناسب مع الفترة المدنية؟.
وطبقا للتنظير الاول فأن الفترة المدنية تعنى انتهاء الجماعه وانقضاءها لانه فى الفتره المدنيه لا يوجد سبب لبقاءها , واننى اعتقد ان كل هذه التساؤلات تدور فى اذهان المنتمين الى جماعة الاخوان المسلمين قبل غيرهم , فيكون من الواجب على منظرى الاخوان وقادتهم إن يجيبوا على كافة الاسئله عن الفتره المدنيه , من باب التناسق مع تاريخهم الطويل فى النضال من اجل مبادئهم والتى اختصروها فى شعار الاسلام هو الحل والذى اعتقد انه افضل شعار اخرجه الاخوان المسلمين ليعبروا به عن الفكره والرساله التى يحملونها , والتى اتمنى ان تكون واقعا نراه متحققا على ارض الواقع , كذلك لابد من وجود محاولة جاده للمراجعه الفكريه لمقتضيات العمل التنظيمى والحزبى والذى املته الظروف خلال السنتين والنصف المنصرمتين حتى يمكن اعادة رسم الدور الذى يجب ان يقوم به المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين بما تقتضيه المرحله الحالية , لجماعة من اكبر واقدم التنظيمات الايديولوجية فى مصر فى ظل الكثير من الانتقادات الموجه الان للجماعة .
*مستشار بجامعة الدول العربية
maw01000@yahoo.com
maw01000@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق