قساوسة انصار اسفين يا ريس يوقعون على تمرد
تمرد في مظاهرة لتوفيق عكاشة
منسق حركة اسفين يا ريس يوقع على تمرد
ومرة أخرى يجد أهالى شهداء الثورة أنفسهم فى العراء، يواجهون وحدهم تحرشات أتباع المخلوع الذين يوزعون أوراق التمرد بيد ويرفعون صور مبارك بالأخرى، وحين يفرغون من مهمة «تمرد» تمتد اليد للاشتباك مع ذوى شهداء يناير.. بينما حضرات السادة الثوار غارقون حتى الأزناد فى خوض المعركة بالوكالة عن جنرال الثورة المضادة الهارب ضد الرئيس وجماعته وتياره فيما يتأهب فلول العصر البائس للحصاد دون مشقة تذكر.
لقد أعادتنى مشاهد احتضان أبناء مبارك لـ«تمرد» والعكس إلى ما سجلته فى هذا المكان أثناء جنون أحداث الاتحادية من أنه ليس أكثر قتامة وعتامة من اللحظات التى تمر بها مصر الآن سوى لحظة الجنون التى أودت بالعرب إلى الجحيم وأخرجتهم من التاريخ ليلة ٢ أغسطس ١٩٩٠، حين انفتح الباب واسعا لكى يقتل العربى أخاه فى معركة خرج الجميع منها مهزومين مقتولين.
وأخشى أن تكون ثورة ٢٥ يناير المصرى تقف على الباب ذاته الآن وتتأهب للقفز إلى حريق مستعر، صنعه أعداء هذه الثورة ببراعة فائقة، وينساق إليه شركاؤها وكأنهم يمارسون رقصة جنون جماعى أو لعبة موت.
ويذكر التاريخ أن عاصفة صحراء ذلك الشتاء البائس قسمت الشخصية العربية نصفين وأعادت الشعوب العربية إلى جاهلية داحس والغبراء وحرب البسوس، واندلعت حرائق حمل الإخوة السلاح على بعضهم البعض وخاضوا معركة طاحنة انتصر فيها العدو دون أن يطلق رصاصة واحدة.
وفى المقابل لا يريد أعداء الثورة البيضاء تفويت فرصة عمرهم للانقضاض على المشهد، حتى أن زعيم الفلول فى لحظة وضوح واتساق مع الذات وصف ما يجرى الآن بأنه «ثورة ضد الثورة» دون أن يسكته أحد، أو يقول له أن يخرج من الموضوع.
وأكرر إن استدعاء الميدان للفلول على طريقة «عدو عدوى صديقى ولو كان عدوى» لا يصح أن يكون أمرا حتميا لمواجهة الإخوان وتيار الإسلام السياسى، لأن ذلك ينقل الميدان من كونه المدينة الفاضلة للثورة، إلى مجرد ملعب انتخابى أو ساحة سياسية تعتمد قوانين السوق ومهارات البيع والشراء والصفقات.
فإن كان ذلك كذلك ليس من حق أحد هنا أن يدعى أنه يتحدث باسم الثورة أو أن ما يجرى هو امتداد للثورة، وسنحترمه أكثر لو مارس فضيلة الوضوح وأعلن أنه يلعب سياسة ومصالح، وأن ما يحركه هو قواعد السوق وليس مبادئ وقيم الحق والخير والجمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق