أحمد الله كثيرا أن أبى وأمى لا يعرفان حتى الآن آلية الدخول على صفحة المقالات ببوابة «الشروق» أو غيرها، حتى لا يقرآن بعض التعليقات على ما أكتب.
حالة التعليقات فى مواقع الإنترنت على كتاب المقالات لم تعد تسر عدوا أو حبيبا، وأصبحت تعكس واقعا مريرا عن تردى الذوق العام.
مبدئيا وقبل الخوض فى هذه المسألة فهناك قراء كثيرون يعلقون وينتقدون بصورة راقية للغاية، وكتبت أكثر من مرة فى هذا المكان أشيد ببعض التعليقات، التى أراها أكثر رقيا وتحضرا وفهما من كثير مما يكتبه بعض الكتاب.
لدى يقين أنه لا تقدم ولا نهضة من دون حرية التعبير، الاختلاف هو الأصل وتنوع الآراء هو الذى يمنع نشوء سرطانات التكلس والاستبداد والقمع، ولدى يقين آخر بأنه مهما كان الشطط فى التعليقات والتشنج فى الآراء فهو أرحم مليار مرة من قمع الحريات والتعبير بحجج متنوعة تبدأ من حماية الذوق العام وتنتهى بحماية سمعة مصر مرورا بهيبة الرئيس بالطبع ورموز الدولة.
هذا اليقين مرده إلى أنه فى النهاية لن يصح إلا الصحيح، ونشر الآراء حتى لو كان خاطئا كفيل بتحقيق الشفافية وبالتالى مقاومة الفساد.
أقبل أن يعلق أى شخص على ما أكتب ويقول لى إننى مخطئ أو لا أفهم شيئا أو لا أعرف قواعد الكتابة وفنونها، لكن الاعتراض الوحيد هو هذه النزعة المتنامية من البذاءة والانحطاط غير المبررة.
قبل فترة كتبت مشيدا بتوجه الرئيس مرسى فى إقامة علاقات مع إيران ومنتقدا اعتراض بعض القوى السلفية. فوجئت ان أحد المعلقين ينتقدنى قائلا: «وانت مين يا.. عشان تشيد أو ترحب بقرار الرئيس الذى هو سيدك وسيد أبوك وسيد أمك.......»!.
لا أملك دليلا على وجود كتائب إلكترونية معينة، لكن أعرف ان هناك مجموعة معينة متخصصة فى متابعة ما أكتب وما يكتبه غيرى والاختلاف معه دائما إلا إذا وافقت هواها.
مرة أخرى أشكر من يقرأ هذا العمود اليومى، وأشكر أكثر من يختلف معه مادام كان ذلك بعيدا عن السب والتجريح.
وللموضوعية فإذا كانت هناك كتائب إلكترونية، فهى ليست تهمة توجه إلى التيار الإسلامى فقط، هى موجودة فى الجانب الآخر، وهناك متخصصون أيضا لا أعرف ان كانوا منتظمون أم لا مهمتهم سب وشتم الكتاب الإسلاميين أو المتعاطفين مع هذا التيار أو كل من لا يهاجم الإخوان.
أدرك اننا نعيش مرحلة انتقالية، ولم نتعود بعد على الحوار المتمدن والمحترم، وأدرك ان الانفلات فى كل مكان بما فيه أدب الحوار، وأدرك أكثر ان زملاء كثيرين قرروا إغلاق باب التعليقات حتى لا يقرأوا السيل المنهمر من البذاءات.
وإلى كل قارئ ومعلق يستخدم مثل هذه الألفاظ أنصحه مخلصا بان يفكر مليون مرة قبل ان يستخدم هذه الألفاظ الخارجة.. الشتيمة لن تجعل كاتبا يغير أفكاره، سوف يواصل الكتابة وقد يغلق فى النهاية باب التعليقات، وبالتالى «يحرم المنفلتين من متعة البذاءة». لكن المشكلة انه يحرم الكاتب وجميع المحترمين من القراء من متعة الاستماع إلى الجدل النظيف.
أيها القراء الأعزاء: ما هو الحل لهذه المشكلة؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق