05 يونيو 2013

كمال الزوادي يكتب مشاهداته عن الوضع في تركيا

لمن يسأل عن سبب المظاهرات في تركيا


لقد قدر لي أن أكون مع مجموعة من رجال الأعمال الأتراك في استانبول وبورصة أثناء زيارتي الأخيرة إلى تركيا وتطرقت بالحديث عن التجربية التركية خلال العشر سنوات الأخيرة والتي تستحق الإشادة ومنهم من هز برأسه على مضض كونه ينتمي إلى حزب الشعب المعارض ، وقلت لهم أننا في عالمنا العربي نتمنى أن يأتينا شخص مثل أردوغان يقدم لنا نصف ما فعله في بلدكم وحتى الربع فسنكون بألف خير ، إذ إننا نحسدكم على هذا الرجل المخلص والمستقيم المسلم الذي سأله صحافي ذات يوم عن السر أو الخطة التي أتبعها للنهوض بتركيا إلى المرتبة السابعة عشر في سلم أقوى إقتصاديات العالم فتوقع الصحافي أن يفرد هذا الطيب عضلاته ويستعرض لهويشرح له الخطط التي وضعها لتحقيق هذا الإنجاز إلا أن الصحافي فوجئ برد من كلمتين فقط ( حكومتي لا تسرق ) لقد فعل الرجل الكثير لوطنه والبداية كانت منذ أن أعلن إنسلاخه عن حزب معلمه أربكان ليقينه أن سيلقى مصير أستاذه إن أستمر على نهج معلمه ، وسيغلق الجيش حزبه وتقييده بل وسجنه وهو كان قد سجن في تلك الفترة ، لذلك ذهب وفق رؤية واضحة وأسس حزب العدالة والتمنية، وأختط برنامج لحزبه قربه من الناس ومن خلال منصبه كرئيس لبلدية استانبول نهض بتلك المدينة التي كانت تعاني من الإزدحام والتلوث والذي زار استانبول من عشر سنوات وأعاد زيارتها اليوم سيرى الفرق الشاسع في كل شيئ...الرجل بخطى واثقة سحب البساط من تحت أقدام جنرالات الجيش حامي العلمانية وزج برجالاتهم بالسجون وتفرغ لإستعادة الدور والهوية الإسلامية للجمهورية التركية بهدوء وروية، وأعاد الحجاب ومدارس تحفيظ القرآن وكليات الشريعة التي كانت تعمل بالخفاء أيام العلمانيين وهو بالتوازي لم يغب عن باله تقوية إقتصاد بلده الذي ورث تركة ومديونية 35 مليار دولار للبنك الدولي إستطاع أن يسدد آخر قرض منذ فترة قصيرة مؤخرا بل عرضت تركيا قروض وأصبحت دائنة بعد أن كانت مدينة...إلا أن كل إنجازاته لم تعجب حساده ومعارضيه في داخل تركيا وفي خارجها ففي الوقت الذي كانت تركيا تحقق نسب نمو جيدة كانت أوربا تغرق في أزماتها المالية، ولا يجب أن يغيب عن بالنا أن العالم الغربي لا يريد لبلد مسلم أن يمتلك أسباب القوة وهو قد وقف في وجه إيران وقارع روسيا بالحجة وفند أطماعهما في النزاع السوري وكذلك مالكي العراق وأنتزع ورقة الصراع الكردي من خصومه بالإتفاق مع أوجلان لرمي السلاح مقابل توسيع حقوق الأكراد ودمجهم بالمجتمع التركي والحفاظ على هويتهم..وأنتزع ولأول مرة في تاريخ الكيان الإسرائيلي
إعتذار صريح وتعويض لحادثة باخرة الإغاثة مرمرة مع حقه بدعم غزة وفك الحصار عنها...كل هذا لم يعجب الدول التي تكيد للمسلمين الشر دائما...بحثوا وفتشوا عن ثغرة يدخلوا من خلالها لتأليب الشارع عليه فلم يجدوا ...كنت قد زرت ميدان التقسيم وأطلعت على المشروع الذي طرح في البرلمان وتم التصويت والموافقة عليه بالأغلبية من كافة الأحزاب بما فيهم حزب الشعب المعرض الرئيس له في البرلمان، وحقيقة ميدان التقسيم هو قمة الفوضى فالسيارات والأفراد متداخلين بشكل غير منظم وفوضوي جدا ولا تستطيع أن تعبر الشارع للجهة الأخرى في أي من إتجاهاته المتشعبة إلا بشق الأنفس وكان المشروع قد أبتأ فعلا منذ سبعة أشهر فلماذا خرجت المظاهرات والإحتجاجات الآن تحديدا ؟
الموضوع ليس له علاقة بإقتلاع بضعة أشجار أبدا فما تم زرعه وسيزرع لاحقا هو مئات الأضعاف ( وأعلق هنا على كلام المعاقين في سوريا وأولهم المجرم القاتل بشار ووزير أعلامه المنافق الزعبي الذين يطالبون أردوغان بالتنحي لإقتلاعه بضعة شجرات فأقول أنتم اقتلعتم 4 ملايين إنسان ، الله يقلعكم وزبانيتكم إلى جهنم وبئس المصير وعذاب في الدنيا قادم لا محالة فأنتظروا إنا معكم منتظرين ) أختم بالقول أن أحد الأصدقاء الأتراك قال لي رب ضارة نافعة فالذي حصل في تركيا وإن كان ظاهره فيه فوضى وخراب وخسارة موسم سياحي ولكن محصلته ستصب في مصلحة الشعب التركي وحزب الأغلبية الحاكمة لسبب واحد فقط أن رئيس الوزراء نزيه جدا وسكسب محبة وإحترام شعبه في إدارته للأزمة المحاكة ضده لإخراجه من الحكم قبل الإنتخابات
ومنهجه واضح وصاحب فكر متقد وسعتمد على الله وعلى رصيده ونزاهته وسوف يعبر الأزمة فقد إجتاز ما هو أقوى وأعتى منها من خصوم كادوا له المكائد لدرجة الإنقلاب عليه والتخلص منه . وسترتد على معارضيه وعلى الدول التي ساندتهم بالخيبة بإذن الله وقد لاحت خيوط مؤامرة لإلهاء تركيا وفك إرتباطها بسبب دعمها لسوريا فكان أول حادث أرادوه لتقويض حكمه هو تفجير الريحانية والذي أسفر عن 50 قتيلا تشير الدلائل إلى مخابرات النظام السوري الذي أوصل المتفجرات إلى فئة من العلويين الأتراك الذي يدعمون بشار ، وقال لي هذا الصديق أن الشرطة قد أمسكت بستة إيرانيين و15 سوري في حادثة ميدان التقسيم وستكشف الأيام المقبلة دور الجهات الخارجية بتحريك المعارضة التركية
بالداخل تحت مسمى الربيع التركي....حمى الله أردوغان وكل مخلص وشريف ونسأل الله أن يحمي هذا البلد المسلم الذي أرادوه ليكون علمانيا ماسونيا ولكنه لن يكون إلا بلدا مسلما يدافع عن الإسلام والمسلمين إن شاء الله
ومع تحياتي........أبو جلال

ليست هناك تعليقات: