06 مايو 2012

سيتم قتل الثورة .. وستغلق أبوب الرحمة بقلم خالد رابــــــح



سيتم قتل الثورة  .. وستغلق أبوب الرحمة
بميلاد ثورة 25 يناير ، تولُد الأمل فى جوف كل مصرى شريف ، أن يعيش فى ظل ( الحرية – العيش – العدالة الإجتماعية ) هتاف الثورة ، الهتاف الذى ردده الكبار والصغار ، ودونه كل مرشحى انتخابات مجلسى الشعب والشورى شعاراً على لافتات دعاياهم الانتخابية ، وبعد أن راحت أذهان العلماء والمفكرين والسياسيين والمبدعين والمخلصين من أبناء هذا الوطن تتفتق عن أفكار ترسم صورة جديدة وجميلة للوطن ، صورة يعم فيها الخير والأمان والحرية والكرامة والدخل الكريم .
راح كل الشعب المكافح الكادح يحلم ، ورحت أحلم معه ، نعم رحت أحلم بالخير الكافى لأبنائى فى دار الأيتام ، نعم رحت أحلم أن أتمم الزفاف للألف عروسة ( 1000 ) اللاتى تزوجهن جمعيتى سنوياً ، رحت أحلم بتزويدهم بالأثاث والمفروشات والأجهزة ، وبإقامة أجمل زفاف لهن ، فى أكتوبر المقبل بإذن الله ، حتى تختلط دموع الأمهات بالزغاريد ، وتختلط الدموع بالضحكة والبسمة ، حلمت للأسر المعيلة التى تصرف الإعانات كل شهر من الجمعية ، الذين يسعدون بكل جنيه جديد يضاف إلى مساعداتهم الشهرية ، ورحت أحلم ببناء مستشفى خيرى للسرطان والغسيل الكلوى للفقراء ، بعد أن تبرع بأرضها أحد متوسطى الحال المحبين للخير من أبناء هذا الوطن .
واجتهدت وسعيت ، واستخرجت للجمعية ترخيص جمع مال من وزارة الشئون الإجتماعية ؛ لتتمكن الجمعية بموجبه من جمع التبرعات من المواطنين المحبين للخير ؛ لتحقيق تلك الأحلام النبيلة .
وكانت المفاجأة .. لم تقم بعد ثورة يناير، لم ينتهى نظام مبارك ، الجهات الحكومية مسخرة للنظام ، ولجمعية الهلال الأحمر ( جمعية النظام ) ، وفوجئنا أن هناك مسئولين ووزراء ومحافظين وآخرين ، يصرون على خيانة الوطن ، على قتل الأمل فى نفوس البشر ، على أن يعيش  الشعب دائماً فى حالة من الغليان ، حتى إذا واتته الفرصة إنخرط فى صفوف دون أن يدرى ، أهى للثوار والمتظاهرين ، أم للمخربين والمدمرين والقتلة المأجورين ، لكنه ما يعنيه أن يثور على الظلم والطغيان .
فعندما تقدمنا إلى السيد المهندس / رئيس مجلس إدارة هيئة سكك حديد مصر بطلب جمع التبرعات عن طريق الهيئة ، أسوة بما تقوم به الهيئة لجمعية الهلال الأحمر ، وكان الطلب مشفوعا بمخاطبة مديرية الشئون الاجتماعية بالقاهرة ، وموافقة الدكتور / محافظ القاهرة على التوزيع بواسطة هيئة سكك حديد مصر .
وجاء الرد فى خطاب يفجر مفاجأة ، وكان من السيد / رئيس هيئة سكك حديد مصر ، يفيد أن الهيئة لا تقوم بالتوزيع ، إلا لصالح جمعية الهلال الأحمر ( رضى النظام عنها وأرضاها ) فقط دون غيرها (وكأن الثورة لم تحدث ولم تسيل فيها دماء الشهداء) .
وظل فينا شعاع أمل لم يمت، فعرضنا الأمر على معالى السيد / وزير النقل فى حكومة الثورة ، والذى أفاد بعدم دستورية التوزيع عن طريق منافذ تذاكر الهيئة (بس طبعاً مش للهلال الاحمر ) ، وهى الجمعية التى كانت تترأسها حرم الرئيس السابق ، وخلفتها وزيرة الشئون الإجتماعية ( فى حكومة الثورة ). هذا الحال واجهناه فى جهات أخرى عديدة ، كهيئة ميناء القاهرة الجوى التى لاتضع صناديق للتبرعات بالمطارات إلا للهلال الأحمر جل قدرها .
وصدق المثل القائل ( لا يرحموا ولا يسيبوا رحمة ربنا تنزل ) ، وكذلك أغلق السيد النائب العام بابه أمام كل الجمعيات التى إعتادت توزيع التراخيص عن طريق نيابات المرور بالجمهورية .
وكأن المقصود هو معاقبة كل الشعب لأنه تجرأ وثار ، لأنه طلب المساواة بين كل أطيافه ، لأنه نادى بالعدالة وبوضع حدين أدنى وأقصى للأجور ، وكان الانتقام هو ، أن من يشعر بالفقير أويدافع عنه أوعن حقوقه أو يتألم لحاله ، فليعانى هو لتدبير طعام وشراب وكسوة الأطفال بدور الأيتام ، وتوفير الدواء لأصحاب الأمراض المزمنة والمكفوفين ، نعم فليعانى هو أو ليصمت .
كان الإنتقام بتعمد نشر الفوضى فى البلاد حتى يعم الخراب ، كان الإنتقام أن يقتل الأمل فى نفوس البشر كما يقتل الناس فى المظاهرات والاعتصامات دون أن ندرى من مات من أجلنا ، أو من مات وهو يقتل أبنائنا ، ويبدو أنه لا رحمة إلا رحمة الله رب العالمين ، فالله تعالى نسأل أن يرزق من تولى أمورنا الهدى والرشاد ، وأن يتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من ولى من أمر أمتى شئ .. فلا يشق عليهم " صدق رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون  .

01228710710

ليست هناك تعليقات: