في سنة 1415م احتلت البرتغال سبتة من المغرب و بعد قرنين و ربع انتزعها منهم الاسبان في عام1460 وذلك لموقعها الاستراتيجي المتميز في البحر الابيض المتوسط اد تعتبر بوابة القارة الافريقية ومنفذ الصليبيين لإحكام السيطرة على أراضي الإسلام وفي عام 1497احتل (خوان الفونسو بيريز ال بوينو ) ثالث دوق لمدينة صيدونيا مدينة مليلية بعد سقوط وضعف امارة غرناطةوالتي كانت آخر القلاع التي سقطت عام 1492م ومن تم عملت الدولة الاسبانية على نهج سياستها الاستعمارية التوسعية . وسيطرت على الجزر الاخرى في شمال المغرب بشكل متتالي.وذلك لرذع اي هجوم عربي على شبه الجزيرة الايبيرية...
وقد حاول المغاربة استرجاع المناطق المغربية المحتلة من قبضة الغزو الصليبي النصراني ، وكان أبرز هذه المحاولات محاولة المولى إسماعيل ، حيث حاصر المسلمون مدة 33سنة لمدينة سبتة ، وكذلك محاولة المولى محمد بن عبد الله عام 1774م لمحاصرة مدينة مليلية ، ولم ينجح المسلمون في تخليصها من يد الإسبان .وقد بذل سكان المدينتين من المسلمين جهودا كبيرة للتمرد على واقع الاحتلال في نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين ، وبين عامي 1921و1926م قاد المجاهد الوطني المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي ثورة ضد الإسبان في الشمال المغربي و شن حروبا على مليلية في سنوات 1921م الى 1926م ، لكن إسبانيا تصدت لها بالتحالف مع دول أوربية أخرى بعد أن أشعلت ثورته شرارة الجهاد في المدينتين وحاول الجنرال فرانكو دغدغة المشاعر القومية لسكان سبتة ومليلية لدعمه في حربه ضد حكومة الجبهة الشعبية ، إذ وعدهم بمنحهم الإستقلال إذا ما تولى السلطة في إسبانيا ، واستطاع بذلك تجنيد الآلاف منهم في الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936م دون أن يفي بوعده لهم.
وهكذا ظل هذان الثغران المسلمان يدفعان الثمن باستمرار في كل مرة ، مرة لموقعهما الجغرافي على الواجهة بين أوربا وإفريقيا ، ومرة لوقوفهما مع الجنرال فرانكو ، وثالثة بسبب زحف المسلمين من سبتة نحو شبه الجزيرة الإيبيرية .
في حين تبقى قضية سبتة ومليلية وبعض الجزر كأقدم قضيةاستعمار أوربي في المتوسط لا ترتكز على أي مبرر قانوني أو شرعية تاريخية معينة ومن اهم القضايا الثقيلة التي تجعل العلاقات بين المغرب وإسبانيا تتأرجح دوما بين الهدوء والتوثر ، ولم يترددملك المغرب محمد السادس في خطاب له عن التأكيد الصريح على ضرورة وضع هذا الملف الشائك قيد الحوار مع إسبانيا ، من أجل تصفيته النهائية، وتجديد إقتراح والده بتكوين خلية تفكيربشأن المدينتين .لكن إسبانيا جددت ما كانت تؤكده دائما ، من أن سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان امتدادا جغرافيا لشبه الجزيرة الايبيرية وتقر بان هذه المناطق اسبانية الهوية والاصل ولازالت تحتكر اقتصادها وتستغل خيراتها ومواردها البرية والبحريةوتعمل على طمس الهوية العربية الاسلامية التي تنشب مخالبها في بقاع (سبتة ومليلية) وذلك بتغيير معالم هذه المدن من هدم للمساجد وبناء الكنائس ومحو كل ماهو مغربي عربي شاهد على مغربية هذه المناطق بفعل الوضعية الدونية بالاضافة الى واقع التهميش والإقصاء الذي يعيشه مغاربة سبتة ومليلية دفع جملة من المحللين إلى دق أجراس خطر بروز المزيد من التطرف، ويسهم في زعزعة الاستقرار السياسي بهذه المنطقة من (البحر الابيض المتوسط) ويؤجج اشعال فتيل الحرب في يوم ما من ايام الدهر.ولا ننسى ما تم الكشف علىه ايبان حرب الخليج الثانية، أن الجيش الإسباني أعد سنة 1991، إخطة هجومية ضد المغرب تحسبا لأي حالة مواجهة ..لكن من حين لآخر تبرز أصوات إسبانية غير ملمة بالقضية واخرها اقتراح الصحفي الإسباني “Horacio Vixande”، بيع مدينتي سبتة و مليلية المحتلتين للمغرب لحل المشاكل الإقتصادية التي تعاني منها بلاده. وكانهما ملكا لاسبانيا المحتلة وليست ارضا متنازع عليها
إن المطالبة بعودة المدينتين السليبتين ظلت مطروحة منذ ثلاثينات القرن الماضي، وأمام التعنت الإسباني وهذا الاحتلال الامبيريالي، وإصرار المغرب على استعادة المدينتين باعتبارهما جزء لايتجزا من الوحدة الترابية والوطنية ندعو الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية والجمعيات والمجتمع المدني والشعب , للتدخل من أجل العمل على تصفية الاستعمار ، لكون أن الوقت قد حان للمطالبة جهرا باسترجاع كل الجيوب المغربية المحتلة من طرف إسبانياوإعادة المدينتين سبتة ومليلية إلى الوطن الأم
ياسمين الحاج
نائبة رئيس التجمع الشعبي العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق