01 أبريل 2013

أيها العجزة المفلسون ابتعدوا عن الجيش بقلم محسـن صـلاح عبدالرحمن


أولاً، الجيش المصرى بتاريخه الوطنى لا بمكن أن يقف فى مواجهة الشعب.
ثانياً، الجيش المصرى بوعيه بتحدياته التاريخية، لا يمكن أن يُستهلك بعيداً عنها.
ما تقدم، هو يقينٌ عند أبسط المحللين، ولكن الأقلية ولعجزها، فإنها «تتشعبط» فى الأمانى الزائفة، وتروج شائعات عبيطة يشتغل عليها إعلامها الخائب، لذلك وبفرض أن الأغبياء لا تكفيهم «أولاً وثانياً»، فسنضيف لهم:
ثالثاً، شعب الـ 85 مليون نسمة، لا يمكن مجابهته فى حرب شوارع.
رابعاً، الجيش المصرى، يعى أن رصيد مصر البشرى الذى يمثل وبحق إضافة مقدرة لمحترفيه، عند أى جولة مع عدونا الاستراتيچى، يتمثل وبقدرٍ معتبرٍ عظيمٍ، فى الاحتياطى الاستراتيچى من شباب بل ومن شيوخ «الإسلاميين»، ومن ثم فأبداً الجيش المصرى لا يُفرط، كما أنه لن يقف فى مواجهة مع الأغلبية المصرية.
خامساً، الجيش المصرى ولأنه يعى تماماً المستنقع السياسى العفن، فإن أقصى ما يمكن أن يفعله إن استلزم الأمر، وبالمناسبة فلن يستلزم الأمر ذلك فى المنظور، هو أن يستدعى رموز الفصيل المصرى الأعقل والأحرص على مصالح مصر، ويقول لهم أن يقظة إلى مصالح الوطن العليا و«معلهش تعالوا على نفسكم شوية»فتنازلوا قليلاً للعجزة، فالصناديق ستأتى بكم فى النهاية، وبأى قانون للانتخابات بل وحتى فى ظلال تحقيق كل مطالب العجزة المفلسين.
إلى هنا، فأنتقل إلى ما هو مهم أيضاً، وهو أن أدعو رموز العمل الإسلام، إلى رشادٍ وحنكةٍ سياسيةٍ كذلك، فأقول:
أولاً، لسنا فى حاجة إلى تبادل ما يفعله العجزة معنا، فقدراتنا معروفة تماماً لديهم، ومن ثم فنحن أكبر من من أن نحاصر منشآتٍ عامة أو حتى مقراتٍ لأحزاب العجزة المخربين، وأكبر من أن يلجأ مسؤولونا إلى قراراتٍ لا تسبقها دراسة واستشارات قيمة، كما أن الإعلام لا يُجابه إلا بإعلام، وإيانا من إجراءات بدون أدلة لا تقبل الشك، فنحن أكبر من أن نسلك سُيُل العاجزين، بينما مواجهة هذا الإعلام الساذج لا يحتاج منا إلى إبداع ، فما بالنا إن أبدعنا؟
وصدقونى هذا متاحُ، إن هدأنا وفكرنا، لكن عيب علينا أن نقع فى فخ الاستدراج من هؤلاء المفلسين، فنعطيهم مادة كى «يشتغلونا» بها بالباطل، وخسارة أن نضيع استثمار عدوان المقطم!..
ثانياً، وبغض النظر عن إخفاقنا عن أن نعى مبكراً ومنذ 11 فبراير 2011، أن كان لابد لنا أن نضغط لنحقق أهدافاً بعينها من أهداف الثورة، ومع ذلك فقد كنا فى عيون أهلنا الطيبين وفى وجدان هذه الأغلبية الشعبية«دعاة استقرارٍ ودعاة بناء»، إلى أن فطن أعداء الثورة لذلك، فبدأ مسلسل الحرائق اليومية والسطو المسلح وغيره، قبل الانتخابات الرئاسية، فاشتغل شفيق عليها وقدم نفسه لأهلنا الطيين باعتباره «المُخَلِّص» الذى سيحقق لهم الاستقرار، ثم بعد الانتخابات الرئاسية آلت على نفسها هذه الأقلية العاجزة إلا أن تنهج نفس النهج أى أن تبث كراهية الإسلاميين فى وجدان أهلنا الطيبين، فسعت وإعلامها عبر الأباطيل والأكاذيب لكى تعوق الإسلاميين حتى لو كان هذا التعويق تعويقاً للوطن كله، ولكننا وللأسف كنا سُذجاً مثلها، فوقعنا فى فخها بعيداً عن خدمة مصر وأهلها الطيبين!..
فهل آن لنا أن نستعيد مافقدناه، بأن نقدم أنفسنا للناس مرة أخرى، باعتبارنا «دعاة استقرارٍ ودعاة بناء»، ولكن هذا شأنٌ يحتاج إلى إبداع، مللت من تكرار تفاصيله الرئيسة مراراً.
كنت آمل ومازلت، أن تعمل كافة الفصائل الإسلامية على ذلك الإبداع، ليس بالضرورة مجتمعة، بل منفصلة، فذلك أجدى وفى مجال الاقتصاد والخدمات تحديداً، فأن يكون لدينا أفكارٌ خمس أو أكثر، ومناهج فى العمل والتعاطى عدة كذلك، فذلك والله أروع، طالما كانت كلها تحت عنوانٍ واحدٍ «تنمية مصر واستقرارها» شريطة تجاوز هذه الأقلية المخربة، عبر «العمل لمصر ولأهلها»، وأن نعلن ذلك على الملأ، فنعرى هذه الأقلية ونحاصرها أمام الناس فنستجلب دعم أهلنا الطيبين مرة أخرى، ومن ثم نحاصر البلطجية والمخربين، ونضبطهم بصرامة وبحسم، عبر القانون وفى ظلاله، وذلك هو النصح الذى لم يستمع إليه الإخوان المسلمون، فهل آن الآوان أن نتوجه بذلك النصح إلى فصيلٍ إسلامىٍ آخر، يعلى من شـأن الفكر والعلم والعمل، الإدارة العلمية إجمالاً، كسبب سببه لنا مسبب الأسباب سبحانه وتعالى.
أقول هل آن الآوان أن نتوجه بما لدينا من أفكارٍ عملية تخاطب الاحتياجات الواقعية وتتوافق مع الإمكانات، فنحقق عبرها إنجازاتٍ سريعة عديدة، ونحقق أخرى منظورة الحصاد، يمكن أن نشرع فى بداياتها فنجسد الأمل أمام الشعب، حتى ندرك مشروعنا الأسمى؟
نعم، وصدقونى فلا سبيل أمامنا إلا هذا، والأشهر الخمسة الباقية على الانتخابات رغم قصرها، لكنها عند المبدعين كافية، وألمح فى فصيلٍ آخر أو أكثر من الفصائل الإسلامية، من نحسبهم بإذن الله كذلك، وسنتكاتف معهم دون انتسابٍ تنظيمىِّ، فهذا مبدؤنا، أى أن يظل انتماؤنا للتيار العريض كله دون استثاءٍ، وألا نسعى لمنصبٍ تنفيذىٍ فى الدولة أو لعضويةٍ نيابية، هكذا أعلنا وسنظل بإذن الله ثابتين، وبالله التوفيق.
مع كم الإجرام الذى رأيناه فى المقطم، أتعجب من هؤلاء الذين يزعمون الحياد، فلا يتوقفون عند الواقعة البشعة ليدينوها بوضوح، بينما يقولون لنا، أنه لا يمكن أن ننظر لما وقع على الإخوان من عنف بالمقطم، بعيداً عن السياق السياسى بالكامل!..
أى خسة ونذالة تلك، فهؤلاء عندى أبشع من الأقلية العاجزة المجرمة المخربة «الواضحة».
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ليست هناك تعليقات: