على طريقة حرب " طواحين الهواء " او "ركوب الهواء " تمكن عدد من الزملاء الصحفيين اليساريين والناصريين من " تطيير " النقابة ، والفوز بانتخابات النقيب والمجلس ، بعد ان قاموا بتدشين حزب نقابة الصحفيين ، وهو ما يمكن ان يتسبب فى سقوط النقابة من أعلى أو جعلها " تهفهف " . . فالزملاء اصحاب حزب النقابة الجديد استخدموا نفس اسلوب الحزب الوطنى البائد فى الارهاب " بفزاعة " الاخوان ، وهتفوا منذ الصباح الباكر هتافات مدوية من عينة " لا لاخونة النقابة . . يسقط يسقط حكم المرشد " رغم اننا لم نر صحفيا واحدا منتمى للاخوان خاض الانتخابات ! ، ويمكن مراجعة طابور وقائمة الاخوان فى الانتخابات الماضية اذ اكتفوا بعدها بالقوات المنتشرة فى رئاسة التحرير والمجلس الاعلى للصحافة
وبهذه الهتافات المدوية والفزاعة المطوية تمكنوا من ابعاد كل من ينافسهم بالصاق الفزاعة به وتصنيفه ، ومنهم عبد المحسن سلامه المرشح لمنصب النقيب ، والحاق الصفة بالمنافسين اصحاب الالتزام او المظهر فى اللحية او الحجاب مثل هشام مبارك وعبد الرحمن سعد ونجوى طنطاوى واسماء الحسينى ، ثم " التجييش " ضد غيرهم أو خداعهم بحيل أخرى مثل الزعم انهم على قوائمهم ولعل هذا كان وراء تعدد القوائم ومنها من ضمت مثل رامى ابراهيم او زجت باسم احمد رفعت او احمد الشرقاوى فان فازوا صاروا منهم وان خسروا فقد كسبوا انصارهم ، وحتى الزملاء بالصحف الليبرالية مثل الوفد لم يتوانوا عن خداعهم بالزعم بترشيح مرشحهم مقابل الحصول على اصواتهl
وبالطبع لا خلاف على انتماء اى صحفى لحزب او جماعة فهذا امر طبيعى ، وليست " وصمة " الانضمام الى الاخوان او الى الشيوعيين او اى اجاه سياسى ، ولكن المقصود هو خلع الرداء الحزبى داخل النقابة من اجل اعلاء الشأن النقابى ، فلا تكون النقابة " رهينة " للنقيب او المجلس لتصفية حسابات سياسية ، ولا يجوز أن نرى اعضاء مجلس النقابة يذهبون للاجتماع بمقر جريدة مثل الوطن وغيرها عند الاعتداء عليها ، وتجاهل الاعتداء على جريدة الحرية والعدالة ، رغم وجوب المساواة و عدم التفرقة فى دفاع النقابة عن الصحف والصحفيين ، او يقود النقيب واعوانه مظاهرة على سلالم النقابة بدعوى اعتداء حزب الحرية والعدالة عليهم حتى لوكان الواضح ذهاب بعضهم كناشطين معادين للاخوان وليسوا صحفيين ( مع رفضنا للاعتداء على اى انسان )وعدم اتخاذ النقيب واعوانه موقفا مماثلا اذا حدث العكس ،او اذا ثبت ان الصحفيين هم الذين قاموا بالاعتداء
وهكذا تم " تدشين " حزب نقابة الصحفيين ليصير حلالا بلالا ،و بدلا من الزعم " باخونة " النقابة ، اصبح مسخرة - عفوا - " ميسرة " النقابة نسبة الى اليسار
واذا كان احقاقا للحق ليس كل من فازوا لا يصلحون - فقد نكون انتخبنا بعضهم كما اننا نحترم الزملاء الذين انتخبوهم - الا ان الكذب خيبة والفوز بالخداع والحيل جريمة ، خاصة اذا تسببت الخدع فى حرمان النقابة من عناصر جيدة على الاقل اخلاقيا اذ انهم لم يستخدموا فى معركتهم " الشراك الخداعية " المحرمة دوليا وفقا للقوانين الدولية الاخلاقية المتعلقة باستخدام الاسلحة فى الحروب
المحزن فى المشهد هو خوف الصحفيين من " الفزاعة " رغم افتراض فيهم الشجاعة والثقافة ، فغابت الاكثرية عن الحضور ، وانخدع العديد ممن حضروا ، وان كان فى تقديرنا ان من اهم اسباب الغياب والانصراف عن المشاركة فى الانتخابات يرجع الى حالة الاحباط بسبب انقسامات المجلس السابق ، ونعتقد ايضا ان حالة الاحباط سوف تستمر حتى لو اعلن النقيب واعضاء المجلس فى كل الميكروفونات والفضائيات ان هدفهم الاول هو لم شمل النقابة ، فالاحباط لن يكون بين اعضاء المجلس والنقيب بعد ان صاروا حزبا ، ولكن للانفصام مع غالبية الجمعية العمومية والذين يعرفون الفارق بين الحزب والنقابة ويرفضون الاخونة او الميسرة ويبحثون عن نقابتهم الطائرة أو الغائبة
واذا كان من أسباب الفوز ايضا حشد أصحاب القائمة - وهى التى سبق ان اعلنا عنها منذ اسابيع فى تقرير الاداء النقابى - لانصارهم ، مع ملاحظة النجاح الساحق لجمال فهمى فى تغيير تركيبة النقابة ليصبح الاعضاء من المواقع الالكترونية مثل اليوم السابع رغم منع القيد بالنقابة من المواقع ، وكذلك اعضاء نقابة من صحف عدد صحفييها أضعاف قرائها ، بجانب الارهاب الفكرى للاخرين ، وبالتالى تكون لاصحاب الحزب الغلبة ، فانه من المؤسف ان يفوز النقيب بعدد 1280 صوت أى بنسبة 20 % من اعضاء الجمعية العمومية ، وهى نسبة هزيلة ولم تحدث طوال تاريخ النقابة ، ولا تسعد أو حتى تشرف احد، هذا افترضنا صحة حضور 2339 عضو للانتخابات ، اذ لا يتفق العدد مع الصراخ حتى الثالثة الا عشر دقائق أى قبل اغلاق باب التسجيل للجمعية العمومية ب عشر دقائق فقط والتى كانت تحتاج الى حوالى 1750 عضو ، وتخيل لو حضر كل هذا الجيش مرة واحدة ليأخذوا ثواب الجماعة - مش الاخوان - فهل تكفى عشر دقائق لاثبات حضورهم ؟
وعليه تم الاعلان عن حزب النقابة وتقسيم الغنائم والمناصب ، فقد حضر " المرشد " ياسر رزق وهو نفسه " سنديك " بلغة البيع فى المزادات ، و " الخبير " فهو صاحب توزيع الغنائم فى الانتخابات الماضية ، وليصبح جمال فهمى رئيسا للحزب ، وكارم محمود الامين العام ، وحنان فكرى أمينة المرأة . . . الخ ، بجانب اعضاء المجلس غير المنخبين مثل عماد اديب وابراهيم عيسى وخالد صلاح وغيرهم من اصحاب نجوم الفضائيات ، وليصبح من هم خارج الحزب من اعضاء المجلس فى ذيل القائمة ومجرد ديكور اجبارى ، حتى لو كانوا يؤدون دورا نقابيا لتطوير المهنة ، أو خدميا بعد تراجع الخدمات
واذا كان تم خداع الصحفيين فكان من السهل خداع الرأى العام ، حيث تلقت النقابة رسالة من د . احمد البرعى - نائب رئيس حزب الدستور المعروف بحزب البرادعى وألامين العام لجبهة الانقاذ - بانه على استعداد لتقديم كل سبل التعاون لدعم النقابة من اجل الاصلاح والتقدم ، رغم انه نفسه - بسلامته - عندما كان وزيرا للقوى العاملة قدم اسوأ نموذج للتعاون مع النقابة واستقلاليتها حيث وافق على انشاء نقابة الصحفيين المستقلة والتى اساءت لكل صحفى وللنقابة الام بمنح صفة صحفى لحل مشكلة الباعة الجائلين
وحتى المفتى شارك - بحسن نية - فى تهنئة النقيب والمجلس ، مبديا استعداد دار الافتاء فى التعاون مع النقابة ، وتقديم الفتاوى التى تحتاجها ونحن نستغل هذه الفرصة ونسال فضيلته : هل الكذب والغش حرام ولا حلال ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق