فى الذكرى ال64 للنكبة...من يعيدهم إلى فلسطين :
اللاجئون .. جرح لم يندمل بعد رغم الربيع العربى
بقلم: د. رفعت سيد أحمد
مع ربيع الثورات العربية ظن كثير من الناس فى وطننا العربى أن (الأقصى) قد اقتربت لحظة تحرره ، وأن الـ 6 ملايين فلسطينى مشرد خارج وطنه سيعودون ، وأن نهاية دولة الاحتلال قد اقتربت ، لكن .. وبعد مرور قرابة العام والنصف على اندلاع تلك الثورات ، لاتزال تلك القضايا عالقة بل وازدادت تدهوراً ، وباتت فلسطين أبعد مما تصورنا والمؤلم هو انشغال دعاة النضال والدعم لأهل فلسطين بالمعارك الداخلية فى بلاد الثورات ونسوا جميعاً ، فلسطين ، ولأن واجبنا هو أن نذكر ، وأن ننبه ، فإننا اليوم وفى الذكرى الـ 64 لحرب 1948 (النكبة) نعيد التذكير بأحد أبرز ملفات القضية الفلسطينية ، ملف (العودة) ، ملف الـ6 ملايين لاجىء فلسطينى فى دول الشتات ، إنه ملف يحتاج ونحن فى أجواء الربيع العربى (الصادق منه) والكاذب (حيث بعض الثورات من إنتاج حلف الناتو لذلك هى ثورات كاذبة) إلى تذكير الجميع بهذه القضية ، قضية فلسطينى الشتات علهم يفعلون لها شيئاً .. فماذا عنها؟.
أولاً: لكي نحدد سبل دعم ثورات الربيع العربى لقضية العودة لفلسطينى الشتات دعونا نسأل عن خريطة توزيعهم. ماذا عن مخيماتهم، وما هو تعدادهم الصحيح بشكل محدد، ماذا عن واقع هذه الكتلة الفلسطينية الحيوية ومشهدها السياسي والديمغرافي العام.
في البداية وبعودة إلى التاريخ القريب نشرت وكالة الغوث (الأنروا)إحصائية لعام 1995وردت في صحيفة الحياة يوم 1/7/96 تحت عنوان "الانتشار الفلسطيني "أوضحت أن مجموع المقيمين في الدول العربية المجاورة من فلسطيني الخارج هو 3127375 غالبيتهم في الأردن حيث يعيش 2145451، ومنهم في لبنان 550000 وفي سوريا 374000 ومصر57791. كما أوضحت أن مجموع المقيمين من فلسطيني الخارج في منطقة الخليج 370359 نسمة أكثرهم في السعودية حيث يعيش 240128، ومنهم في الكويت 26000، وفي البحرين وقطر والإمارات العربية 104225. كما يعيش في العراق وليبيا 73359 نسمة، وفي باقي الدول العربية 85746 نسمة. وهكذا يكون مجموع من يعيش في جميع الدول العربية 3656833 من فلسطينيي الخارج يمثلون حوالي 47.5% من مجموع شعب فلسطين العربي. وهناك 224241 نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية و 244722 نسمة في أقطار أخرى من عالمنا، بما يمثل 6.09% أي أن فلسطيني الخارج يمثلون 53.59% من مجموع الشعب الفلسطيني العربي البالغ حسب هذه الإحصائية 7697930 نسمة. وهذا يعني أن عدد فلسطينيي الداخل الموجودين اليوم على أرض فلسطين هو 3572134 نسمة منهم 1064975 في فلسطين المحتلة عام 48 وفي القدس الشرقية المحتلة عام 67 و950345 في قطاع غزة و1556814 في الضفة الغربية. كما أن العدد الكلي لفلسطيني الخارج هو 4125796 نسمة حسب هذه الإحصائية التي تعود إلى عام 1995.
بعد سنوات من هذه الإحصائية أشارت قاعدة بيانات المركز الفلسطيني للإعلام لعام 2004 ، والسنوات التالية حتى اليوم (2012) إلى أن 42.6% من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، هم لاجئون. وتقدر هذه البيانات، أعداد الذين طردوا نتيجة لأحداث نكبة 1948 بحوالي 750 ألف مواطن، إضافة إلى حوالي 350 ألف مواطن في العام 1967، كما وتشير التقديرات الحالية لعدد الفلسطينيين المقيمين خارج وطنهم في الشتات، بما يقارب خمسة ملايين نسمة في نهاية عام 2004،يتركز وجودهم في كل من الأردن (حوالي 3 ملايين) وفي سوريا ولبنان (حوالي مليون نسمة، أما الباقون فيتوزعون على أنحاء مختلفة من بقاع الأرض.
وفي مسح ميداني آخر أجرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين / الاونروا / في شهر آذار 2005، يشير إلى أن عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التابعة رسميا للوكالة، بلغ في الضفة الغربية، 19 مخيما وعدد اللاجئين المقيمين فيها وصل إلى (687542) لاجئ، وبلغ عدد الأسر الفلسطينية اللاجئة حوالي (152069) أسرة بمعدل 4.57 فرد لكل أسرة، أما في قطاع غزة فقد بلغ عدد المخيمات 8 وعدد اللاجئين 961645 لاجئ، وعدد الأسر (211046) أسرة بمعدل 4.63 فرد لكل أسرة، وتؤكد الإحصائية أنه على سبيل المثال أن مخيم جباليا، لا تتعدى مساحته 1.5 كم مربع يقطن فيه حوالي 110 ألاف لاجئ، يفتقرون إلى أدنى سبل الخدمات الأساسية، إضافة إلى كون اللاجئ يفتقر إلى ملكية وسائل وعوامل الإنتاج، التي يستطيع من خلالها تحسين مستواه الاقتصادي والاجتماعي.
هذا ويبلغ عدد المخيمات الفلسطينية المنتشرة في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وفي الدول العربية المجاورة : الأردن، سوريا، لبنان، مصر. حوالي (69)مخيما، منها حوالي (61) مخيما "منظما"، أي تشرف عليه وكالة الغوث الدولية لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" وعدد ا خر حوالي 6 أو 7 مخيمات غير خاضعة لإشراف الوكالة الدولية، وهناك عدد من المخيمات قد أغلقت أو أفرغت من سكانها.
* هذا هو الواقع المر لـ6 ملايين فلسطينى أجبر على ترك بلاده تحت وطأة الاحتلال والإرهاب فأين هى ثورات الربيع العربى من قضيته العادلة ؟ وهل يستقيم عقلاً وانتماءً عربياً أن نسميها ثورات وقد أسقط بعضها عمداً من على أجندة مطالبه ؛ القضية الفلسطينية بل وتعاون مع أعداءها ليصل إلى سدة الحكم ؟ أسئلة تحتاج إلى صراحة فى الإجابة بقدر صراحتنا فى طرحها أمام الرأى العام العربى الذى ضلل كثيراً خلال عامى (2011-2012) عبر إعلام أمريكى – خليجى كان يستهدف تفتيت (الأوطان) ، وليس بناء الثورات الحقيقية ، والتى لا تصح – على الأقل بالنسبة لنا بدون موقف جذرى داعم لفلسطين ولناسها الطيبين المجاهدين ، المشردين . والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق