عبد الجليل والجاسوس الصهيونى برنارد ليفى
بقلم ل . ح. صلاح الدسوقي* قبل ثورة الفاتح ثورة معمر القذافي ..كانت ليبيا عبارة عن مستعمر ايطالية أمريكية بريطانية ..تنطلق منها الطائرات لتضرب مصر كما حدث في 56؛ 67 دويلة تابعة للغرب..
عندما ظهر معمر القذافي .. أصبحت قاعدة خلفية وعمق استراتيجي لمصر .. فالقذافي كان شريكا لعبد الناصر في حرب الاستنزاف.. وهو الذي اشتري طائرات الميراج .. وصواريخ الكورتال (( الدفاع الجوي المتحرك )) والمدفعية بعيدة المدي والجرافات التي بنيها بها السد الترابي.. والقوارب التي عبرنا بها من الدول العربية ..وكان شريكا في حرب 73 بالدم والمال والنفط ..وكان وحدويا عرض علي مصر اتحادا ثلاثيا مع السودان ورباعيا مع سوريا ووحدة ثنائية.. وقدم إلي مصر ما لم يقدمه احد .. اختلف مع السادات ككل المصريين عندما اعترف بإسرائيل وزار القدس .. إلي أن عادت العلاقات في عهد مبارك لم يبخل علي مصر ووقف معها مساندا في المحافل الدولية وفي أفريقيا.. وقام باستثمار المليارات وفتح ليبيا أمام 2 مليون عامل ووقع معنا الاتفاقيات التي سمحت بحرية الإقامة والعمل والتنقل والتملك دون قيد أو شرط .. اشتري لمصر العبارات بعد غرق العبارة الشهيرة ..واشتري عربات القطارات بعد حوادث القطارات .. تبرع بسخاء من سيناء إلي الدويقة ..هذا باختصار .. الآن سقط القذافي .. بدعم واضح من الغرب واليهودي ليفي .. ولم نري بعد ملامح النظام الجديد .. رغم التقارير الأممية وحقوق الإنسان .. ورغم بعض الوجوه الطافية علي السطح وبعضها نعرفها وعاش لاجئا في مصر سواء في العهد الملكي أنصار الملك أو المعارضين الذين نراهم علي الشاشات يطالبون مصر ..بتسليم أنصار القذافي ويقدمون الذرائع ..والضغوطات ونسوا أن مصر لن تفعل ذلك ...وان كانت ضعيفة ..فتقاليدها وكرامتها وأخلاقها.. (( لن تفرط فيها )) وهي التي لن تسلم أحدا احتمي بها.. ولن تساوم عليه ..أو تخضع لابتزاز.. كما أنها لن تسمح لأحد بأن يستخدم أراضيها ضد جيرانها ..
ومن الغريب قرأت منذ أيام بان هناك من يطلب بتسليمهم إلي ليبيا ..حتي يستثمر النظام الجديد في مصر.. ويبقي علي العلاقات ..وقد سمعت شخصا يدعي محمد دياب ..ويدعي الناصرية ..أن وجود قيادات ليبية في مصر يعوق تطوير العلاقات .. وانه سمع في ليبيا بأنهم ساوموه علي ذلك ؟؟!! انه أمر خطير !! يريدون من مصر أن تتخلي عن قيمها ..وهم الذين لم يستطيعوا إجبار النيجر البلد الصغير علي تسليم أحد أبناء القذافي.. وطردت النيجر الوزير الليبي عندما طلب ذلك وقالوا له أن كرامة النيجر ليست محل مساومة.. وكذلك فعلت الجزائر..
طبعا هم لايستطيعون طلب ذلك من أمريكا أو فرنسا أو ايطاليا ..هل مصر رخصت الي هذا الحد ..أم أنها مسالة افتعال أزمة لصالح الغرب الذي نصب هؤلاء لمحاصرة مصر ..
إنني اذكر السيد النائب العام بان أي مساس بكرامة مصر غير مسموح به.. وان أي اجراءت تتخذ ضد هؤلاء بناء علي طلب حكومة غير شرعية ..ومزورة سوف يحاسب عليها قانونيا ..وكذلك يجب أن يعلم أن ثورة 25 يناير كانت من اجل كبرياء مصر وكرامتها.. وسوف تنطلق مليونات لم تشاهدونها من قبل لأنها ستنضم إليها القبائل العربية في مصر والتي عددها 17 مليون ..وتربطهم علاقة عائلية ببعض القيادات ..ولن تقبل بان يتسلم هذه القيادت ..لهذه العصابات ..ولن تتحمل مصر وزر ذلك ..ثم أن هذه الحكومة الحالية سوف تذهب من حيث أتت بعد بضعة أسابيع .. وسوف يأتي من يقول بأنكم خذلتم معمر وأنصاره ..بعد كل ما قام به من اجل مصر .. فمن زال يثق في التعامل معكم.. ونكون قد خسرنا مرتين ..علينا أن نتبين ونتمسك بقيمنا ..وتقاليدنا كدولة لها الزعامة .. وما يدعون إليه السيد محمد دياب وغيره ليست من أخلاق الزعماء أو الشرفاء أو السياسيين.. الذين يرون الغد ويسوسون الأمة بكامل احترامها .. ولا ينساقون متسرعين.. بعد عودة من رحلة مشبوهة لبلد مزقته قنابل الناتو ..وشردت أهله ..فهناك مئات الآلاف في مصر وتونس والجزائر والمغرب والنيجر وتشاد وأوروبا . كم سنسلم من هؤلاء ..حتي يرضي عنا حكام ليبيا الجدد المؤقتين ..وماذا إذا ما سمعوا كلاما مختلفا ؟؟فالذين لجئوا الي مصر سلاح ذو حدين .. وورقة ايجابية إذا أحسن استخدامها .. وقد تكون وبالا إذا تبعنا هؤلاء !!
لقد عرفنا معمر القذافي ورفاقه فكيف تفرط في علاقة جنينا ثمارها وقد نجنيه غدا.. مقابل علاقة مع أشباح لا ادري الي أين يسوقون ليبيا والعلاقات في مصر إذا كانت هذه لغة البداية فكيف ستكون النهاية ..
* لواء أركان حرب
رابطة جرحي حرب أكتوبر
قوات الصاعقة سابقاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق