تمر الأمة العربية في ظروف بالغة التعقيد حيث تستمر ثورة الشعب العربي في الانتشار و التمدد في أرجاء واسعة من الوطن العربي تحت شعارات الحرية والكرامة والعدالة و في ذات الوقت تتعاظم التدخلات الأجنبية و تعمل على دفع الثورات في اتجاهات تنصب في صالح مخططات تلك الدول المرسومة للمنطقة.
في هذه الظروف المعقدة و على هامش ندوة عروبة و أمن الخليج التي دعت إاليها جمعية الوسط العربي الإسلامي التقت مجموعة من الشخصيات و ممثلي هيئات قومية ناصرية و قررت توجيه نداء الأمة العربية.
نداء المنامة
1)إن ثورة الشعب العربي على حكامه المستبدين و الفاسدين و العمل على إقامة انظمة وطنية ديمقراطية ظاهرة مشرقة و إيجابية تدلل على حيوية الأمة و على تصميمها على صنع مستقبل أفضل واحتلال المكانة التي تليق بها في المجتمع الإنساني.
2) لقد أكدت الثورة الشعبية، التي انطلقت من تونس وتجلت بأروع صورها في مصر على حيوية الأمة العربية وقدرتها على إبداع الحلول لأوضاعها التي كادت تبعث على اليأس، كما أن هذه الثورة تبشر بفجر عربي جديد تستعيد به الأمه قدرتها على التصدي للمؤامرات الخارجية والإقليمية
3)إن ثورة الحرية و الكرامة و الديمقراطية هي بطبيعها جزء من المشروع النهضوي العربي الذي عملت القوى الحية في الأمة على بلورته وهي استكمال للمشاريع النهضوية التي قامت في القرن التاسع عشر و منتصف القرن العشرين.
4)إن هذه الثورة بامتدادها وانتشارها على امتداد الوطن العربي لتؤكد على ان الهوية العربية هي حقيقة موضوعية لا يمكن ولايجوز تجاهلها، و إن أي دعوات لتغيير هذه الهوية تحت دعاوى قطرية أو أممية أو إقليمية أو طائفية تصب في المآل في خدمة ومصالح القوى المعادية لجماهير الأمة.
5)إن التدخل الأجنبي بدعوى دعم الثورة ماهو إلا محاولة واضحة لحرف الثورة عن مسارها ومدخلاً لاستعمار جديد هو بطبيعته معاد للحرية والديمقراطية ، ومن غير المفهوم أن تقوم ثورات الحرية بالاعتماد على
الأجنبي و الاستقواء به و استدعائه لأن ثورة الحرية هي بطبيعتها ثورة ضد الاحتلال و الاستعمار.
6)إن النضال السلمي في التغير الديمقراطي هو الطريق الأسلم رغم كل التكاليف و التضحيات و رغم تعنت سلطات الاستبداد و نزعتها القمعية التي تصل إلى حدود غير معقولة. حيث أن استخدام العنف الثوري في ظل واقع الانقسامات الطائفية و الاقوامية والعشائرية التي تستدعيها قوى الاستبداد والقوى الخارجية ، سيؤدي إلى نزاعات و حروب داخلية تخرج الثورة عن أهدافها الديمقراطية و تفتح الطريق أمام التدخل الأجنبي.
7)على ضوء تلك المسائل نؤكد على دعمنا المطلق لثورة الشعب في سوريا، وعلى حقه في إقامة نظام وطني ديمقراطي ونرفض في الوقت ذاته أي استقواء بالاجنبي و خصوصاً تلك الدعوات المشبوهه للتدخل العسكري تحت أي مسمى جاء، و نرفض أيضا حرف الثورة عن نهجها حرصاً منا على وحدة الكيان و المجتمع
السوري. كما نؤكد على حرصنا على عروبة البحرين و على حقه باصلاحات جدية على طريق التحول الديمقراطي، ونرفض التدخل الأجنبي والتدخل الإيراني المباشر والغير مباشر. كما نؤكد على حرصنا على عدم تحويل الثورات في مصر و تونس و اليمن عن الأهداف التي قامت من أجلها .
22/3/2012
ملاحظة : الأحزاب والقوى الناصرية المشاركة في ندوة عروبة وامن الخليج هي
1- مصر : حزب الكرامة – حركة كفاية – حزب المؤتمر الشعبي الناصري .
2- سورية : حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي .
3-اليمن : التنظيم الشعبي الوحدوي الناصري .
4- البحرين : جمعية الوسط العربي الاسلامي .
اضافة الى عدد من الفنانين والمثقفين العرب من مصر والسعودية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق