بقلم :أيال حنانيا كاتب ومحلل سياسي اسرائيلى
صفحة المترجم والباحث عزام أبو العدس
عندما تأملت الحرب . في الأيام الأولى قدرت أن حماس ستركع وستستجدي وقف اطلاق النار فلقد حشدنا سبعة الويه على رأسها حربة الجيش جفعاتي وجولاني وجندنا سلاح الطيران باكمله وضعنا ثلاث أسراب خفيفة ومتوسطه من البحريه قبالة غزه وحشدنا أفضل كتائب سلاح المدرعات على رأسها كتيبة 401 المكونه بأكملها من دبابات مركافا 4 فخر صناعة جيش الدفاع .
وفوق كل ذلك جبهة عربية موحدة السيسي له ثأر دموي مجنون مع الاخوان المسلمين وأبدى رغبة شديده بتدمير حماس الملك السعودي والامارات والاردن يؤيدون العمليه بشكل كامل .
أما حماس فهي تعيش في حصار خانق فرضه عليها السيسي وقطيعه عميقه مع ايران وسوريا وحزب الله بسبب موقف حماس من الأزمة السوريه.
حماس في الأيام الأخيره عاشت في ازمة رواتب ومال وسلطة دفعتها الى الهروب الى المصالحة التي أراد ابو مازن تسخيرها لاذلال حماس وتركيعها .
تأمل المستوى السياسي هذا الوضع وخرج بتقديرات تفيد باستسلام حماس في حالة عملية عسكرية واسعة بل وامكانية نزع سلاحها أيضا بغطاء عربي وأممي .
بدأت المواجهة وخرج علينا ناطقوا حماس على التلفاز باسلوب من يقود قوة عظمى وجيشا جرارا وليس من يعاني من الازمات السابقه .
تصورنا أنه نوع من المكابره الساسية واللعبة النفسيه ليس أكثر لكن صودهم في القصف الجوي واستمرار اطلاق الصواريخ غير ميزان المعركه وموازين الردع تماما .
وعند العمليه البريه واجهنا مخربو حماس بصلابة اربكت كل مستويات جيش الدفاع ودمرت صورة الجيش وقوة الردع التي أردنا ترميمها .
مخربو حماس بعتاد متواضع صمدوا بشكل غريب يستحق الدراسه والمتابعه لأخذ العبر .
فقمت بالبحث عن الجانب الايديولوجي لهذه الحركة فوجدت انهم يربون مقاتليهم منذ نعومة أظافرهم تربية دينية عسكريه صارمه ويلقنونهم ايديولوجيه جهاديه بمايعرف بنظام المساجد التي اصبحت مدارس ارهاب في غزة.
مخرب حماس يعتقد انه عندما يموت فانه يذهب الى الجنة وأن افضل طريق لدخول الجنة هي ان يقتل اليهود وأن يموت على ايديهم انه يقتدي بالني محمد (ص) الذي حارب الكفار انه يستسقي ايديولوجيته من تعبئه فكريه تقوم على دراسة تاريخ المعارك الاسلاميه .
مخربو حماس مستعدين لتفجير أنفسهم دون تردد والقيام بأعمال خياليه حطمت كل النظريات العسكريه المعروفه بظروف قتال تكاد تكون مستحيله انهم يواجهون ارتال الدبابات والوحدات الخاصة والقوات الجوية بلاشئ !!!!!
لاشئ بكل ما تحمله الكلمة من معنى فتسليحهم بالنسبه لتسليح حتى أتفه المليشيات الأفريقيه الجائعة هو لاشي ومع ذلك فقد استطاعو الوقوف بصورة صلبة مدهشة .
انها ايديولوجيتهم المبنيه على التجرد من الشهوات والسمو الروحي واحتقار العدو الكافر انهم يقاتلون باستعلاء نفسي معتبرين أنفسهم متفوقين دينيا وفكريا على عدو كافر .
ايديولوجيتهم تدفعم للعمل 24 ساعة في سبيل دينهم وتحقيق المستحيل لأنهم بهذا يعتقدون أنهم يدخلون الجنة انها ايديولوجيه مدمره ديناميكيه لا تسكن ولا تهدئ يعرفون من خلالها هدفهم جيدا.
ايديولوجيا تمسكوا بها في الضفه رغم حملة الاجتثاث المسعوره التي شنيناها عليهم بالتعاون مع الأجهزة الامنيه الفلسطينيه فتمسكو بها رغم التنكيل والقمع ليعودوا الآن الى واجهة العمل بالضفه الغربيه بقوة وكأن شيأ لم يكن .
عندما أرى مخرب يندفع صوب المركافا 4 التي تشبه وحشا فولاذيا اسطوريا حاملا عبوته مفجرا نفسه فيها دون أدنى ذرة تردد أعترف أن هذه الايديولوجيا هزمت المركافا في هذه الجولة. وانها ستكون الخطر الأكبر على وجودنا علينا أن نأخذ الدروس والعبر وأن حربنا ضد حماس عليها ان تكون حرب اجتثات وحشيه لاننا ان تهاونا في ذلك فسنراهم خلال العقد القادم على ابواب تل ابيب كما يصورون في فيدوهاتهم الدعائيه عندها..ستكون النهاية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق