25 مايو 2012

أجراس خطر عالية في سماء الثورة والثوار في مصر


علاء بيومي

النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة المصرية تكشف عن خمسة أجراس خطر عالية تدوي الآن في سماء الثورة والثوار في مصر، وهي:

الجرس الأول: التيار الوطني منقسم بوضوح بين ثلاثة تيارات، وهم الإخوان، والتيار المتدين غير الإخواني، والتيار المدني، ولا أحد منهم قادر على الفوز والسيطرة بمفرده.

الجرس الثاني: هناك تيار غير ثوري واضح ومتبلور قد يصل لثلث الناخبين، والحل ليس الهجوم على هذا التيار، فهم مصريون، ويجب الوصول إليهم، وهؤلاء يسيطر عليهم الخوف من الثورة والتغيير أو من التيار الديني أو  لا يستطيعون العيش خارج دولة العسكر، وبعضهم يدور في فلك الفساد والحزب الوطني البائد.

الجرس الثالث: شعبية التيار الوطني الأكبر (الإخوان المسلمون) في تراجع رغم أنهم مازالوا الأقوى، ومن لا يصدق هذا الأمر عليه أن يقارن بين نسبة الأصوات التي حصل الإخوان عليها في انتخابات مجلس الشعب (42%)، وأعلى نسبة قد يحصلون عليها في انتخابات الرئاسة، والتي قد تكشف عن خسارتهم ربع الأصوات التي حصلوا عليها في الماضي وربما أكثر.

الجرس الرابع: التيار الوطني غير الإخواني أكثر انقساما من الإخوان أنفسهم ، وهو منقسم جديا بين تيار ديني وتيار مدني، وكل منهما أصغر من التيار الإخواني وحلفاءه، وبات من الصعب التعويل على أي من التيارين السابقين في القيادة بسبب انقسامه الشديد وغياب حلول جادة لهذا الانقسام في الأفق.

الجرس الخامس: التيار الوطني منقسم بشدة على نفسه بفعل الانتخابات، والتي ستترك عداوات في الصدور، ولا يوجد شراكة حقيقية بين أبناءه وخاصة بين التيار الديني والمدني داخله، والتحالف بينهما ضروري إذا كانوا راغبين في إيجاد بديل مقنع لغالبية المصريين.

والشراكة ليست كلمات ولكن مشروع جاد لاقتسام السلطة، والعقول التي عجزت عن الشراكة منذ الثورة يصعب تصور شفائها بعد كل هذه الصراعات.

ولا حل في الأفق الثوري حتى الآن، فالانقسام والتحزب كلمتهما هي السائدة، وهذا يترك الثورة والثوار في مصر مقسمين أمام مراكز قوى الثورة المضادة العائدة بقوة في البلاد.

فهل سيتدارك الوطنيون المصريون أخطائهم وتضطرهم الأزمة على التوحد!؟ تجارب الماضي توضح أن الانقسام والتحزب والانغلاق سمات سائدة والتخلص منها صعب، فكل فريق بما لديه فرحون، والأسابيع القادمة مصيرية وصعبة، والأوضاع في مصر لم تعد تتحمل مزيد من الصراعات ولا الأزمات، وربنا يستر، والله أعلم.

 25 مايو 2012

ليست هناك تعليقات: