إسلام استكان أخيرا وقرر انه يبطل يسألني عنك طول الوقت
وبطل يشاور عالباب كل شوية ويقول بابا .. ويجري فرحان كل مايرن الجرس ويقول بابا .. وتجيله خيبة أمل على وشه لما يلاقي حد تاني اللي داخل
وبطل يصحى بالليل ويمد ايده تلقائيا على مكانك فمايلاقيكش فيبدأ في وصلة العياط المعتادة ونداء اسمك بتكرار حتى يغلبه النوم
وبطل يجيبلي السبورة الصغيرة عشان ارسمني وارسمه واحنا تحت بنعملك باي باي وانت فوق بتضحك عند السحاب والعصافير ، وبعد ما أخلص رسم يديك بوسة عالسبورة
والنهاردة واحنا فاتحين صورة ليك لقيته بيبص عالصورة وعامل نفسه مش شايفها .. قلتله مين ده يا اسلام ؟ فوجئت انه تردد شوية كأنه خايف يجاوب .. أو كأنه مش عاوز يقلب على نفسه المواجع .. أو كأنه عاوز يريح دماغه من الأسئلة اللي هتيجي بعد الاجابة .. أسئلة زي انت رحت فين ياراجل يا طيب ؟
وبعد التردد جاوب بالراحة : بابا .. وعلى الرغم من الحفلة اللي عملنهاله والتسقيف والانشكاح اللي جه على وشه لأنه واضح من ردة فعلنا انه جاوب اجابة صحيحة مقنعة مثالية ليس لها مثيل ، رغم كل ده إلا ان يافوخي وقتها كان هيطق من الغضب .. لأنها كانت المرة الأولى من ساعة ماطلعت فوق أدرك ان اسلام لسة صغير أوي لدرجة انه فعلا مش هيفتكرك لما يكبر ..
محرد مجي الفكرة دي في دماغي خلاني كان نفسي أمسكه وأهزه جامد هزة ماينسهاش طول عمره .. وأبص في عينه وأزعقله وأقوله : انت هتنسى أبوك والا ايه يالا ؟ انت فاكر انه مسموحلك أصلا تنساه ؟ ازاي تتجرأ تنساه أصلا وهو بابا اللي الكل كان بيحسدك عليه .. بابا اللي كانو دايما بيقولوا احنا ماشفناش أبدا أب بالشكل ده ..
بابا حبيبك اللي كنت بتنسى الدنيا فعليا وانت بين ايديه
بفكر أملى البيت صور ليك يادودو في كل حتة يشوفها طول ماهو ماشي في البيت
وأعمله كورس يومي فيه فيديوهاتك معاه وانت بتلاعبه وبتضحكه وبترسم معاه
مش عارفة ده هيؤثر نفسيا عليه بالسلب والا لأ .. هل هيفضل يسأل نفسه ذات السؤال اللي هو مش فاهم اجابتنا اللي بنجاوبها عليه دايما : بابا فين ؟ شهيد في الجنة يا حبيبي .. خايفة كل مايشوفك حواليه السؤال ده يتطور عنده لحاجات مش حلوة زي : ماشي يعني هو فين ؟ يعني برضه مش بييجي ليه ؟ يعني هو نسيني ليه طيب ؟ يعني انا زعلته في ايه طيب ؟ يعني معقول مش قادر ييجي يسلم علي حتة ؟
مش عارفة يادودو ايه الصح ؟ أعمل ايه ؟ انت اللي كنت بتعرف دايما .. انت اللي كنت بتقرر دايما .. انت اللي كنت شغال بحدسك دايما ..
أحيانا لما بوصل لأقصى حالات توهاني عن عالمي الى عالمك .. وأبدأ معاك حديثا مطولا حزينا .. ألاقي اسلام ييجي لوحده من غير مناسبة يطلع جنبي ويمسح على وشي زي ماكنت بتعمل بالظبط ويديني بوسة .. وبعدين يقوم يكمل لعب ! كنت بندهش فعلا وبتخيل ان دي منك بالفعل ..
بسأل نفسي يعني ممكن يكون اسلام بيشوف محمود فعلا ؟؟هل ممكن تكون يا خلبوص بتجيله من ورايا في أحلامه .. عشان كدة هو بطل يسأل عليك لما بيصحى ؟
هل ممكن فعلا يا محمود ؟ دي الدنيا تبقى جميلة أوي لو كان ده فعلا اللي بيحصل
لو انت فضلت تقرفه كل يوم في الحلم لحد مايكبر ويبقى شاب ويحب يتجوز ويستشيرك وترد عليه لما ينام .. دي الدنيا تبقى حلوة أوي بجد !
حاول تيجيله كتير عشان خاطري .. مش عاوزاه ينساك ولا يوم في عمره ..
حبيبي يا دودو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق